مغامرة فى أندونيسيا
بدايه القصه
أخيرا راحة تامة أسبوع بعيدا عن دوامة الحياة التى طحنت عظامى من الأرهاق البدنى والعقلى والضغط النفسي فالأمس مثل اليوم و الغد لن يكون مختلفا كثيرا فى سويسرا الصعيدأسيوط. فقد جأتنى الموافقة على حضور مؤتمر دولى للعلوم العصبية فى العاصمة الأندونيسية جاكارتاه. أسرعت بأستخراق أوراقى؛ تجديد جواز السفر ؛ الحصول على التاشيرة وأخيرا فمت باستبدال رًزمة كبيرة من الجنيهات ( حوالى 5 كجم ) برًزمة صغىرة من الدولارات ( حوالى 300 جم ).سافرت بعد أسبوعان أنا وأثنان من أصدقائى (على ) طبيب الأمراض النفسية و العصبية و (حسين) جراح المخ والأعصاب وقدمنا بحث مشترك عن أستخدام طرق مختلفة لعلاج ألتهاب العصب الخامس.
أنتهت جلسات المؤتمر وقرنا أن نقوم بمغامرة لن تنسى طوال العمر ( وسبدوا أن أمنيتنا سوف تتحقق) إذ أنً ( حسين ) قد نظم لنا رحلة إلى جزيرتى ( كيلى و كومود ) واللتا تبعدان حوالى ثلاث ساعات بحرا عن الشاطىء الجنوبى الشرقى لأندونيسيا.
على: ولماذا هتان الجزىرتين بالذات؟
حسين: سوف نقوم برحلة سفارى لمشاهدة الكومودو.
أدم: انها أشرس مفترس على وجه ألارض؛ فهى تعض الفريسة فيحصل تورم سريع موضع العضة ؛ تجلط ؛ ألأم مبرحة؛ وأذا لم تمت الفريسه مباشرا تموت بعدهابنصف ساعة بسبب إنتشار السم.لكن أحذروا من هذه التانبين فهو ضخم يصل طوله ألى ثلاثة أمتار؛ وزنه 70 كجم؛ سرعته تقارب 60 كم/س ؛ قوى المخالب؛ طويا الذيل و هى مفتوتة العضلات و الفك الذى يستطيع أن يقضم فرأسها الصغر حجما بقضمة واحدة.
على: وماذا تأكل؟ أنا أشعر أنك قد نشأت معهم , سوف أخذ حذرى منك يا من تجلس على قمة الهرم مع المفترسين أمثالك وأنل رجل نباتى برىء.
أدم: أنها تقتات على السحالى؛ الأيائل؛ الخنازىر البرية؛ جواميس الماء و الجيف كما أنها أحيانا تقدتات على بعضها البعض.
حسين: وهل تحبون لحوم البشر يا أبا عيسى؟
أدم: أما بانسبة للبشر فهناك تقارير تقول أنها ألتهمت 12-10 أنسان فى خلال القرن الماضى. لذا فهى تعتبر عتى قمة الهرم الغذائى.و توجد بعض الفصائل منها تعيش فى أسترليا.
وبما أننى مصاب بدوار البحر فسوف نقوم بحجز طائرة هليكوتر؛ وـننطلقنا بها ألى الجزىرة و أقسمت أنها المرة الأولى والأخيرة التى سأركن فيها الخلاط الطائر هذا_ لأننى أصبت بدوار البحر فى الجو وكاد على وحسين ان يفتكوا بى بسبب ما شعرو به مثلى والتكلفة الباهظة للطائرة والتى تعادل تكلفة اليخت بأكثر من عشر مرات.
ألتقينا بحراس الغابة واسقلينا سيارة قوية ذات دفع رباعى و كان معنا سائق فى حجم جبل إفرست قوى كالثور صامتا كالقبر أمر كليل بهيم و كان يحمل على كتفه مدفع كلاشنكوف ضخم يصلح لتدمير دبابة إبرامز. ممدت يدى كى أصافحه حتى أكسر جو الجمود هذا و قلت له: ( أدم من مصر) لم يبدو أنه شعر بى أصلا وكنت أنفجر به لولا أن أشار لى أحد الحراس أن لا اتعرض أليه.
الحارس: فمو منذ ألتحق بنا لا يتحدث مع أحد وهو يميل إلى الوحدة ؛ صموت وفد قام أحد زملأنا ذات مرة بمحاولة المزاح معه ففتك به.ارجوك أجعل مخاطرتك محصورة على الكومودو و لا تضف أليها تى - ركس بشرى.
الحارس الثانى: هاك فايأخذ كل منكم مسدسا ولتبقوا بالقرب منا لا نريد أن يصبح أحدكم عشاء تلك المخلوقات الليلة. نصيحة اخيرة لا تطلقُوا النار ما لم نفعل نحن فسرعة هذة الأشياء تتعدى 60 كم فى الساعة ؛ كما أنه أحفاد ديناصورات أكلة لحوم متوحشة و ليست كلاب لولو كما التى لديكم فى مصر. أى أسئلة أخرى؟
ترجلنا من السيارة وبدأنا نتجول برفقة الحراس وأخنا نلتقط الصور للتانين وكانت تلتهم جاموسة وحشية كبيرة كأنها تأكل شكيرة لحم مفروم ؛ ولمحت لأن ( حسين ) يحوال الأقتراب من التناين مغافلاً الحراس.
على : ماذا تفعل يا مجنون؟ سوف تتسبب فى مقتلنا جميعاً.
حسين: أريد أن اقترب أكثر وألتقطت صورة سيلفى مع التنين ؛ فسأصبح أول مصرى يلتقط صورة سيلفى مع تنين.
أدم : المهم أن تكون الصورة معك وليس مع جثتك يا أحمق.
حسين: يا أخى بشروا و لا تُنفروا ؛ سوف أعود و معى تذكار.
أدم: عد يا مجنون أن حجم وقوة فكه و أسنانه الضخمة الحادة تجعله قادراً على تمزيقك أرباً او أن يقطمك على مرة واحدة.
حسين: واالًه كان يجدر بك أن يعمل حانوتى ولا تذهب فى رحلة سفارى مرة أخرى. و كفاك أستعراض معلوماتك عن الغكين.
على: حسين هناك أثنان من التنانين على مسافة قريبة من خلفنا أيها الغبى. سوف تتسب فى مصرعنا جميعناً.
ألتفت حسين حوله فى رعُب مّذعوراً فقد رأى اننا محاصرون بالتنانين حصار الكمًاشة ؛ وتخًيلت أحد التانين يقول لنفسه ( قٌشطة سأتناول عشاء رومانسى شهى أنا وأم سحلول الليلة: بشر برجر ؛ شطائر الأنسان المشوى الطزجة؛ كبدة ومخ بشرى مممممممم ونبلع بكوبين من الدماء الساخنة. أنها وجبة لذيذة كما أخبرنى جد ى هى هى هى ألى الطعام ) .
أدم: لست أنوى أن أكون الطبق الرئيسى على مائدة طعام طلوقات عمرها 600 مليون سنة ولا حتى 6 أشهر.
حسين: فلنغطى ضهر بعضنا البعض و النبدأ بإطلاق النار.
على: يا رب أموت محروق أموت مُقطع لكن لا أموت مع هذا المجنون.
أشهد أن لا الله ألا الله و أن محمد رسول الله.
أشهد أن لا الله ألا الله و أن محمد رسول الله.
صحت أنا و حسين فى رعب: علام تتشهاد الله يخرب بيتك.
ثم بدأنا بأطلاق النار فى رعب وسمعنا صوت السيارة تدور و تقترب بسرعة و سمعنا صوت طلقات الكلاشينكوف تصيب مخلوقات الــ ( Jurassic Park ) الذى علقنا به وركضنا بسرعة البرق ناحىة السيارة ......أخيرا الملاذ الى أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأههههههههههههههههه ؛ أنه صوت حسين فلقد غافله أحد الحيوانات من مسافة قريبة و أطبق فكيه على فخذه الأيسر وحسين يصرخ متوسلا ألينا لنفعل أى شىء.
أصابنا الهلع والأحساس التام بالعجز؛ طططططططططط اصابت دفعة كاملة من الكلاشىنكوف جسد الحيوان الذى تحول ألى اشلأء بفضل السائق الذى استمر بأطلاق النار على الحيوانات حتى أجهز على أثنان أخران واخيرا نطق بصوت كهزيم الرعد ( انه الأنتقام أيها السحالى البلهاء ).
أخذتنا السيارة ألى الهليكوبتر التى أقلت بنا من تلك الجزىرة اللعينة و كانت ساق حسين تنزف بشدة؛ فربطها طبيب الطوارىء برباط لتقليل النزيف اعطاه المحاليل ليبطىء من أنخفاض ضغط دمه ثم أعطاه ترياق للسم ( VK 25 ) و قام بتغطيته تجنباً لفقدان الحرارة و أخيرا قناع الأكسجين ومحقن مضاد حيوى ألى أن غاب عن الوعى لكنه حًى على أى حال.
نظرت من النافذة فتخيلت التنانين ترمق الطائرة فى غيظ وهم يقلون لبعض: حسنا لقد هرب اللحم البشرى لهذا اليوم لكن لحم سحلول و ريكسى و زوريل الذين قتلوا موجود ألى الطعام.
منتظريين أمام حجرة عمليات الطوارىء بالمستشفى فى أنتظار حسين الذى يجرى جراحة لأنقاذ قدمه من البتر...........يمضى الوقت بطيئا و تمتلىء النفوس رعباً...........هل سيعيش؟ قطعة واحدة؟.......... وأخيرا خرج على ترول العمليات متوجها ألى العناية و بعض عدة أيام أفاق وسمحوا لنا بزيارته.
.ضحك عندما رأنا وقال :عمر الشقى بقى. ألم أعدكم اننى ٍسأعود و معى تذكار؟ وفتح يده وكانت بها سنة ضخمة طولها 6 سم بالتقريب.
ونظر إلى وقال : لقد أستخرجوها من فخذى وهى هدية لك يا أدم.
على: حسنا يا ادم قم يوم فى عيادتك لعلاج كسور أفكاك التنانين والحيوانات المفترسة وأسماك القرش ؛ لكن حاذر أن تؤكل.
أدم: أنت يا على قم بتخصيص وقتا طويلا ادراسة حالة حسين حتى لا يجمعنا يوم ويخبرنا أنه يحب فتاة من زحل وينوى الزواج منها لكنه لا يملك ثقبا دوديا مهرا لها.
عودة إلى الجزىرة كان السائق جلسا بكوخ الحراس مسكا بصورة أمراة.
فقال له أحد الحراس: اخيرا تحدثت منذ أن جئت إلى هنا ومن هذة المرأة؟
قال: زوجتى لقد افترسها أحد هولاء القذرين من سنوات إلى أن جائت لحظة الأنتقام ؛فقد قام بشرطها نصفين وألتهما أمام عينى وكنت عاجزاً عن فعل أى شىء حتى أن الحراس أطلقوا علىً سهماً مخدرهً حتى ينقذونى و اخذ يروى كيف كان ينتظر لحظة الأنتقام.
لكن ما هذة الظلال التى تتحيط بالكوخ؟ هل هى ذئاب لا أنها التنانين ؛ ترى هل؟
أنه الزعيم يقول للقطيع: سأتناول عشاء بشرى بطعم ألانتقام الليلة أيها الحراس ......نيانياهاهاهاها
و تناثرت الأشلاء.
بعد عودتى الى مصر قررت أن اريح أعصابى. فقررت الذهاب إلى قريتى لأريح ؛ فالماء والخضرة و الوجه الحسن مشهد يسُر الأنظار والألتفات الناس حولك شعور لا يضاهى أنطلقت بسيارتى العزيزة بأتجاه قريتى التى تبعد 30 كم عن أسيوط لكن ال 375 مطب صناعى تجعل الطريق يحتاج ألى 4 ساعات للوصول. أستقبلنى أقاربى أستقبال الفاتحيين ( لأننى قد رفعت أسم العائلة فى المؤتمر بتاع برة و تفوقت عل الخواجات) فى نظرهم طبعا.
اًرتبكت مذّبحة بشعة لكن فى حق طيور البيت هذه المرة مع ( الزيارة ) الضخمة التى بها من منتجات اللحوم و الألبان و الدواجن والبيض ما يُكفى بيتى بل والحى الذى أسكن فيه شهورا بالطبع؛ وبعد قضاء يوم جميل همُمت بالعودة.أدرًت المحرك واخترقت الطريق فى الًليل البهيم وأتخذت قراراً غريباَ كعادتى وهو أن أزور مقابر العائلة فى منتصف الليل شتاءاً ..... لكم أنا رومانسى.
على أى حال تركت مصابيح السيارة مضائة وترجلت من السيارة التى شعرت أنها تقول لى ( أرحمنى يا مجنون فأنا لست سيارة HUMMER حتى أقطع طرق غير معبدة ولأصعد سفوح الجبال) حسنا أعتقد لأنها أعتادت على غرابة أطوارى؛ ترجلت من السيارة و كان الليل قد ألقى بعبائته الثقيلة مع ضوء الهلال الوليد مما يصنع ظلال مرعبة تبدو و كأن شياطين الكون تتراقص من حولك مع صوت الرياح حولك و صوت ذئب جبلى يعوى من بعيد.
جلست بين شواهد القبور وأنا أقرأ القرأن ونسيت الدنيا كأننى أسبح فى عالم الأرواح حين شعرت بيد قوية توضع غلى كتفى وصوت أجش يقول لى : ( ماذا تفعل هنا يا باش موهاندز؟ ). تسمرت فى مكانى وأصبحت كالقًنفذ من كثرة الشعر المنتصب فى جسدى ....... بسم الله الرحمن الرحيم ......... ثم ألتفت ألى وجهى فى الضوء الشاحبز هل هو غول ؟ هل هو زومبى؟ لا أنه أنسان بالرغم كل شىء فالزومبى لا يعرفون لفظة يا
( باش موهاندز).
قلت له بعد ما عاد قلبى يخفق من جديد: من من من أنت؟ .
قال: أنا الحاج خشبة الترابى.
أدم:أاست زومبى؟
الحاج خشبة: أنت بتشتمنى يا باشموهندز؟ من أنت؟
أدم: ( قلت له بعد أن عاد شعر جسمى لوضعه من جديد ) أنا أنا أ الد كتور أدم وجئت لأزور مقابر العائلة.
الحاج خشبة:هل يزور أحد المقابر الأن؟ أنت عندك لُطُف؟
أدم: نعم و سأرحل فوراً.
هرعت ألى سيًارتى كأن شبح يطاردنى..........دورى يا عزيزتى فلا وقت لفراغ البطاريات ثم سمعت أجمل صوت سمعته غى حياتى ( دوران المحرك ) و شعرت بالسيارة تثقول لى ( أحسن ؛ تستاهل ) ؛ أنطلقى بأقصى سرعة و أعدك أننى سأشترى لك وقود طائرات عند خروجنا من هنا.
طوال الطريق لم يغب عن وجهى صورة الحاج خشبة و أنفه المتأكل – ماذا حًل بأنفه – أهو زومبى؟
يا حمار – قالها لى سائق أخر فى الطريق – بسبب شرودًى؛ وفجأة أنفجرت من الضحك؛ أنا فعلا أحمق لأن الرعب و الخيال و الأيحاء أنسانى ما تعملته.......... أنها القرحة القارضة. أنها نوع من أورام الجلد التى تصيب جلد الوجه نظرا لتعرضه المستمر لأشعة الشمس ومن أسبابها أيضا نقص المناعة و أستعمال الدهانات الطبية. أكثر أماكن الأصابة الأنف ومنطقة المثلث الخطر فى الوجه ( وهو يمتد من الشفاة العليا ألى شحمتىً الأذن وصولاً ألى منتصف أعلى الجبهة ) وتكمن خطورته أن أوردته متصلة بشرايين المخ مباشرة و قد يؤدى إلى حدوث جًلطة أو موت مفاجىء بسبب الأتهاب السحائى. العلاج الجراحى يكون بأستصال الورم مع منطقة من الأنسجة السليمة المحيطة به مع حساب سٌمك الورم الذى سوف يتم أستئصاله تبعا لقانون العالم الأمانى ( برسلو ) الذى حدد سُمك الورم حتى يتم الأستئصال بصورة تقلل من معدل أرتجاع الورم؛ و توجد طرق أحدث للعلاج مثل الكحت والنىتروجين السائل.
يا له من درس حسنا حسنا لا مزيد من زيارة المقابر ليلا و لا اندونسيسا بعد اليوم.
