صرخة حلم
( أدم ) طالب متفوق فى المرحله الثانوية، شخصية إجتماعية، كثير الأصدقاء، ويهوى الكيمياء. وكان أدم سمينا و كان يرتدى العوينات لضعف نظره وكان أصدقائه فى الفصل يطلقون عليه (عبقرينو) لشده ذكائه. وكان أعز أصدقائه (أحمد) منذ المرحله الإبتدائية ، لعبا سوياً ، أكلا سوياً ، لم يجلس أحدهم إلا جار الأخر، حتى الإستذكار كانا سويا.
على الجهة الأخرى كان(شريف) طالب فاشل دراسياً ومنحط خلقياً، كان متنمراً وكون شلة من الطلبه أمثاله كأنهم عصابه هاربة من العدالة وكانوا يكرهون أدم و أحمد، لكن الأخير كان قوى البنية والشكيمة، فكان أدم هدفاً سهلاً التنمر حيث يضايقونه بالكلام البذئ ويطلقون عليه أسماء مهينة مثل (فلافيلو / ذو الأربع عيون) والإعتداء عليه بالضرب وكان أحمد يدافع عنه لكن الكثرة تغلب الشجاعه فلجأ أحمد الى حيلة ذكية لمنع الفتيه من للسخرية من أدم.
أحمد: أسمع يا شريف لما لا تجابهنى لوحدك أم أنك رجل فقط مع شلة القردة هذه؟
شريف: سوف تندم على كلام يا أحمد، أنصرفوا يا رجال ودعونى ألقن أحمد هذا درسا لن ينساه.
انسحب أصدقاء شريف وتراجع أدم الى الى الوراء تاركاً الفرصه لصديقه.
شريف: لماذا تتحدانى يا أحمد؟
أحمد: عندما أهزمك لن تتعرض لأدم ثانية، أتفقنا؟
شريف: هاهاها أن تحلم فلنبدأ الـ...
وقبل أن يتم شريف كلمته إنطلقت لكمة ساحقه من أحمد لتكسر أنف شريف وتوقع به على الأرض والدماء تغطى وجه وفمه.
أحمد: هذا مجرد تحذير.
أدم : لا أعرف كيف اشكرك ياصديقى.
أحمد: ثق فى نفسك فأنت متفوق، ذكى ووسيم كذلك، وهم يغيرون منك. يجب أن تتعلم الدفاع عن نفسك.
أدم: لقد فكرت مراراً فى أن أذهب الى مدرسة أخرى..
أحمد: وإذا وجدت شريف آخر،ماذا سوف تفعل؟ أنا بجنبك حتى تعتمد على نفسك.
أدم: أنت أعز أصدقائى.
أحمد: أنت هتعملى فيلم عربى، عاماً متشكرين ياسيدى لا تنس اليوم عيد ميلادى وأنت مدعو بالطبع ولكن ممنوع الدخول بدون هدية غالية الثمن.
أدم: أننى أدخر جنيهاً وربع منذ عيد ميلادك الفائت سوف أدخر الجنيه وابتاع لك هديه بالربع جنيه المتبقى بأكمله.
أحمد: يالك من مبذر، الى اللقاء.
أدم: الى اللقاء يا صديقى.
ذهب أدم لمحل بيع الهدايا و اراد أن يبتاع هديه جميلة لصديقة و أعجبه شطرنج مصنوع من الكريستال، كم السعر؟؟؟ ... اللعنه أن ثمنه مدخرات ستة أشهر كاملة لكنها لا تغلى على ( أبوحميد).
أبتاع أدم الشطرنج وذهب إلى بيته ليأكل و يغتسل و (يلبس اللى على الحبل كما يقولون).
وصل أدم الى منزل أحمد فوجد الأصدقاء مجتمعين وجو من المرح يسود المكان وكان أحمد الفتى ذات السبعة عشر عاماً كمرشحى مجلس النواب من كثرة اصدقائة المدعوين والملتفين حوله وهو يقف فى وسطهم كتمثال نهضة مصر يكلم هذا ويسلم على ذاك.
وفجأة سقط أحمد أرضاً دون أى مقدمات وسال اللعاب من شدقيه وانتفض جسده وأخذت حرارة جسده فى الإنخفاض، صرخ أدم وأحتضن صديقه محاولاً إفاقته لحين وصول الطبيب الذى يسكن جارهم، وشحب وجه أحمد ومالت رأسه ناحية صديقة وجحظت عيناه.
صرخ أدم قائلا: "قم يا أحمد قم ،بلله عليك لا تفزعنا."
وصل الطبيب.
أدم : لقد وقع وتشنج يادكتور هل هى نوبة صرعية؟ أرجوك طمأنا.
الطبيب: البقاء لله.
إمتلأت الصالة بأصوات العواء والنحيب والعويل وقام أدم باحتضان أحمد الذى لاقى وجه ربه وهو بين يديه.
أدم: أحمد قم معى،قم بلله عليك، قم معى يا أعز صديق...
أنت لم تمت، لا تمت يا أحمد وليس اليوم، ليس يوم عيد ميلادك...
أتذكر أيام طفولتنا ولعبنا و أسفارنا وكل شئ جميل فعلناه سوياً...
أيذهب هذا كله فى لحظة واحدة؟؟؟؟؟
لا إله إلا الله محمد رسول الله ....
رحماك يارب...
أنهار أدم تماماً وأراد أصدقائه أن يذهب حتى لا ينهار نفسياً ثم يأتى للعزاء.
أدم : لن أذهب، فسوف أحضر الغسل والدفن وأخذ العزاء فى أحمد.
أحد الأصدقاء: لكن....
أدم: لو كنت مكانه لفعل مثلى تماماً، أتركونى لحالى.
وبعد إنتهاء أيام العزاء كان أدم قد إنهار نفسياً تماماً، عيناه بلون الدم، لا يحدث أحد، اصبح متصلب الوجه ، فقد كثيراً من وزنه وأثر العزله والجلوس فى الظلام، وفى يوم كان جالساً فى حجرته دخلت عليه أسرته.
الأب: كيف حالك يابطل؟
نظر إليه أدم بعينان دامعتين ولم يرد.
الأخت: أدم مكتئب بشدة يا ابى يجب أن يفحصه طبيب نفسى.
الأم: دكتور مجانين ... مستحيل أدم حبة عينى مش مجنون ده محسود ومعموله له عمل.
اكيد اللي عملته (عدلات) جارتنا علشان هو أشطر من كل أولادها وهى ست كياده.أنا هوديه للشيخ (أبوخطوه) ده سره باتع.
الأب: الدكتور يا تفيده.
الأم: إنكتم أنت يا بسيونى.
الأب: حاضر.
صباح اليوم التالى أتجه أدم مع والدته إلى بيت الدجال فوجد رجلاً يلبس سرولا من الجينز و قميص أحمر مطبوع عليه جمجمه ،ويضع غطاء للرأس بالمقلوب وأمامه مبخره يشع منها شعاع ليزرى مختلطاً بالدخان. كتم أدم ضحكته حتى لا يصيبه هذا الشيخ بفيروس أو شئ من هذا القبيل.
الأم: بركاتك يا شيخ لولو.
ادم : الشيخ لولو .... واضح ان سرك باتع هى هى هى هى.
الدجال:.
شهريار يا ملك النار أكشف عن هذه الجار...
عدلات بنت حواء اللى وكست أدم فى الدمار...ش
شمهورش يا ملك الجان يا مداغ اللبان...
عفرتكوش ماك مكان فى هذا الزمان...
إنصرفوا عن أدم...
إنصرفوا عن أدم...
نيا ها ها ها ها ها...
أدم "متهكماً": مفيش حجاب أو ميه أمشى عليها كل يوم؟
الدجال: إدينى الواتس آب بتاعك وانا هبعتلك كل يوم رسالة تقرأها وتبقى زى الحديد، وخد اشرب من التحويجه دى قبل كل رساله.
أدم: هيا يا أمى بلا (أبوخطوه) بلا (أبورجل مسلوخه).
الأم: سامحه يا مولانا.
أدم: هيا يا أمى.
أنصرف أدم وهو يضحك مما حصل وساخطاً كيف لهذا الرجل أن ينصب على الناس باسلوب جديد رسائل واتس اب وخلطة العفريت التى اعطاهما له، و الأدهى أن أمه تعتقد فى هذه الخرافات.
مرت الأيام وألتحق أدم بكلية الصيدلة وشاهد عالما كبير و غامض لم يتخيل وجوده فقرر أدم كسر الإنطوائية التى يعيش بها ويزداد ثقة بالنفس ويمارس حمية، أى أراد أن يصبح (روشً) وفى نفس الوقت يجب أن يصبح (سوسة) كتب فحلم حياته هو أن يصبح معيدا بالجامعة.
لم يكن أدم معروفا بالدفعه ،و لكنه كان معجباً بفتاه أسمها (هدير) ويطلقون عليها (سندريلا) لأنها جميله كالقمر، غامضة كالسحاب، مرحة ورقيقة كزهور الربيع، ويبدو أن لها أصول أوروبية متمثلة فى شعرها الأشقر وعيناها الزرقاوين.
كان كل يوم يزداد إنبهارا وإعجابا بها.
كانت بالنسبة اليه ملاكا يمشى على الأرض...
سفيره حب أتت من الفردوس...
لكن الأدهى و الأمر أنها لم تكن لتعباء به أصلا.
لطالما سهر الليل يرقب النجوم متوسلا اليها أن تنقل اليها أشواقه...
لكن يأتى دائما نيزك الواقع ليطفىء ضوء النجوم...
أواه يا ليل العاشقين، لأكم أنت قاس...
مضى العام الأول على هذا الحال وعندما ظهرت نتائج الأمتحنات كان أدم أول دفعته.
فعلتها أخيرا يا أدم...
أخيرا تبسمت لك الحياة...
سوف يصبح لدى ما أتقرب به الى فتاة أحلامى...
شكرا لك يا خالق السموات...
غدى أدم فجاء حديث الدفعه ،ومحط أنظارها وكون (شلة خاصه به) وكانت السندريلا من الشلة.
أدم: كيف حالك يا هدير.
هدير: بخير شكراً لك. ألا يوجد نشاط موسيقيي فى الأسرة؟
أدم: نعم نعم، لكن أى آلة تودى العزف عليها؟
هدير: الأورج.
أدم: يا المصادفه ، غداً سوف تصل آله موسيقية وهى الأورج.
هدير: حسناً القاك غداً.
أدم: إلى اللقاء.
وفى السكن الجامعى حكى أدم لصديقة عمر ما حدث.
أدم: ما أذا أفعل فى موضوع الاورج هذا؟
عمر: يجب أن تحضر لها واحدا حتى لا تظهر كاذب امامها.
أدم: لقد أبتعت لها واحدا بالفعل.
عمر: ماذا تقول؟ كم ثمنه؟
أدم: مدخرات عام كامل ولكن كله يهون لاجل عيناها.
عمر: ومن الحب ما أفلس، مبروك ياعم الولهان.
فى اليوم التالى قامت هدير بعزف إحدى المقطوعات التى أبهرت أدم...
جعلت أدم يحلق فى الفضاء البعيد...
من أين تشدو تلك الموسيقى التى تأتى من اللامكان...
و تأخذ روحه الى كل زمان و مكان...
لا عجب لذلك يا أدم لأن تلك الموسيقى تتغنى من بين أصابع فتاة أحلامك...
هل كنت يوما مصدر الهاما لبيتهوفين...
هل كانت روحك تطوف عبر الزمان لتلهم الموسيقيين و الشعراء فى كل مكان و زمان...
حقا فقد كانت مقطوعة جعلته متعلقا أكثر بها...
جعتله مستعدا لفعل أى شىء حتى ينالها...
هدير: أريد منك خدمة يا أدم.
أدم: تحت أمرك.
هدير: أريد ملخصات المحاضرات و مراجعك العلمية التى تستذكر منها عندما أصبحت الأول، أتمنى أن أكون خلفك دائماً فأكون الثانية.
طار قلب أدم فرحا...
أهذا فقط كل ما ينبغى عليه عمله حتى ينالها....
ما أجمل نظراتها الساحرة....
وأنوثتها الطاغية...
التى جعلت أدم يقدم لهل ما طلبت دون تفكير فأعطاها كل ما لديه وأحدث ما يتوصل إليه العلم فى مجالهما وكيفية الإجابه النموذجيه.
الى أن أتت إمتحانات نهاية العام الثانى وصارت هدير هى الأولى و أدم هو الثانى، لكنه لم يشعر إلا بالفرح الشديد كأنه هو من أصبح الأول وأصبح و يمسى بحلم أنه وحبيبته قد تعينا بالجامعة وأنه قد تقدم لخطبتها وشقا طريقهما سويا.ً
مرت السنوات و أدم ينتحر فى المذاكره من أجل عيون حبيبته (هدير) لم يهمه أن مجهوده تأخذه على الجاهز، وهو يتنازل عن حلم الأول إلى الثانى، أو عدم الذهاب فى رحلات أو المشاركة في أية أنشطة بل لم يعيش شبابه من أجل أبتسامتها الى ذوبته.
ويوم إعلان نتيجة الترم الأول من العام الأخير قرر أن يصارحها بحبه ورغبته فى الزواج منها نعم هى الأولى وأنا الثانى، لكن كل هذا بفضل مجهوده ومساعدته لها وإيثاره لها على نفسه.أنا من صنعها لكن لا يهم فسوف تصبح هى لى.
ولما وصل الكلية وجدها واقفه مع مجموعه من صديقاتها وسمعهم يتغامذون و يتلامذون.
أصبح على بعد عدة خطوات منهن.
سمع احدهن تخاطب (هدير): سوف نمشي فقد جاء الأحمق .أ
أدم: كيف حالك يا هدير، ١٠٠٠مبروك وعقبال الترم الأخير.
هدير: أنا بخير. لكن لا تشغل بالك بالترم الاخير فهناك من سوف يعتني بي طوال العمر.
أدم: طوال العمر؟ لا أفهم هل؟ هل؟
هدير: د/خالد تعال من فضلك. اقدم لك د/ خالد خطيبى. هل رأيت الدبله التى من الألماس الحر . أه نسيت أقدم لك أدم، زميلى فى الدفعه.
أدم: مبروك.
غادر أدم غير واعيا ما حدث،أبتلك البساطة يا هدير تسحقينى و تسحقين أحلامى...
إنصرف متجهاً إلى أقرب أصدقائه في ومن أن قاما بإستقلال السيارة حتى أنفجر أدم فى البكاء
الصديق: ما الذى يبكيك؟
أدم: أحببتها فعلاً، لخصت لها المذكرات و ذاكرت هيا على الجاهز و جعلتنى أضحوكه مع أصدقائها طوال سنوات الدراسة.
الصديق: كان من الواضح هذا لكن كنت غريق فى بحر الهوى يا صديقى لم تكن تستمع لأحد.
وفى يوم إعلان النتيجة النهائية كانت هدير هى الأولى وبالطبع تم تعيينها كمعيده فى الكلية أما أدم فلقد تأثر كثيرا مما حدث له وكان ترتيبه قد تأخر كثيرا و لم يتم تعيينه.
بكى قلبه دماً، فبدلاً من مثلث السعادة:
1- أحمد.
2- التعيين فى الجامعة.
3- ارتباطه بهدير.
الذى تحول إلى مثلث حزن:
1- موت أحمد.
2- شاب عاطل فى إنتظار التكليف.
3- غدر هدير.
ما أقصاك يا حياة.
مرت الشهور و أدم جالس فى البيت منتظراً تكليفه، و دلفت إليه والدته.
الأم: هل ستجلس هكذا كتمثال نهضة مصر كثيراً؟
أدم: أنا احب هذا التمثال.
الأم: لكن لا تتصرف هكذا فهى ليست الأخيرة.
أدم: أنه الزواج مرة أخرى صحيح؟
الأم: بلى. ألديك عروس أم تترك لى الاختيار؟
أدم: أختارى أنت. لم أعد أبالى بأحد.....أى أحد.
الأم: مها بنت أم عادل جاراتنا جمال وأدب وأخلاق ولديها شهادة الهندسة ومن عائلة مرموقة.
أدم: لكنى لا أعرفها يا أمى ولا أحب زواج الصالونات هذا.
الأم: ألم نقل لك فى حفل سبوعك (أسمع كلام أمك) سأحدد موعد مع أمها.
أدم: هو مفيش رجاله بتمشى البيوت دى ولا أيه؟
الأم: ماذا تقول ياحبيب قلب أمك؟
أدم: ربنا يخليكي لينا يا أمى.
وبعد يومين ذهب أدم ووالديه وعلبة الجاتوه الأزليه أياها لخطبة مها وكان بإنتظارهما والدى مها وأخوها الاكبر، جلسوا يتحدثون ودخلت مها تقدم العصير كانت فتاة متوسطة الجمال والذكاء كذلك.
والد مها: شرفتونا .
والد أدم: الشرف لينا يا باشمهندس.
والدة أدم: إيه الحلاوة دى يا عروسة.
مها: ميرسي يا طنط.
والد أدم: يسعدنا أن نتقدم لطلب يد بنتكم مها إلى أدم.
كانت مها تقدم العصير فتظاهرت بالمفاجأة فقامت بسكب العصير على بدلة أدم.
أدم: ولا يهمك دلق القهوة خير، العصير جميل. هل أنت من صنعه؟ (وقد لاحظ نور أن علبة الجاتوه الذى إشتراها مفتوحه).
والد مها: والأستاذ أدم، ماذا يعمل؟
أدم: أنا خريج كلية الصيدلة وفى إنتظار التكليف.
والد مها: ألا تمتلك صيدلية؟ أم هل تعمل فى مجال الدعاية للأدوية؟
أدم: انا عاطل عن العمل حاليا.ً
أخو مها: وأين تقع شقتك يا أدم.
أدم: لقد قدمت أوراقي للحصول على شقة فى العاصمة الإدارية الجديده بعد أربع سنوات.
أخو مها: وبالنسبة للشبكة؟
أدم: أننى أقترح حالياً أن نلبس دبلتين وعندما تتحسن الظروف نشترى الشبكة.
أخو مها: أنظر يا استاذ،أن أختى يجب أن تتزوج فى شقة أربعة حجرات بحى راق والشبكة من الالماس والأهم أن تكون سعادتك فى وظيفة مرموقة.
أدم: تريد شقة 4 حجرات والماس فى البداية؟ا
أخو مها: إن لم تستطيع الزواج فلا تتزوج.
أدم: أنت عديم الادب و إنسان جشع وعائلة بخيلة حتى الجاتوه الذى قدمتوه لنا، أنا من قمت بأحضاره. فأما بالنسبة الآنسة مها فقوموا يتخريطها ألى الأوز .هيا يا أمى هيا يا أبى.فلنغادر مغارة ( على بابا) هذه ، و من غير(أقفل يا سمسم).
إنصرف أدم وذهب للجلوس على مقهى قريبة وجاء أحد أصدقائه "محمد" وجلس معه.
محمد: أدم هناك صيدلية تم إفتتاحها فى الشارع المجاور وهم يطلبون صيادله حديثى التخرج للعمل.
أدم: سأذهب هناك فورا.ً
لقى أدم صاحب الصيدلية.
الصيدلى: حسنا يا أدم لدينا فترة صباحية وأخرى مسائية.
أدم: سوف اخذ الفترة الصباحية حتى يتثنى لى البحث عن وظيفة أخرى لتحسن دخلى. وماذا عن الراتب؟
الصيدلى: ألفا جنيه.
أدم: فقط؟
الصيدلى: هذا هو المتاح حاليا.ً
وتمر الأيام يكافح أدم ويعمل كطيار لتوصيل الطعام فى إحدى محلات الوجبات السريعة إلى أن أستطاع أن يكون مبلغ محترماً و قام بالإشتراك هو وصديقه فى مقدم سياره نصف نقل لتكون نواة لشركة شحن كبرى.
وفى يوم كات لديهم شحنة مواد كيماوية سريعة الإشتعال على طريق أسيوط_ أسوان الصحراوى الشرقى وبعد ساعتين إنقلبت السيارة وأشتعلت و تفحمت عن آخرها.
وجاء وقع الخبر على أدم كالصاعقة وجلس على المكتب مر عليه شريط حياته: المدرسه _ أحمد _ الكلية _ هدير _ مها _عمله كعامل توصيل بالرغم أنه صيدلى _كفاحه من أجل إقامة شركة_ وغيرها من أحزان حياته.
هنا صرخ حلمه:
فأبي إحباط شعرت به؟؟؟
كم أنت قاسية أيتها الحياة، و يلا أشد ما عانيت منك؟؟؟
لماذا لا توجد رحمة بك؟؟؟
لماذا تتحطم سفينة أحلامى على صخور شواطيء بحورك؟؟؟
لماذا تسحق شهبك أرض طموحاتى؟؟؟ثم فتح درج مكتبه و ألتقط مسدسه و وضعه فى فمه.
صرخ صوت بداخله: لا يا أدم ، لا تفعلها.
صوت أخر: و ما فائدة حياتك ماذا حققت؟
_ لا يا أدم لا تزال أمامك فرصة للحياة دائما.
_ أي حياة؟ قد خسرت كل شىء.
_ ماذا فقدت؟
_ صديق عمرى.
_ إنه عمره. ما أدراك لعل الله قد أختار له الراحة.
_ حب عمرى.
_ خائنة لا تحزن عليها.
_ حلم عمرى.
_ أنت قصرت في عملك و أسأت التصرف.
_ زواجى.
_ لم تكن تريد سوى المال و أنت تعرف.
_ عملى.
_ لعل الفرج يكون قريبا.
_ رأس مالى.
_ المال يعوض.
_ و ماذا تبقى لدى؟
_ أملك فى غدا أفضل.
_ لا يوجد غد لأمثالى أصلا.
_ لا يا أدم. كل خطأ يمكن إصلاحه إلا هذا. لا تخسر كل شىء أرجوك. تمهل تلك هي أخر فرصة.
لكن يا حسرتاه على أدم لم يفكر و دوى صوت الطلقه.
د.سامح هدهود

