يوماً ما تسألت من أنا...
من أكون!!!
من بين الهمسات و السكون...
سألت البحر ذو الدر المكنون...
من أكون!!!
سألت السماء ذات المزن الحنون...
تري...من أكون!!!
و أنت يا نيل...سأكن لك دوماً ممنون...
إن أخبرتني من أكون...
أما للبيداء صاحبة الصخب و السكون...
أن تخبرني من أكون!!!
أما للبدر الذي ألهم العاشق المفتون...
أن يخبرني من أكون!!!!
حتي الليل راعي الشعر و الفنون...
ضن علي بمعرفة من أكون!!!
و ذلك النيزك الذي أحال سماء الكون حمرون...
بخل علي بكوني من أكون!!!
و الكون ذاته الذي خلق ما بين الكاف و النون...
عجز عن تعريفي من أكون!!!
أذكر...أذكر...
يوم ما ضلت الروح و ضاقت الأرض...
يوم ما أصبح اليوم طوله مثل العرض...
و دمدم الريح و نفذ القرض...
قرض وعد كان كالماء في البيداء برض...
أذكر...
يوم ما لم أجد وجهي في المرايا...
يوم ما جلت بداخلي بلا خطايا...
أذكر...
يوم ما افترشت الركن الحزين من الزوايا...
يوم ما سألت نفسي من آنايا...
و كيف أضلت الأحرار السبايا...
و لما خبئ الليل رغم وجود الثرايا...
أذكر...
يوم صمت الصمت و إزداد لغط البغايا...
يوم إندثر الورد لما أكلته العظايا...
يوم تبعثر الحلم و تناثرت منه الشظايا...
أذكر...
حين تسألت...
لما أرادوا نيل حشايا و لم يغفر لي حنايا...
لما أستكثروا علي الفرح و اردوا محو ذكريات صبايا...
أذكر...
أذكر يوم ما قلت لا و آلف لا...
سوف يضحك ليلي و يشرق ضحايا...
سوف لن يموت فرحي و ستحيا نوايايا...
أذكر...
يوم ما ضقت ذرعاً من كثر الوصايا...
و لملمت ذاتي و أملي في البقايا...
و صنعت من الردم حلماً شامخاً كالسرايا...
شامخاً صامداً يناطح الهيمالايا...
يحوي حلم إنسان صافي النوايا...
لم يبغ من الأمر سوي حلمه و المنايا...
فيا ويل بن آدم عندما لا يصبح إنسانا...
أذكر...
يوم ما بكي الجبل من إنهيار الأمل...
يوم ما جف اليم و لم يكفي رواء الآبل...
يوم ما تواري السهل من وطء السيل...
يوم ما جف الدمع و رحل الرحل...
يوم ما صرخ الليل و هتف و ارتجل...
أهرب...فر...قبل أن ينفذ العمر...
أهرب...فر...قبل أن تتكاتل عليك الزمر...
قبل أن يخبو ضوء القمر...
قبل أن يغمرك السيل المنهمر...
قبل أن لا تسمع سوي صوت الضجر...
قبل أن ينالك الحقد الذي في ظلماتهم أستتر...
ألم تفهم!!! ألم تعقل!!!
قد حيروك و أنهكوك...
و في وسط الدرب أضلوك...
و حتي نفسك قد أنسوك...
و بسوء انفسهم قد فتنوك...
فلا تعطهم مرادهم...أرجوك...
إن علمت قدرك...فلا غلبوك...
إن علمت قدرك...فلا غلبوك..
إن علمت قدرك.. فلا غلبوك...
أنت كيانك...
أنت رهانك...
أنت لست دخانك...
أنت لست رمادك...
فالرماد لا يحترق مرتين...
فلا تجرع الماء الأجين...
و لا تكدر من مرار السنين...
و لا تنصت يوماً لصوت الآنين...
قم و اجمع شتات الحنين...
و فر مستجيراً برب العالمين...
ستجد ذاتك بين الكاف و النون...
عندها فقط ستدرك من تكون...
حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيه ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيم