لم تكن تدري كم مر من الوقت
لم تستوعب كم قد إستغرق الزمان كي يروي لها روايتها
لم تعرف عدد السنون التي شكلت وجدانها الجديد
بل و لم تدرك لو للحظة إنها سوف تنصت يوماً ما إلي صمت الأيام
مالي أنا و الأيام و الزمان
همست مخاطبة نفسها
فلدي أيامي أنا...لدي زماني أنا
الكون كوني و أنا نجمة براقة
أنا ذاك القوس الممتد بين كوكبين جميلين
أحدهما لي...و الآخر أيضاً كوكبي
مالي أنا بحساب الأيام و الزمكان
أنا ثقبي الأسود...أنا مجرة أحلامي
مالي أنا بحساب الأيام و الزمان
أذكر
أذكر حين كنت طفلة ألعب
أذكر تلك الوردة الجورية التي أهداني إياها
لم يكن هو...بل لم يكن أصلاً
فقط كان في خيالي
حال فارس أحلامي
أذكر
أذكر حين كنت أكل السكاكر و لم أدرك أن الغد سوف يكون غادر
أذكر
أذكر يوماً ما لما كان لغروب الشمس رائحة و لضي النجوم ألوان من الجمال فائحة
أذكر
أذكر يوم كنت أرقب النهر الجاري يروي الزهر...زهرتي الجورية
أذكر
أذكر دموع بلا سبب و رائحة المطر...أذكر تساقط أوراق الشجر
أذكر
أذكر ذلك المشهد... السماء...النخيل...و دعاء الكروان
تري...لمن كان يدعو الكروان
أذكر
أذكر لما كان الدفيء هو الرفيق و الأمن هو الصديق و لم يكن للحب معيق
أذكر
أذكر يوم كنت كالدرة الزرقاء...بل لازلت أنا درة كوني...كوني أنا...و لكن
لما قد دمدم الريح و اقتلع الشجر
لما كشفت الأيام وجهها القبيح المستطر
لما فاض النهر مبتلعاً ما شاء من العمر
أين ذهبت وردتي... وردتي الجورية
لا تخبروني أن قد أخذها الزمان و فر
آواااه يا ليل...لله يومئذ الامر
سأروي وردة أحلامي بدموعي لعلها يوماً ما تعود فتزدهر
فقط
فقط صبراً
فقط صمتاً
صمتاً
صمتاً حتي إعتادت جوارحي صوت إيقاع الصمت
انشودة الصمت
فلأتحد أنا و الصمت حتي يصمت صخب الكون ذاته
نعم...سوف ألتحي بعبائته...عبائة الفضاء
لعلي أجد فيه رحمة الخالق و يكن لي خير قضاء
لكني
لكني لم أكن أعلم...أن هناك موعداً لي في الفضاء
فضاءا سيبريانياً لم يحوي الأثير و لم يعرف سوي إختراق الأجواء
أجوائي أنا...نعم أجوائي أنا
أجوائي التي كنت أنا لها فقط دوماً الأنيسة
اذكر
يوم قرأت رسالته
يوم أنصت إلي حكايته
يوم تغنت روحي بإنشودته
كان
كان يتسأل...أما في الكون من حبيب
كان ينشد...أليس الصبح بقريب
كان يصرخ...آواه يا ليل... اما من مجيب
أذكر
أذكر حين سألته...من تكون
فأجاب...عابر رحال
سألته...إلي أين
فأجاب...إلي حيث أجدني
سألته...إلي أين
فأجاب... حتي آخر الكون
سألته...أما من نهاية
فأجاب...لا نهاية حتي أجد البداية
سألته...هلا أرافقك
فأجاب...إلي أين
فأجبت...لا يهم...فقط كي أكون معك
فسألني...و ما تملكين للرحلة من زاد
فأجبته...سأعطيك...سأمنحك علم الحب
تسأل...و هل للحب من علوم!!! ما هو إلا عشق بلا هموم
فأجبت
هو ما تعجز عن وصفه الكلمات
هو لقاء في عالم بلا سموات
هو يسر رحلتك للبحث عن الذات
هو إضاءة أغوار المحيطات بلا ثريات
سألني
و ماذا أفعل رغم ما بيننا من مسافات بحق خالق السماوات
فأجبته
فقط أنهل من...أنهل من علم الحب حتي تتقارب القارات
قال
سوف أنهله إلا قليلاً
أخبرته
بل أنهل منه ما شئت أو أكثر كثيراً
قال
سأبقي بعضه إلي أن نلتقي
سألته
أهو لك وحدك
فأجاب
كلا...سوف أرويها...سوف نتقاسمه سوياً حتي آتي لك بها
سألته
أتجعلني أغار منها و تجعلها مني تنتهل!!!أليس لك مني حرج ولا خجل
فأجاب
هي لك...خديها
فسألته
و ماذا تكون
فأجاب
إنها الوردة الجورية...هي لك
أمسكتها...أحتنضتها قبل حتي أن يخفق قلبي لها
سامحت عمري و غفرت لأيامي حين نهلت من روحها
رقصت خلاياي فرحاً و أنشد الكون طرباً
و تنفس صبحي و قهقه ليلي و اقترب أحلامي دوناً
متي!!! متي سوف تأتي و تشاركني الأيام
متي!!! متي سوف أراك و نتشارك الأحلام
متي!!! متي سوف تروي حياتي الظمأة للأمان
متي
ما هذا
ما هذا الضوء
إنه ضوء النهار
ربااااااااه.. هل كان حلماً
أنت...أنت يا زائر حلمي
ألم تقل أليس الصبح بقريب
ألم تتسأل أما في الكون من حبيب
ألم تصرخ...أما من مجيب
أين أنت
أكنت مجرد حلم
مجرد حلم
لكن
ما تلك الرائحة
و ما ذلك الملمس
الملمس المطبقة عليه يداي
يا خالق السماوات
ماذا بين كفوفي
إنها...إنها الوردة الجورية
الوردة التي أعطاني إياها
لم يكن حلماً إذا
لكن
ماذا قد خط علي أوراقها
صغيرتي
كم أحسد تلك الوردة التي تراها عيناكي
التي تحتضنها كفوفك الرقيتين
و تداعبها أناملك
قد تكون الأولي لكنها لن تكون الاخيرة
لم يكن حلماً يا صغيرتي
لم يكن كذاك ابداً