محمود طالب متميز بالتعليم الفنى، و هو من أسرة من الطبقة المتوسطة، ذات قوانين صارمة، فمثلاً أن الولد يتزوج من أبنة عمه و تصبح (محجوزة) له منذ أن تولد (حتى لا يتطلع خير العيلة برة و يذهب للغريب) كما يقولون، هذا بإعتبار أنها العائلة المالكة فى بريطانيا و التي تملك ضيعة لا مترامية الأسوار و ثروة لا تعد و لا تحصى.
وكانت أبنة خال محمود ( مروة ) تصغره بعامين و كانت فائقة الجمال خغيفة الظل، تزوجا و سافرا الى ليبيا من أجل تكوين ثروة من المال لتأمين المستقبل، بالذات بعد أن رزقهما الله ب ( يس ).
محمود: أريد تأمين مستقبل يس يا مروة.
مروة: ما رأيك أن نبنى له برج سكنى يكن له رأس ماله؟
محمود: فكرة جيدة، خاصا أن أباك مقاول كبير، سوف أكتب له توكيل من أجل البدء فى البنأ فورأ.
مروة: نعم الرأى.
و فى العطلة الصيفية أتفق محمود مع صهره و أعطاه توكيل خاص بالإدارة و بناء برج سكنى و أعطى له(تحويشة العمر).
و بعد سنتان فى العطلة الصيفية ذهب محمود الى المنزل الجديد و تعجب لما رأى أبا زوجته يفترش الدور الأرضى فبادر بالقول:
محمود : ١٠٠٠ مبروك يا خال وعدت فأوفيت.
الخال: عم تتحدث يا ابن أختي؟
محمود: المنزل يا خالي أنه تحفة. متى موعد الإستلام؟
الخال: إستلام ماذا؟ ألم تعمل لى توكيل رسمى عام و أنت فى ليبيا؟
محمود: لقد كان توكيل خاص ببناء البيت فقط و ليس عام، هل قمت بتزوير التوكيل؟ حسبى الله و نعم الوكيل.
الخال: أحفظ أدبك أو أطلب لك الشرطة.
محمود: أنا الذى سأطلب الشرطة يا كبير النصابين.
و بعد وصول الشرطة و عمل محضر بالواقعة و العرض على النيابة و فحص التوكيل على الطب الشرعى تبين أن التوكيل سليم........و أن الخال قام أساء استخدامه...............بكى محمود قهرا و سالت دمع قلبه، فقد ضاع شقي شباب العمر.
من ثم قرر الذهاب الى أحدى دول الخليج ليكمل حياته و ينسى ما أصابه لكن قلبه مات كمدا من التجربة و عاد الى الى مصر فى صندوق خشبى.
مرت الأيام و عاش يس و أمه فى ما يبقى من ثروة أبيه و قلبه يمتلئ بالغضب و الغل من جده و أخواله الذين سرقوا أبيه و كانوا السبب فى موته كمدا.
مات الجد و لم يختلف الخيلان عن أبيهم شئيا فقد كانوا كعصابة على بابا، لكن مرت الأيام و ألتحق يس بكلية الطب، و فى أحد الأيام طرق أحدهم باب الدار، فقام يس بفتح الباب فوجد رجلا طويل القامة، حليق الذقن، قوى البنيان، و يرتدى بزة كحلية ممسكة بحقيبة سوداء: باختصار أشبه بدبابة بشرية.
الرجل: أستاذ يس محمود؟
يس: نعم. من حضرتك؟
الرجل: أنا معتز أحمد المحامى، هل تسمح لى بالدخول؟
يس: أكيد.
معتز: لا يوجد لديك أخوة أليس كذلك؟
يس: لا أنا أعيش مع والدتى فقط.
معتز: ممكن أن تحضر والدتك الجلسة ، إن الأمر جلل.
مروة: أهلا بك، ما الأمر؟
معتز: أتذكرين الأستاذ أحمد طلعت أبن خال المرحوم محمود؟
مروة: نعم، لقد هاجر الى أمريكا منذ ما يزيد عن 3 عقود، ما باله؟
معتز: لقد توفى منذ أسبوع و لا يوجد ورثة له سوى الأستاذ يس.
يس: و هل الثروة كبيرة؟
معتز: 70،000،000$ و 3 سيارات فيرارى و قصر فى لاس فيجاس.
فقدت مروة وعيها و سقطت مغشياً عليها ، فيبدو أن جهازها العصبي لم يتحمل الخبر، أما يس فقد أصابته نوبة من الضحك و تخيل الجانب الأخر من الدنيا الذى طالما حرم منه، نقود، سيارات فارهة، ملابس فارهة، عطور فرنسية، طائرة خاصة، سيجار كوبى، . فلقد انتهت ايام الشقاء. لكن امه مازلت مغشياً عليها ، لكن من يبالي؟
فى يوم من الأيام بعد ما أنهى يس عمله فى أحد شركاته، أستقل سيارته (الفيراري) الحمراء و قرر زيارة صديق طفولته و صباه و شبابه خالد الذى ألتحق بكلية العلوم قسم فلك و ألتحق بالعمل بمرصد حلوان.
عندما دخل عليه المرصد وجده مكفهر الوجه ممتقع النظرات، فساله:
يس: ما بك يا خالد؟
خالد: لقد دنت النهاية يا يس.
يس: أى نية نهاية؟ هل ستموت يا صديقى؟ لا تقلق سوف أقرأ لك الفاتحة كل ثلاثاء تخليدا لذكراك.
خالد:لقد دنت النهاية الكبرى.
يس: أى نهاية؟
خالد: نهاية الأرض.
يس: المنحوس منحوس.لكن كيف؟
خالد: لقد سمعت أنك ورثت ثروة كبيرة ، أسرع بالاستمتاع بها.
يس: ما القصة ماذا سوف يحدث؟
خالد: هناك مذنب هائل الحجم سوف يدخل المجموعة الشمسية و هو ذو جاذبية رهيبة و سوف يتسبب فى تغيير مسار الأرض و تقع بجوار الشمس و تحرق.
يس: متى؟
خالد: أقرب مما تتصور بمقاييس الكون...............قريب جدا.
يس: و بمقاييس الأرض كم؟ قل لي بالله عليك.
خالد: ليس كثيراً، حوالى 200 مليون سنة.
يس: و الان يا سيدى الضابط تسألنى لم كسرت له أنفه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ِ
د.سامح هدهود
