جاء من اعماق الفضاء البعيد، مخترقا مدار أفلاك المجموعة الشمسية، متأثرا بجاذبية أجرام سماوية عملاقة ( نبتون، اورانوس، زحل، المشتري) ليتصادم بكوكب ( ثيا ) ، محدثاً إصطدما كبيراً في الفضاء، تحول بعده ثلت كتلة ( ثيا) إلي صخور و غبار فضائى الذي كون لاحقاً حزام الكويكبات الواقع بين المريخ و المشتري.
اما الكتلة الباقية فقد شكلت كوكب ( الأرض) و ( القمر) التابع الارضي الوحيد. كان هذا ما يعرف ( بلإصطدام العظيم) الذي حدث بين ( نيبيرو) و ( ثيا) منذ 4.6 مليار عام، اي ثلث عمر الكون البالغ 13.8 مليار عام.
مؤيدو تلك النظرية عن تكوين القمر يقولون ان تركيب تربة القمر و صخوره متطابقة بشكل كبير مع تربة الأرض، بعدما قام رواد الفضاء في الرحلة ( أبو للو_ ١١) بإحضار عينات من تربة القمر في العام ١٩٦٩، بل ان علماء وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) اكتشفوا لاحقاً وجود مكثف لمعدن الحديد في تربة القمر يتطابق مع العمر الكربوني للحديد الموجود علي الأرض مما يدل علي وحدة المنشاة عندما كانت الأرض عندئذ جحيما مستعرا صالحاً لتكوين معدن الحديد.
و مما يؤيد النظرية ايضاً ان دوران الارض حول محورها (٢٣,٥) درجة هو ناتج عن الاصطدام العظيم، و هو ما يسبب تعاقب الفصول الاربعه عند دوران الارض حول الشمس.
في العقد الاخير من القرن المنصرم، برز إلي الوجود كتاب ( الكوكب اكس) او ( The planet X ) للكاتب الامريكي ( ديڤيد ميد) و الذي تحدث عن الكوكب ( نيبيرو) الذي سوف ياتي في مصار تصادمي مع الارض، تحديداً في القطب الجنوبي محدثاً نهاية العالم في العام2017، لكن ما حدث في ذاك الوقت هو ( كسوف القمر الكلي) الذي يحدث مرة كل قرن او اكثر من الزمان و الذي شاهدناه حول العالم و كان جليا للعيان في مصرنا المحروسة. ترى هل كان حديث ( ميد) محض صدفة؟؟؟؟
ديڤيد ميد ، قال في كتابه ان كوكب بحجم المريخ تابعا لنجم مظلم، في نظام ثنائي مع الشمس سوف يصطدم بقطب الارض الجنوبي محدثاً نهاية العالم. لكن ما هدم تلك النظرية من اساسها ان نظامنا الشمسي لا يحتوي علي نظام ثنائي للشمس و ان النجم المظلم هو عبارة عن ( ثقب دودي) و هو غير موجود في نظامنا الشمسي، بالإضافة إلي أن كوكب بتلك الكتلة لم يكن ليصطدم بالقطب الجنوبي فحسب بل كان سيئودي الي ما يعرف ( بالأصطدام العظيم) مرة أخرى.
النظرية الثانية حول تكوين القمر تحدث عنها ( داروين) حيث تقول النظرية ان القمر كان جزاء من الارض و انفصل عنها، و ان هذا الجزء يقع موضع المحيط الاطلسي. مؤيدو تلك النظرية يستشهدون بأن نصف قطر القمر ( سدس كتلة الأرض) قريب من نصف قطر المحيط الاطلسي و ان القمر بالحسابات الفلكية يبتعد سنويا عن الارض بمقدار أربعة سنتيمترات.
و هناك من يؤمنون بالأساطير يقول ان تلك الكتلة المنفصلة كانت هي قارة ( أطلانتس) و التي تحدث عنها ( أفلاطون) و التي كانت متقدمة جدآ علمياً و تكنولوجيا و إن سكانها كانت تربطهم علاقة وثيقة بالفراعنة. بل هناك من يقول انهم بعد غرق قارتهم استوطنوا مصر و نشأت الحضارة المصرية القديمة، بل و قد تطرق الحديث عن انهم كانوا علي اتصال بغرباء الفضاء، الي ان غرقت القارة نتيجة زلزال عظيم ، لكن ما ينفي تلك النظرية ان الطبيعة الچيولوچية لقاع المحيط الأطلس لا تسمح بهذا الامر ، بالاضافة لعدم وجود دلائل علمية تؤيد تلك النظرية.
و هناك نظرية أخري تفترض إن القمر كان جرما سماويا هائما في الفضاء و إنه وقع تحت تأثير نطاق جاذبية الأرض.
لكن يبقي السؤال عن ( نيبيرو) من اين جاء و من اين اتي، و هل هو موجود اصلا؟
د. سامح هدهود

