حلق مع هدهوديات في الفضاء السيبراني

recent
أخبار ساخنة

جعلونى طبيبا



ألى بُنيتى و نور قلبى حبيبة

ألى أبنّى و درُة روحى مصطّفى

ألى والدىّ الذّين لم يريدا منى سوى أّن أكون أّنساناً صالحأً

ألى أسّتاذى فى الحياة، الأدب و الطب الذى تأّثرت بأسلوبه كثيراً لكن لم يشأ القدّر أن نلتقى

أ.د./ أحمد خالد توفيق

 

تمهيد

أن بطل الروّاية قد يكون أنت،أنا أو أحد أصدقائك أو جيرانك. وقد تتشابه أحداث حيّاته مع حياة أياً منٍا. مع العلم أن كل المعلومات فى هذا العمل صحيحة علمياً.

 

 

مٌقُدمّة

يوميات شاب مصرىّ طبيب متخصص بجراحة الوجه و الفكين و يكافح كّى يبقى أنساناً ، لكن هل ستمهله الدنيا هذه الفرصة أم أن الواقع مرير كفاية لكى يحث الأنسان على أن يبجث عن نفسه ليلقى ذاته، لذى يفكر الأنسان فى ما كل ما هو جنونى، نفس جديدة، حياة جديدة، أو ربما عالماً جديداً بالمعنى الحرفى للكلمةً، لنتابع لمحات من حياة  ( أدم عيسي ) و ليبحث كل منّا فى ذاته عن طريقة سلكها أدم، حتى لا يزداد أعداد الطافشين من كوكب

صباح جديد ويوم جديد في قسم أستقبال الأصابات بمستشفى أسيوط الجامعى و هو المكان الأكثر شاعريا فى جنوب مصر و هو يستقبل أكثر من ثلاثمأة حالة يوميا فى كافة التخصصَات الجراحية و يتضاعف عدد الحالات فى أوقات الذورة كرمضان ، الصيف ، موسم الحصاد....أذن فصيفها ساخن جدا و و شتاءها أيضا .... 

 

إلا أن المكان هنا ليله كنهاره لا صيف و لا شتاء طالما أن نزيف الأسفلت مستمر و الناس يذبحون بعض على سبيل التسلية بل و الأدهى أن معدلات الأصابة بالطلقات النارية يتضاعف عشر مرات على الأقل فى رمضان .

 

ترى سيارات الأسعاف و تسمع أصوات سريناتها المنذرة بلويًل لكن من هو موجود فى هذا المكان ، مع كل مصاب يدخل يهرع الأطباء لإنعاش المريض و التعرف على معدلاته الحيًوية ، و ترتفع أصوات على غرار:

" كانيولا زرقاء مع محلول ملحى بمعدل سريع " و " فليحدد أحد فصيلة الدم و يذهب إلى البنك و يأتنا بكيسين و ليأخذ معه المرافقين " أو " بسرعة الترول يا عم عباس و ليذهب معك أحد أطباء الأمتايز ....نريد سونار بسرعة ".

 

ثم كالعادة هناك ثلاثة خيارات لا رابع لهم : غرفة العمليات ......العناية المركزة إن حالة المصاب لا تسمح بفتحه الأن.....أو المشرحة عندما  يأتى أمر الله.

 

 فى وسط كًل هذا يأتيك عم ( عبد الباسط ) أمين الشرطة ليتمم إجرائات المحضر ( أنها عهدة و حق الدولة يا دكتور . أن وكيل النائب العام فى إنتظارك فى النقطة ليأخذ شهادتك على الرجل الذبيح و لا تنس غدا موعدك فى الطب الشرعى  ) أنها حياة شاعرية كما هو واضح.

 

و فى أحسن الحالات فى غرفة العمليات فالصورة مرعبة أيضاً :

تبا أن النزيف مع صوت جهاز التخدير (monitor)الذى هو مزيج مرعب لأى جراح و يخبرك طبيب التخدير أن الضغط ينخفض و المريض ( بيهوى ) أحقنه بالأدرينالين بسرعة ؛ و أفزع فى المساعدة ( احضرى كيسين من الدماء  بسرعة ) ( لكن يا دكتور لابد من متبرعيين ) فتقول لأحد الأطباء ( أوقف تعقيمك و خذ متبرعين و أحضر دم حتى لو لم تجد متبرع ) و تحاول جاهدا أن توقف النزيف و تنهى الجراحة بأقصى سرعة و صوت جهاز التخدير يثير اعصابك تن تن تن تن بئسا ليتنى كنت قد أصبحت طبيب أشعة أو علاج طبيعى حتى لا أصاب بجلطة بالمخ من كثرة التوتر.

 

يرقد المريض على منضدة العمليات بلا حراك و مجموعة من الجراحين تجاهد لأنقاذ حياته؛ حيث يمتلئ الجو براحة التوتر؛ الأدرينالين والدم. و رائحة شواء اللحم البشرى تعم المكان بفعل القاطع الكهرابائى ( Diathermy). 

 

يعلو صوتك للفنى : 

( قم بتعلية قوة القاطع) و( أعطينى حرير ربط ) و تنزف الدماء من مكان لا أعرفه و تلقى بألالة التى بيدك على الأرض مفرغاً توترك فى الممرضة ( هذه الألة ) لا تعمل؛ مع أنها جديدة.

 

أخيرا وصلت الدماء؛ هذا المشد المحبب لأى جراح وأنتظم صوت جهاز التخدير أووووه أنه الطحال ينزف بغزارة لا فائدة من رتقه يجب أن يستأصل ليعيش المصاب (قفل الجرح يا أبراهيم)..... أبلغوا العناية أننا نريد مكانا فورا ........ و من الطبيعى أن لا نرى النورأو النوم  لعدة أيام كجنود الصاعقة . حسنا أنها حياة الجراحيين التى قبلنا بها ونعيشها.

 

فى وسط هذة الرومانسية قرر الدكتور (أدم عيسى) جراح "الوجه والفكين" المرور لتفقد مرضى تخصصه و كان كلما دخل هنا تذكر أيام عمله كطبيب مقيم لثلاثة سنوات وسط هذا الجحيم و بداخله شعور بالحنين و الخلاص ......نعم الحنين لأن الله قد جعله يوما سببا فى إنقاذ حياة أحدهم و الخلاص لأنه أنهى أصعب أيام حياته المهنية ...........تماما كالجندى الذى أنهى فترة تجنيده فيشعر أنه يريد العودة ليتعلم أكثر من أجمل مدرسة فى الكون لكن ترتعد أوصاله حين يأتيه شيخ الحارة و يعلمه بموعد التعبئة. هل قامت الحرب ؟ و لا تفكر أبدا أنها تعبئة عامة.

 

  وكان أول مصاب طفل عمره أربعة سنوات متورم الوجة وكان جالسا على قدمى أمه , قمت بفحصه و بمناظزة الأشعة و ظهر جليا كسر فى الفك السفلى الذى كان يعانية الطفل فسألت أمه عنما أصابه.

 

فأجابت: أنت بتاع المفكات ياخووووووى؟

أدم عيسى: أسمه دكتور الفك يا حاجة.

الأم:  طب والنبى يا دكتور طلع العدة ومسمره, و حياة ولدكفولدى وحيد على تسع بنات.

أدم عيسى: يا ستى أنا لست نجارا لكن حاضر سوف أقوم بصنفرته ودق مسامرين قلاووز (حتى لا أصاب بضغط الدم المرتفع).

عاماً أكملت المرور و تم قييم الحالات وشًرعت لأجراء جراحة لمصاب بكسر فى الفك السفلى وعدة كسور أخرى بالوجه و بينما كنت أقوم برامجعة الملف الطبى للمريض و الأات الجراحة الازمة لأجراء الجراحة.

 

أخبرني أحد الأطباء أن لأحد أقارب المريض يريدنى فى أمر ملح و أنها مسالة حياة أو موت حسنا لعله سوف يخبرنا أنه يفقح زجاجات المياه الغازية باسنانه في طفولته وان هذا ما أضعف عظام وجهه وهو يريد تنبيهي _قمت للقائه متوقعا أسئلة اسطورية أخرى. من النظرة الأولى (لم أبتلعه كما يقولون) ومن الواضج أنه الأفندى المتعلم في العائلة والمتحدث الرسمى عندهم.

 

المرافق: لامواخذة يا دكترة بس عندى أسئلة على ولد عمي قبل العملية. هو الجبس هيكون شكله أيه؟

أدم عيسى: (ضاغطة على أعصابى حتى لا أرتكب جناىية), بس يا عمدة أننا لا نستعمل الجبس فى تثبيت كسر الوجه, بل نـثبت الكسر بأسلاك من الستانلس ستيل حتى يعود الكسر لوضعه التشريحي الصحيح ثم يتم تثبيت الكسر بشرائح و مسامسر مصنوعة من معدن التيتانيم ذو القوة البالغة والسعر المرتفع ولا يذوب أبدا بالجسم بالرغم من مرونتها و قلة سمكها الذى يكون عدة مليمترات فقط.

بعد اجراء الجراحة...................

 

المرافق:الله بنور يا دكترة بس وحياة أبوك يا شيخ مشنسيت مقص ولا مفك فى خشم ولد عمى.

أنفجر وجهى بالدماء بسسب هذا الأنسان مدعى كل شىء وكدت أنفجر فيه ولكنه لكمنى بسؤال عبقرى أخر.

المرافق: كيف سيأكل؟

أدم عيسى: سوائل و عصائر لمدة أسبوع ثم طعاما سهل المضغ لمدة ستة اسابيع حتى موعد أزالة السلك و بأماكانه انت يتناول طعام مضروب بالخلاط و يشرب ببطء حيث انه يمكنة البلع

من مكان خلف درس العقل, فالمكان هناك رحب بما ىكفى لبلع الطعام غير الصلب

المرافق: هل شىء أخر يا دكتور؟

أدم عيسى: ىجب عليه تنظيف أسنانه مرتىن يوميا.

المرافق : وهو فاتح فمه ام غالقة يا دكتور؟

أدم عيسى:يا أخى ارحمونى هل رأيت شخصا في حياتك ينظف أسنانه مفتوح الفم سوى التماسيح؟ ولا تسألنى كيف. لقد انسيتى كل معلوماتى الطبية و غير الطبية.

 

جالسا فى عيادتي أراجع أوراق بحثية من أجل مؤتمر علمى قريب حتى أخبرينى المساعدة أن ثمة حالة بالخارج, اخبرتها ان تدخلها , فدخل  رجل فى العقد الخامس من العمر مرتديا عباءة صوفية فخمة متكأئاَ على عصاة من الأبانوس مع الكثير من الخاتم ذى الأحجار الفيروزية مما يعطيك انبطاع ( بالعمودية) وكان معه ولدان فى حوالى العاشرة من العمر.

 

العمدة: يا دكتور بيقولوا عندنا فى البلد انك أحسن دكتور مفكات.

أدم عيسى: فك يا عمدة. 

العمدة: بغض النظر, ديه كلها مسميات يا داكتور المهم الفعل.

أدم عيسى:ماشى يا اتفضل.

العمدة: الأمر لله يا دكتور, ده ولدى (معصعص) وده (ملظلظ ) ولدى الكبير.

أدم عيسى: خير ياحاج؟ ( قلت لنفسى ان هذا المعصعص يبدوا قادم من مجاعة فى الصومال بينما الأخ ملظلظ يأكل أكل أخاه فماذا يريد مني هذا الرجل الذي بلغت درجة تحمسه بي أنه قد يذبحبى ذبح النعاج اذا لم أحقق له غايته)

العمدة: المشكلة يا دكتور أن ابني الصغير (معصعص) يداه كالجرباج و تسليته الوحيدة ان يصفع أخاه (ملظلظ) صفعات يرتج لها وجهه ..... ولله با بيه ده جزاز الدوار مرة اتكسر من قوة الصوت.

أدم عيسى: طب أيه المطلوب مني يا عمدة؟

العمدة: عاوزك تشيل الدهون اللى في وجه (ملظلظ) علشان الى بالواد اتعقد و ارتبالًه الخفيف.

أدم عيسى:مش هينفع  يا حاج لأن شكل الوجه تحدده الدهون الموجودة تحت الجلد و التى تساعد علي مضغ الطعام كما انها تىساعد على حفظ الأوردة و اللأعصاب هذا لأن الدهون علي عكس أنسجة أخرى فى الجسم تكون هشه قليلة الأحتمال، على عكس قوة أنسجة الدهون الموجودة فى باقى الجسم و التى تمتص كثير من الصدمات.

معصعص: يعنى ىا دكتور مفيش ضرر من الأقلام القليلة التي أعطيها لأخى و أنه بخير.

أدم عيسى: أجل, بس كفاياك كدة يا عم عصاعيصو,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,.

 

و قبل أن أكمل كلامي قام معصعص بضرب قلم صاروخى لملظلظ جعلنى أخيل أننى فى قسم شرطة و ليس من طفل ( بريء).

 

عدت الى المنزل تناولت عشاء خفيفا, ان عشراث أصابع محشو كرنب مع صدر دجاجة مشوية مع صحن بازلأة وربع كيلو بقلاوة هو عشاء خفيف قبل النوم وكى لا اعانى الحموضة والكوابيس, جالسا امام فيلم خيال علمي حيث تحتشد جيوش العالم- التى تسعى لدمار نفسها و العالم أكثر مما يسعي لأيه غرباء الفضاء انفسم - ومع  اذان الفجر رن جرس الهاتف.

 

أدم عيسى: ألو......د.أدم من معى؟

المتحدث: صباح الخير يا دكتور,أنا داليا. آسفة للأزعاج بس عندنا حالة عاجلة محولة من الأأقصر.

أدم عيسى: هوجهه مدشدش أوى يا  داليا؟

داليا: لا يا دكتور ده من غير وش خالص باين انه نسيه في الأأقصر قبل أن يأتى لو سمحت تعال بسرعة يا دكتور علشان حاسة أنى قربت أرجع.

أدم عيسى( قلت لنفسى تخاريف سهر)

حساسة موت يا داليا .أنا في الطريق أعدوا حجرة الرعاية الفائقة والعمليات وكيسين من الدماء وأخبروا طبيبٍي العناية والتخدير حتي أصل. نبطشياتك جميلة يا داليا..... سلام. 

 

وصلت إلى المستشفى متوقعا أن ألقى Nicolas cage & John Travolta يستعدون لتصوير الجزء الثانى من فيلم Face Off ....أما أننى سوف أصبح نجم الجزء الجديد ويبدو أن هوليوود قد أصابها البله حتى تقوم بتصوير فيلم فى سويسرا الصعيد أو أن داليا تعانى من حالة متقدمة من الشيزوفيرينيا ٍSchizophrenia ( أو أن العشاء الخفيف الذى تناولته جعل المحشى يصعد إلى المخ )  على كل حال سوف نرى.

رأيت رجلا فى العقد السادس من العمر ذو ملامح وجه مهشمة وجروح عميقة ودماء متجلطة تغطى وجهه وكان فى حالة صدمة. تم أيداعه غرفة العناية الفائقة وتم أعطائه المحليل الطبية مع الدماء ووضع قناع أكسجين له مع أعطائه مضادات حيوية قوية وتم سحب عينة دم لأجراء التحاليل الطبية اللازمة ثم شرعت بتنظيف الدماء من على الوجه فوجدت غرزة جراحية فى أعلى الجبهة ...... حسنا فالأقم بفكها ولنرى ما تخفى تحتها........ وما انفكت حتى سقط جلد الوجه تماما عدا جزء صغير متمسكا بالذقن كاشفا عضلات الوجه والعظام المهشمة والأوردة والأعصاب........ منظر شيق لطلبة الطب وجدير بالدراسة.

 

      سمعت صوت ( ديييب ) مرتفعا. حسنا لقد اغشى على داليا. أرجو الا يكون قد أنشج رأسها قيصبح لدينا حالتين بدلا من حالة واحدة والممرضة (مروة) تصرخ فى هلع وأصبحت تجرى فى الحجرة كأنها دجاجة توشك أن تذبح.......... يلا النساء لماذا ينهارون من رئوية مشهد تشريحى مذهل كهذا وفى شخص حى........ قلوب ضعيفة.

 

أدم عيسى: ماذا حدث له يا سادة؟ أيكم الأقرب أليه؟

أحد المرافقين العشرون: أنا ابنه الكبير يا بيه.

أدم عيسى: حسنا نحتاج لعمل أشعة مقطعية فورا على الوجه والمخ حتى نحدد تفاصيل الجراحة وما سنحتاجه من مستلزمات أو تخصصات أخرى.

الأبن: تحت أمرك يا بيه.

جالسا أتأمل الأشعة واجدا عظام الوجه و قد أصبحت مثل ( البازل) مع وجود نزيف بالمخ.

أدم عيسى: كيف أصيب؟

الأبن: حادث سيارة.

أدم عيسى: أسمع والدك فى حالة خطيرة ولا تخبى عنى شيئا حتى أتعامل معه بطريقة جراحية صحيحة. أنا الجروح التى على الجلد عميقة ومتهتكة كما أن العظم مهشم بعنف بمعظم الوجه وهناك أربعة أتجاهات للأصابة ثلاث طولية وآخرى عرضية كما أن نزيف المخ يدل على قرة الأصابة ودعنى أذكرك أن العين اليمنى مفقودة والأنف مصاب بشدة.

الأبن: حسنا لقد كانت مشاجرة فى المذبح تطورت الى أستخدام السلاح الأبيض و قد تم ضرب أبى بساطور أربعة ضربات.

أدم عيسى: حسنا سنباشر بالجراحة فورا. لكنى أريد متبرعين بالدماء.

 

طبعا أختفى المرافقين...حسنا أنه المعتقد السائد فى الصعيد أن التبرع بالدماء يفقد الرجل فحولته (حتى أن بعض المرافقين قال: يموت يموت يا بيه . هل سيعيش أكثر مما عاش؟). 

 

بحثت كثيرا عن طبيب تخدير أنتحارى يقوم بتخدير هذة القنبلة الموقوتة.ثم شرعت باجراء الجراحة و بعد مرور أربعة عشرة ساعة فى ساحة المعركة أفاق المصاب ذو السبعون ربيعا و أنطلقلت الزغاريد كأننه فى قسم الولادة و هنئانا بعضنا البعض مثل رواد الفضاء حين يعودون الى الأرض.

لم أشأ أن أترك المريض فقررت المبيت بأستراحة الأطباء مع الطبيب النوبتجى.

الفراش الدافئي لا بد أننى سوف أغط فى نوم عميق كمومياء ( أمنحوتب ) التى لم يتم العثور علها حتى الأننى أشعر أن الفراش أصبح قطعة من الهلام يبتلعنى حتى أننى أخترقته هو و كوكب الأرض وصرت سابحا فى الفضاء السرمدى الامتناهى.

 

رقدت فى الفراش و قد أتابنى الأرق و تذكرت مسرحية شعرية للروائى و الشاعر العظيم  ( فكتور هوجو) الذى ولد فى عاصمة النور بطلع القرن التاسع عشر و كان من كبار مؤسسي المدرسة الشعرية الرومانسية فى العصر الحديث؛ فقد ألف بيت شعر سوف يخلد لألاف السنين فى تاريخ الشعر: ( لو أنك حلمت أنك فى الجنة و قطفت وردة و عندما أستيقظت وجدت الوردة في يدك....... أواه فماذا بعد ذلك ).

 

فعلا لقد تحدث عن مبتغى أحلام الأنسان فأوجز فأبدع ؛فعلا ماذا بعد ذلك؟ ربما تذكرت هذا البيت لأن لدى حلم كبير أتمنى أن أحققه يوما ما ؛ فأعطى نفسى السعادة التى خخخخخخ أستغرقت فى نوم عميق بعد يوم هو جد شاق.

 

أرى فى حلمى مشهد الجراحة التى أجراها الفريق لأربعة عشر ساعة ، يا له من حلم مليئ بالتفاصيل الدقيقة كأنه فيلم استغرق ساعات – مع أن الحلم لا يزيد عن 10 ثوان- والإنسان ينسى أكثر من %90 من الأحلام التى يراها؛ هذا لأن العقل كالكمبيوتر يعيد ترتيب ملفاته و ذكرياته أثناء النوم .

 

ويقول علماء وظائف الأعضاء

Sleep makes rezeroing of th brain وقد أثبت أن الأنسان يحفظ كل ما يراه أو يسمعه و كل شىء تتعرض له حواسه لكن القدرة على الأسترجاع تختلف من شخص لأخر؛ وأن الطفل لا يستطيع تذكر أى شىء قبل سن الثالثة.

ثم أيقظنى صديقي و قال لى وهو موشك على أفتراسى.

 

صديقى: هذا كثير يا دكتور .

أدم:  يا ويلى ماذا فعلت؟ 

أسترد قائلا أسمع لقد تحملت غطيطك لسنوات عديدة منذ انا كنا نعمل كأطباء مقيميين؛ مرة اقول لنفسى أنه متعب؛ أنه لم ينم منذ عدة أيام أو حتى مصابا باللحمية بل أننى قد سلمت أمرى الى الله و قلت لنفسى أن أكون صدىق جيد و أنام على أنغام سيمفونية اللحن الضائع لشعبان عبد الرحيم.

 

أدم عيسى:( قلت و أوشك  قلبى على عدم الخفقان) بارك الله فيك يا أعز صديق.

 

صديقي:لكن أن تخبرنى و أنت نائم بكل تفاصيل عملية ال ( Face Off) و تقول لى أحضرى كيسين دماء من الثلاجة هذا كثير.

 

أدم عيسى: أنا؟

صديقي: قلت لك أن الدماء فى ثلاجة المستشفى و ليست هنا فلست أنوى أن أطهو بازلاء بالدم و اللحم البشرى غدا.أنا لست زوجتك.

 

أدم عيسى: لست متزوجا.هل تعتقد أننى من أكلى لحوم البشر؛ أنا فنان كسائر الجراحين. أنتم أيها الباطنين لا تقدرون ذلك.

 

صدقي: تمام حتى انك قلت أنك تريد الدماء لأنك ظمأن. أفزعتنى و جعلت أنظر ألى أنيابك خوفا من أن تكون تحولت ألى مصاص دماء و نمت لك أجنحة و صرت تمشى على السقف. الأن فقط عرفت لماذا كنت تقول لى دائما أن دمى خفيف.

 

أدم عيسى: حسنا يا خفيف الظل؛ كفى مبالغات و أخلد ألى النوم هداك الله؛ ولا تخف على نفسك منى أبدا فنحن أصدقاء الطفولة على أية حال.

 

صديقى: إذن فأنك لن تقوم بتنظيف بقع الدماء من على الأرضيات و الحوائط.

 

أدم عيسى: هل أنت خائف منى ام على الأرضيات و الحوائط؟

 

صديقي: أنت سوف تتماثل للشفاء لكن الحوائط و الجدران بما عليهما من ديكورات و تشطيبات فاخرة سوف تكلفنا الكثير يا سعادة الجراح.كما أنها عهدة ثم أقوم أنا بدفع ثمنها.

أدم عيسى: أحمق.

 

صديقى:  ماذا تقول؟

 

أدم عيسى: أحلام سعيدة ياصديق.

 

يوم جديد بأستقبال الطوارىء بالمستشفى و مرور جديد على المرضى ؛ هناك مريض قد تماثل للشفاء بعد أجراة عملية لتثبيت كسر بالفك السفلى فجأء المرافق و سألنى سؤال رهيبا.

المرافق: يا دكتور لقد أخبرونا أنه يجب أن يغسل أسنانه ؛ هل هذا ضرورى لأنه لم يفعلها فى حياته؟

أدم عيسى: النظافة نصف العلاج و هى من الأيمان.

( هامسا قلت فى نفسى أه لو أخبرته أن كل ملى مكعب من لعاب الأنسان الطبيعى يحوى 100 مليار خلية بكتيرية من000 20 نوع وهى غير ضارة ألأ فى حالات نقص المناعة كألتهابات و الكسور المفتوحة  حيث تصبح ضارة و لو عرف هذا ألأنسان لأتهمنى أننى مقصر فى حق أباه و أردانى ب 3000 طلقة مضادة للطائرات فورا ) .

المرافق: و كيف يغسل أسنانه و فمه مغلق؟

أدم عيسى: أنت كيف تغسل أسنانك؟

المرافق: بعيد يا شر. هل أنكسر فكى حتى أغسل أسنانى ؟

قلت وقد غلى الدم فى راسى: يغسلها فى أى وضع حتى و لو وقف على رأسه ؛ لكن يغسلها.

المرافق: و الطعام؟ كيف سيأكل؟

أدم عيسى: يأكل طعاما طريا ولا يقطم على أسنانه الأمامية لمدة شهرين على الأقل.

المرافق: أيأكل البامية؟

أدم عيسى: نعم أرحمنى من أسألتك.

المرافق: ممكن الحاجة تضع ( طشة ) عليها؟

كدت على وشك الأنفجار كأسطوانة الغاز لولا أن أخبرتنى الممرضة أن هناك حالة أصابة طلق نارى فى الأستقبال.حيث أنها منعت حوارى مع السيدا لمرافق الذى يعتقد أن ثنظيف الأسنان عار على غير أصحاب الفكوك المكسورة؛ لابد ان نسبة ذكائه تتعدى 150 على مقياس ال. I.Q. 

 

كانت هناك شابة فى العقد الثانى من العمر وسط جحافل من الرجال غالبا هم أقاربها و فحول شباب العائلة الذين سيتبخرون حين نطلب متبرع بالدماء ؛ أخترقت الحشود تتوصول ألى المريضة حتى لا تموت مختنقة من المحيطون بها يمتصون الأكسجين مما قد يتسبب فى موتها مختنقة أوحدوث تلف دائم فى المخ من نقص الأكسجين.ِ

 

شاهدت المصابة و كانت حية ترزق بكامل وعيها و ثمة جرحيين صغيريين بخديها بلا نزيف مجرد بضع قطرات دم متجلطة موضع الجرحيين. تم فحص الجروح و تنظيفها و عمل الأشعة الأزمة.وكانت المفاجأة هى عدم وجود أى كسور فى الجمجمة او الفكين أو حتى أى سنة أو ضرس أو حتى نزيف داخل الفم.

 

سألتها: ماذا حدث؟

المصابة : كل ما أذكره أننى كنت واقفة على سطح المنزل و سمعت صوت طلق نارى من بعيد ثم شعرت بحرارة و ألم فى وجهى و فقدت الوعى و وجدت نفسى هنا.

أدم عيسى: هل كنت تتثائبين حين كنت على سطح الدار؟

المصابة : نعم.

أدم عيسى: أنت فعلا محظوظة ؛ فعندما كان فمك مفتوح دخلت الرصاصة و خرجت من الخد الأخر دون أن يصيب أى شىء.

الأب: ,ما العمل الأن يه دكتور؟

أدم عيسى:ابدا يا حاج سوف نقوم برتق الجرحين بغرز جراحية و تنصرف فورا.............سبحان الله.

 

توجهت ألى عيادتى الخاصة و بمجد وصولى انه ثمة مريضة غى الثلاثينات لديها خراج فى رقبتها و تكافح من أجت التنفس ؛أمرتها أن تدخلها فورا ة تعطى لبقية المرضى موعوا غدا.

 

دلفت مع زوجها؛ سألته : هل هي مريضة بالسكر منذ عدة سنوات؟ 

الزوج: نعم. 

سألته: والسكرى لديها مرتفع أغلب الوقت؟ 

أجاب : نعم. 

قلت: و هل الخراج بدأ منذ أيام قليلة و أصبح يضيق نفسها بالتدرىج؟ 

.قال و قد بدأ يشعر بلقلق: أيه الموضوع يا دكتور.

قلت له وانا ممسكا سرنجة كبيرة و قمت بتطهير الخراج ثم قمت بسحب عينة من الصديد من الخراج و أعطيتها للممرضة من أجل تحليل الخلاية الصديدية و قد تأكد لدى التشخيص.

 

الزوج: اخبرنى يا دكتور بالله عليك ماذا حل بزوجتى؟

أدم عيسى: لديها حالة طارئة نتيجة لمرض السكر ويصيب فى أغلب الحالات الأناث فى منتصف العمر؛ حيث يبدأ بالظهور بالأنسجة الرخوة في الجزء الأمامى بالرقبة ضاغطا علي القصبة الهوائية محدث ضيق بالتنفس أذا أهمل يحدث أختناقا فى أيام معدودة وللأسف كثير من الناس لا تدرى عنه شيئا وكيفية التعامل معه.............انه :الخراج الخانفق أو (Ludevex Angina) نسبة إلى العالم الذى أكتشفه.

الزوج: وما اتعمل الأن؟

أدم عيسى: سوف أباشر بفتحه فورا و تنظيفه و أقد أخنا عيتة من أجل تحليل البكتيرى لنعرف أى مضاد حيوى سيكون أكثر فاعلية بعد الجراحة.

الزوج: أهذا كل شىء؟

أدم عيسى:عنصر الوقت هو الأهم؛ فلا وقت للتحاليل المعملية أو الأشعات ىجب أن تكون الجراحة سريعة و من الممكن أجراها بمخدر موضعى حتى لا يتم أستنشاق الصديد أثناء تركيب أو خلع الأنبوبة الحنجرية.

 

وصلنا المستشفى و قمت بأجراء الجراحة بأسرع ما يمكننى؛ ثم تم نقلها لوحدة العناية  و توصيلها بالأكسجين لحين أنتظام التنفس و ظهور نتيجة مزرعة الصديد و الحساسية و تضبيط مستوى السكر فى الدم.

 

جاء الزوج يشكرنى و يسألنى: ماذا بعد؟

قلت له: يجب أن يكون مستوى السكر من الأن فى المعدل الطبيعى ؛ كما أننا سنبدأ الغيارات المعقمة مرتان يوميا حتى يتطهر الجرح تماما حتى ولو لمدة شهر ومطلوب منك أنت وهى قوة الملاحظة حتى لا يتكرر ما حدث مع ضرورة أن تفقد كثيرا من وزنها.

الزوج: لقد أنقذت حياتها يا دكتور؛ لا أعلم ماذا أقول لك أو أفعل معك؟

أدم عيسى: أنه عملى وأمانة كلفنا الله بها...........فقط أدعى لأحبائى.

الزوج: بعد أذنك يا باشا ابنى يريد ألقاء التحية عليك.

أدم عيسى: حسنا دعه يتفضل ( لقد تحولت إلى أخصائىاجتماعى أو مسئول علاقات عامة).

دلف ألى الحجرة طفل يشع ذكاءاً متسخ الثياب حافى القدمتن منكوش الشعر والمخاط يسيل من منخريه كأنه شارب ضخم.

 

الزوج : الأ تريد أن تصبح طبيب عندما يكبر يا " برطوش" ؟

أدم عيسى: ما أسمه؟

الزوج : "برطوش" يا بيه على أسم ابى كبير البطارشة ؛ وهو ولد على تسعة بنات.

تذكرت و انا فى بداية حباتى كطبيب أننى كنت أعالج مريض اسمه "عبد مناف" و كأن أبيه كان ميتا فى كهف و لم يسمع بنزول الأسلام وتحطيم الأصنام.......... ماهذة الناس؟ المفروض أن يعطوا للأطباء بدل مخاطر عقلية.

 

أدم عيسىو لماذا لا تريد أن تصبح طبيب عندما تكبر يا " برطوش" ؟

برطوش : أريد أن اصبح ممرض.

أدم عيسي: ممرض. الا تريد أن تصبح طبيبا.

برطوش:ممرض بالطبع لأنه يأخذ النقود من الناس والطبيب لا يأخذ شيئا 

همست فى سرى أن هذه العائلة سوف تنقرض قريبا مادام هذا هو ولى العهد (عامة الطب مش ناقص يكفى ما نحن فيه ).

 

الزوج : لكن "براطيشو" أنسان حساس و دمعته قريبة يا دكتور.

أدم عيسى:انه ولى عهد البراطيش بكافة مقاساتهم يا حاج بلأضافة ألى أنه وحيد على تسع بنات فلرومانسية جزء كبير فحياته وأكيد أن كل برطوشة فى عائلتكم تتمناه....... وهذه مجرد دموع تماسيح.

الزوج: لكن هل تبكى التماسيح يا دكتور؟

أدم عيسى: لا؛ لك التماسيح ليس لها غدد عرقية و الغدد الدمعية ليس لها قنوات لذا فأن دموعها هو وسيلة لترطيب الجلد و ترطيب العين.

الزوج: ما شاء الله عليك يا دكتور ولا كأنك معك دبلوم.

صعد الدم ألى رأسى و كدت أن أنقضت عليه لولا اننى فكرت أنه يمدحنى بطريقته و ثقافته المحدودة...............حسنا أنها أسرة طيبة على حال ( البراطشة ) قبلى.

دق جرس الجوال؛ 

وسمعت صوت أجش يقول: الدكتور أدم بتاع الفك والوجهين.

أدم عيسى:( قلت لنفسى حسنا ؛ ارحم من دكتور المفكات على الأقل). نعم أنا؛ من معى؟

أنا الحاج عبد الرحيم يا دكتور.

أدم عيسى: من أنت يا حاج كيف أخدمك.؟

الحاج عبد الرحيم: يبدو أنك نسيتنى يا ولدى؛ لقد جئت لك منذ خمس سنوات و أجريت جراحة لحفيدى.

أدم عيسى: خير يا حاج هل هناك أحد أخر يريد أن أفحصه.

الحاج عبد الرحيم: لا يا والدى لكن الدواء الذى وصفته لحغيدى لخفض الحرارة لم يعد متوفرا فى السوق وأعطانا الصيدلى دواءا بديل عنه.

أدم عيسى: ما المشكلة يا حاج و ما اسم الدواء؟

الحاج عبد الرحيم:.يا واد يا عبد الرحيم تعالى أقرأ أسم الدواء لعمك الدكتور( أدم ). 

عبد اللرحيم:أن الدواء (......) وهو كبير يا دكتور و شكله غريب و صعب البلع لأنه يسيح فى الفم.

أدم عيسى: قلت لنفسى فلتصعقنى صاعقة منالسماء...........هذا لبوس يا حاج يأخذ من الشرج................. رحماك يا ربى.

دلفت الممرضة تخبرنى أن حالة أخيرة فى ألانتظار ؛ حسنا سأراها حتى ينتهى هذا اليوم الظريف؛ أدخليها يا سلوى.

 

دلفت فتاة فى حاوالى الرابعة عشرة من عمرها و كان معها أبيها؛ جلسا و كان فم الفتاة مفتوح من مكانه ولا تستطيع اغلاقه سألت والدها عما حدث.

 

الأب: كنا فى أحد مطاعم الوجبات السريعة و قامت الهانم بطلب شطيرة برجر ضخمة و أصرت على أن تقضمها على مرة واحدة حتى أنها فتحت فكها مثل سيد-بك-قشطة و سمعنا صوت طرقعة فصرختها و أبى فمها أن ينغلق. فماهذا يا دكتور؟

أدم عيسى:أنه خلع بمصل الفك ناتج عن فتح واسع للمفصل.

الأب: حتى ينخلع من موضعه؟ هل الحالة خطيرة و تحتاج لتدخل جراحى؟ 

أدم عيسى: لأ ليس فى حالتها أن مجرد مسكن قوى حتى تحتمل الألم ثم اقوم برد الفك لموضعه الطبيعى...........فلنبدأ يا أنسة تمساح. 

 

أعطيتها مسكن قوى و دواء راخى للعضلات و انتظرت عدة دقائق، حتى انها قالت يا دكتور لماذا يتحرك السقف. حسنا فهمت أنها فوق السحاب الأن.

 

ارتيدت قفاز جراحى معقم ووضعت يدى داخل فمها تحديدا كل أبهام على أخر ضرس فى الفك السفلى وحركت الفك ألى الوراء والخلف والى أعلى أى عكس أتجاه الخلع وفد نجح الرد الحد أنها أغلقت فكيها بقوة على أصابعى التى تحت ضروسها وهنا تذكرت المثل الشعبى (لا تضع أصبعك تحت ضرس أحدهم) حتى أننى قد عشته حقيقا.

 

أنصرفت الفتاة مع أبيها وأنصرفت بعدهما مسرعا فيكفى أمراض وأفكار و معتقدات غريبة لهاذا اليوم وتكفى المليون جنيه التى ربحتها اليوم كما يعتقعد معظم الناس على الجراحين فالطمع  يقل ما جمع وأرجو ألا يكون أحدا من رجال الضرائب من قرأة الرواية ....................... الى البيت.

 

أن صوت جرس المحمول المزعج يرن باصرار؛ أريد أن أناااااام ؛ ثم عاد للرنين مرة أرى مرتين بأستماتة؛ كم الساعة؟ أنها الرابعة فجرا ..... ويلا لهذا المتصل أى كان؛ أمسكت الهاتف لأعرف المتصل؛ نزل قلبى ألى قدماى؛ أنه أخى وهو مهندس مدنى ينم مبكرا يستيقظ مبكرا بفضل طبيغة عمله؛ لكنه على حد علمى لا يبيع فول حتى يستيقظ الأن. أسترها يا رب.

 

أدم عيسى: خير يا أنس........هل مات أحد؟

أنس عيسى:ألحقنى يا أدم مصيبة.

أدم عيسى:( سألته و قلبى لا يزال يرفض الصعود حتى أننى أشعر بنبضاته فى باطن قدماي )

ماذا حدث؟ هل سقط السقف فوق رأس زوجتك؟ لا أظن أنه خبر سىء بالنسبة أليك. أخبرنى بالله عليك.

أنس عيسى:عندما أشرب أى شىء فانه ينزل من فتحة أنفى اليسرى.

أدم عيسى:هل قمت بخلع ضرس العقل الأعلى الأيسر ؟

أنس عيسى: نعم فقد كان متسوسا للغاية و كان يئولمنى بشدة؛ كيف عرفت؟

أدم عيسى:( كان قلبى قد عاد ألى موقعه وهدأت بنضاته من 150 الى 70 دقة فى الدقيقة) يا ربى هل أخاك طبيب وجه و فكين أم اننى عامل أزالة ثلوج بولاية ( كاليفورنيا California )

أم أنك تخيلت أننى سأخذ منك نقودا؟

أنس عيسى: قلت انك مشغول وام أرد أن أقلقك.

أدم عيسى: أفجرت فيه كمدفع الكلاشينكوف الرشاش الروسى لكن بقوة 3000 كلمة من قاموس الجراحيين ألذى أنأ عن ذكر مفراداته. اسمع أن هذا ناسور بين تجويف الفم و الأنف فلا بد أن جذور الضرس المستأصل كانت عميقة و أن أرضية الجيب الأنفى كانت ضعيفة مما أدى لحدوث الناسور و بما أن الذى ضغط الهواء فيه أقل من الفم فيتحرك الماء فى أتجاه ألانف بدلا من البلعوم.

أنس عيسى:عملية؟ ياويلك يا بن أبى عيسى. هل من حل أخر؟

أدم عيسى: ممكن أن أضع لك نصف كيلو من الأسمنت ألأبيض و نتركه يجف لمدة ثلاثة أيام.

أنس عيسى: هل هذا ممكن؟

أدم عيسى:أرحمنى سوف تتسبب بأصابتى بداء الطغط. قابلنى فى المستفى بعد أربع ساعات صائما و أنا سوف أجهز العدة و نبدأ بضربة مشرط و تركيب شريحة و سوف تصبح كأنسان الغاب الذى يلتهم كل شىء و تذهب ألى بيتك أخر اليوم. أنا ليس لدى جراحات اليوم و قررت أن أتسلى.

أنس عيسى: أأنت جزار أم نجار أم سمكرى؟

أدم عيسى: أنا فنان يا ( ولد أبوى) والأن أتركنى أنام حتى موعد الجراحة حتى لا اخٌرشم وجهكم الكريم سلام.

أنس عيسى: جزار.

 

حضر أنس ألى المستشفى متوجسا منى؛

سألنى: هل وضوع الأسمنت صحيح أم أنها دعابة؟ 

أدم عيسى: والله لقد بدأت أشك أنك حاصل على درجة الماجستير فى الهندسة أو أنك قد أجتزت المرحلة الأعدادية أصلا.

أنس عيسى: وهل هناك طريقة واحدة لأجراء الجراحة؟

أدم عيسى: هناك طريقة قديمة وطرق حديثة. الطريقة التقليدية أن تقوم بفصل اللثة من حول موضع فتحة الناسور فتحصل اطالة بها ثم تقوم بغلق الفتحة باستعمال الأنسجة لكن نسبة الأرتجاع تكون مرتفعة خاصا أذا كانت الأنسجة مشدودة لأنه يٌحدث انخفاضا في تدفق الدم للأنسجة ؛ أو أن يصاب الأنسان بدور برد فممكن من قوة الهواء المتدفق مع العطسة أن يٌفتح الرتق خاصة فى أول شهر بعد الجراحة.

أنس عيسى: وما الحديث يا أبوقراط زمانك؟

أدم عيسى: أثناء حضورى لمؤتمر جراحى الرأس و الجمجمة العام الماضى بالعاصمة الألمانية  ( برلين ) كانتهناك ثلاث مجموعات بحثية لحل هذة المشكلة:

البحث الأول: جامعة (نيودلهى) -الهند- وقام الباحث بأستخدام جزء من دهون الخد لرتق الناسور.

 

البحث الثانى: جامعة ( بن جوريون) - أسرائيل – فقد أستخدموا جزء من غضروف الأنف لنفس الغرض.

 

البحث الثالث: جامعة ( المنصورة)– مصر المحروسة التى تقضى باستخدام شريحة من التيتانيوم لرتق الفتحة و قام بثبيتها فى العظم بأستعمل سلك أستانلس أستيل غير قبل للصدأ ثم قام يتغطية الشريحة باللثة بالطرقة القديمة والنتيجة مبهرة مع نسبة نجاح تعدت 95% و نسبة أرتجاع لا تتعدى 3%.

 

أنس عيسى: فنشجع علمائنا ..............أريد الطريقة المصرية؛ وتحيا مصر.

 

غرفة العمليات حيث يبظر أنس بفزع ألى صينيىة الأت علي منضدة الألات و يرى حوالي أربعين ألة جراحية بالأضافة ألى الشريحة و سلك الأسنان . قمت بتوصيل الميكرموتور وقلت للمساعد أجعلها 500 لفة فى الدقىقة و أعد ألبنطة للثقب .


أنس عيسى: 500 لفة فى الدقيقة لثقب ماذا؟

أدم عيسى: فكك العلوى.

أنس عيسى: وبالنسبة لكل هذة الآلات أين ستضعونها؟

أدم عيسى: فى فمك طبعا: بالأضافة ألى انبوبة التخدير فى أنفك و التنفس الصناعى و المحاليل والأدوية أسترخ ولا تقلق.

أنس عيسى : أشهد أن لا الله ألا الله, أن سيدنا محمد رسول الله.

يا رب أموت محروق أو أموت ممزقا أربا لكن ليس على يد هذا المخلوق اللا أدمى.

أدم عيسى: لا تخف حتى لو توفيت لا قدر الله ستكون شهيدا. ( كم كنت خفيف الظل و رومانسى مع أخى الصغير).

اسيقظ بعد جراحة ناجحة بفضل الله؛ لكنه كان يخطرف بأننى ( السلحفريت الذى يعذب المرضى ويأكل الأطفال الصغار فقد أصبجت فى نظره أنسان الغاب طويل الناب الذى يشتهى شرب الدماء) حسنا أعطوه حقنة مهدأة؛ لأن زوجته و أمى بالخارج ولو شاهدوه هكذا سيأكلوننى حيا دون شك؛ حسنا سأظل معه ألى أن يفيق تماما و ىزول الألم لديه أنه أخى و هذا حقه علىٌ. و ليس معنى أننا أسياطة أن نكون أبخل من على الأرض ماديا و عاطفيا كما يظن معظم المصريين ............ بالتأكيد لا تعروف القصة؛ حسنا سيرويها لكم ( أدم عيسى ) فأنصتوا معى.

أبان نكبة فلسطين وأثناء خروج اليهود من مصر كانوا قد نصبوا على جميع المصريين ألأ ألأسايطة فبعثوا أحد كبار نصابيهم ( حاييم شمعون ) ألى أسيوط ليفك طلاسمهم و يعرف كيف يستطيع النصب علي الأ أسايطة ( عشم أبليس فى ألجنة) طبعا. أمتطى ( حاييم ) حماره ووصل ألى مشارف المدينة فقابل صبي لا يتعدى العاشرة.

حاييم: ما أسمك؟

الطفل: حميد.

حاييم: حسنا يا حميد سأطلب منك خدمة؟

حميد : كم ستدفع؟

دهش اليهودى من رد الأسيوطى الصغير وقال له سأبعثك للسوق تبضاع لى شيئا و كل ما سوف ستوفره سوف يكون لك؟

حميد: ماذا تريد؟

حاييم: سأعكيك قرش صاغ وأريدك أن تحضر طعاما لى ولحمارى وشيئا أ سلى به أهل بيتى؟

حميد: و أحتفظ بالباقى؟

حاييم : أكيد ( هل ستسطيع شرأة أى شىئ أيها الصعيدى الأحمق وتأخذ باقى أيضا هى هى هيييييييه سوف نرى).

بعد ساعة رجع حميد و كانت معه بطيخة ؛ نظر له اليهودى بدهشة و ساله هل ألتزمت بوعدنا؛ قال له حميد نعم و ماذا عنك؛ أخبره اليهودى أن نعم لكن ماذا فعلت.

حميد: أحضرت لك بطيخة من السوق؛ تأكلها حتى تشبع و تعطى قشر البطيخ لحمارك يأكله و تأخذ لُب البطيخ ألى أهلك يجففوه و يأكلوا لبه و بذلك يتسلى أهلك؛ أما أنا فقد أخدت نصف القرش الباقى لى.

بهت حاييم و لم يستطع الرد فاليهود الذين ضحطوا على كل العالم يضحك عليهم طفل أسيوطى؛ سأغادر فورا و أنبه على بنى قومى الأ يدخلوا هذه المدينة أبدا‘ و هم بركوب حماره و الأنصراف.

حميد : الى اين ايها الصهيونى؟

حاييم: وكيف عرفت؟

حميد: من الرائحة؛ ألا تستحمون يا رجل؟ نياههههههها.

 

قطعت على الممرضة تأملاتى حين أخبرتنى أن هناك حالاتين فى الأنتظار؛ حسنا أدخلى حالة تلو الأخرى ؛ قالت أنهما أم وأ بنتها؛ حسنا أدخليهما حتى ننهى هذا اليوم. دلفت الأم و أبنتها .

قالت الأم: أبنتى يا دكتور ستدخل الجامعة العام القادم و يوجد جرح فى وجهها نريد علاجه. 

قمت بفحص البنت و رأيت جرح طولى فى الخد الأيسر طوله حوالى 4 سم .

قلت: طبعا تريدى علاجه من أجل حالتها النفسية بين أصدقاءها وأن توقع بعريس أليس كذلك؟

ألأم: بالضبط يا دكتور. هل الجراحة أفضل أم اليزر؟

قلت: الجراحة فى جرح طولى لن تحسن الجرح كثيرا و من الممكن أن تسوأ شكل الجرح؛ أما الليزر فتكاليفه مرتفعة و سوف يستغرق وقتا لانها ستحتاج من 6-8 جلسات مع فارق 30-45 يوم بين الجلسة والأخرى.

ألأم: وما أفضل حل؟

قلت: حقن البلازمة؛ حيث نقوم بسحب عينة دم من المريض و نفصل منها البلازما و تحقٌن موضع الندبة التى سببها الجرح القديم ثم باستعمال جهاز لشد الجلد تٌزع البلازمة تحت الجلد بالتساوى وتكرر الجلسة بعد أسبوعين مع بسبة نجاح مرتفعة لكن لا توجد وسيلة أبدا تٌعيد الشكل ألى ما خلقه الله عليه.

ألأم: وهل نستطيع أن نبدأ ألأن يا دكتور؟

قلت: نعم فكل شىء موجود و تٌعمل بالمخدر الموضعى.

ألأم : اذا توكل على الله.

بعد عمل الجلسة قالت ألأم أنها تعانى من مشكلة فى مفصل الفك وقد ذهبت ألى طبيب أسنان العائلة وطلب منى عمل أشعة بانوراما و بعد أن رأها قال أننى أعاننى من خشونة فى المفصل ووصف لى عقاقير طبية ونصحنى انه اذا لم أجد استجابة بعد اسبوعين أو تدهور الأمر أن أذهب لطبيب جراحة وجه وفكين.

 

تأملت البانوراما ( و قد سميت بهذا الأسم لأنها توضح كلا الفكين مفرودان ؛ كالشقق المطلة على النيل او البحر و يقوم أصحابها بعمل واجهة زجاجية كبيرة كى يستمتعوا بمنظر المسطح المائى).

 

الأم: والحل؟

قلت: غسيل للمفصل؛ أيضا بمخدر موضعى و يستغرق حوالى 30 دقيقة على ألأكثر.

الأم: قلت لك توكت على الله يا دكتور.

قلت: حسنا يا سيدتى و سوف أريكى مجموعة من تمرينات علاج طبيعى تسمرى عليها حتى تأتونى بعد أسبوعين أن شاء الله.

حسنا؛ ألى البيت ولكنى أشعر أنى نسيت شياء صغيرا لكنى لا أذكر ما هو.............ما أغبى شرودى أنه أخى ٍاوصله ألى بيته وأحضر له الدواء واعلمه الغيار بأستخدام عسل النحل على الجرح لأن العسل يساعد على ألتئام الجروح و يقلل من ألتهاب الجروح بشكل كبير؛ (فىه شفاء من كل داء) صدق الله العظيم.

 

هنا أرتفع صوت مفرق اللذات و مفُرق الجمًاعات- الجوٌال- أنها المستشفى يخبرونى بوجود حالة كسر فى الأنف......حسنا لعل اليوم يكون قصيرا. وصلت الى المستشفى بسرعة فالشوارع هادءة نسبيا. وجدت رجلا و امرأة فى الأستراحة و معهما طفل رضيع فدلفت الى غرفة الفحص و أخبرت المساعدة أن تتدخلهما.دلفا الى الحجرة و كان أنف الزوجة متورما بشدة و محتقنا.

أدم عيسى : ماذا كسر أنفك هل وقعت عليه كما يقولون دائما ؟

الزوجة: لا يا دكتور هو الذى ضربنى برأسه فقد عاد ( سبع البرمبة ) من على ( الغرزة ) التى يجلس عليها يوميا مع ( المقاطيع ) أصدقائه يشربون ( المدعوق المعسل ) و جاء و قال لى حضَرى العشاء. قلت له أننى أرضًع الطفل يا ( عاطف ) أصبر عشر دقائق. قام مثل الطور الهائج و نطحنى فى أنفى؟

عاطف: يا دكتور كنت ألعب الدومينو مع أصدقائى وعندما طلبت منها العشاء تأخرت (عواطف) هانم على فقمت بتأديبها.

قلت لنفسى يبدو أن (عاطف) و (عواطفأقارب من الدرجة الأولى أو حتى أنهم أخوات فى الرضاعة ولا يعرفون لأن مستوى الذكاء الخارق واللهجة متطابفة.

حسنا أرسلتهما لعمل أشعة مقطعية ثلاثية الأبعاد على الوجه والفكين (MDCT) ؛ عادا بعد ساعتين و كان أنف الزوج متورما أيضا ومع كل منهم مظروف أشعة.

أدم عيسى: ماذا حدث؟

عاطف: المجنونة أشترت أشياء للمطبخ و عندما كنت أحاسب البائع التفت أليها فضربتنى بيد الهاون على أنفى يا دكتور.

تم أتمالك نفسى من الضحك وأنا اشاهد الأشعة و وجدت ان كلا الزوجين يعانى من كسر بالأنف من الدرجة الثانية حسب مقياس العام الأامانى ( دوريش ) .

أدم عيسى: يبدو أنكما ستُجرا لكمُا الجراحة سويا و سوف تحضرا سويا أيضا بعد خمسة أيام لإزالة الدعامات الأنفية؛ ثم سوف أرسلكما لأحد اصدقائى مختص بالأمراض النفسية حتى يعالجكما من ( الإستًبحس ) الذى تعنيان منه.

كنت حسبت أن اليوم أنتهى لكن كالعادة ( المنحوس منحوس ) فقد حضرت فتاة تنزف من فمها

أدم عيسى:ما الأمر يا ......... ما أسمك؟

قالت و هى فى حالة هيستيرية ( باكينام ؛كنت أستذكر لدرس غدا فأنا فى الثلنوية العامة و لدى مراجعة فيزياء غدا ).

حسنا أن الفتاة مرعوبة من الفيزياء ولا تستذكر غيرها ستُرسب فيها بالنهاية فكهذا القصة دائما لتحصل على مجموع لا يتعدى %70 وتلعن الفيزياء التى حالت بينها وبين الطب أو الهندسة (فى وجود أم مقتنعة أن ابنتها عبقرية, ان ما حدث نتيجة لعمل سفلى من أعمال أم عطوة جارتهم التى تكرههم وفى النهاية تدخٌل كلية التربية النوعية لتصبح فنانة وتعزف السلام الجمهورى فى الاولمبكياد لكى تكيد الجارة الملعونة وتتزوج مليارديرا يليق بها) حسنا يا ست باكينام سوف تدخلين معهد البريد و تتزوجى محصل فواتير نكاية فى أمك التى لم تكف عن لعُن الناس منذ وصولها المستشفى.

أدم عيسى: كيف جُرحتى يا أنسة؟

الأم:باكى ) كانت تذاكر يا بش حكيم فهى تذاكر أثتنا عشرة ساعة فى اليوم  يا حبة عين أمك يا حبييييبتى؛ كانت تضع القلم فى فمها لكن عين ( أم جابر) جارتنا جعلتها تضع سن القلم فى فمها المسمسم وأخذت تنزف حتى أصفر وجهها.

منعت نفسى من الأنفجار من الضحك فألأنسة حنفى هذة لها فم أكبر من فم سيد قشطة و وجهها شديد اللأحمرار وأراهن أـن نسبة الهيموجلوبين لديها تتعدى ستة عشرة ( محسودة ).

 

أدم عيسى: افتحى فمك يا أنسة حتى افحصك مممممم لنرى أن لديك جرح غى الغشاء المبطن لسقف الحلق بسبب سن القلم الذى كنت تأكلينه؛ بسيطة فقط تحتاجى ألى غرزة جراحية وتصبحى مثل ال..................................................................

قاطعتنى بصراخ وبكاء وعويل و كان صوتها مثل صوت صفارة إنذار الغارة الجوية ..........

و أردفًت : لأ غرز لأأأأأأأأأأأأأأأأ و فى بجًى  كمًان  إلحيجنى يا أممممممممممى.

يبدو أن (باكى) أسمها الحقيقى (عنايات أو ست أبوها) لكن والدها لم ينطق كلمة طوال الجلسة مممممممم. أم متسلطة + أبنة سمجة مدللة = أب خروف (مع اعتذارى للسادة الخراف).

قلت: سوف تأخذى مخدر يا أنسة.

صاحت هى و الأم فى أن واحد: حقن لا يا استاذ.

قلت و قد نفذ صبرى: أنا لست أستاذ ولا بش حكيم و الأصلاح سوف يكون برتق الجرح تحت تأثير مخدر فلقد نفذت من عندى الأعمال و الأحجبة لهذا اليوم ؛ كذا لن أستطيع فك سحر ( أم جلمبو ) بتاعتكم....... ايه رأيك يا استاذ ؛ هل أنت والدها أم ما موقفك من إلأعراب ؟

الأب: أيه رايك يا تفيدة ؟

الأم: أسكت أنت يا بسيونى.

قلت ناهيا الحوار بعد أن صعد الدم ألى رأسى : هذا مستشفى و ليست ساحة عراك ؛ أذا كنتم تريدون العلاج فسيكون القرار لىً وإلا تفضلوا ألى مكان أخر.

الأم: نأسف يا دكتور لكن ألا توجد طريقة علاج غير الجراحة ؟

قلت: حسنا سوف أعطيها عقاقير مع مراعاة النظافة المطلقة للفم مع عمل غيار للجرح خمس مرات يوميا حتى يلتأم الجرح من 5-4 أيام تقريبا ثم إعادة عرض المريضة.

الأب: شكرا يا دكتور.

 

إنها ليلة من ليالى ديسمبر؛ ذلك الشهر القارص طويل الليل؛ حيث يحتضر عام و ويولد عاماُ جديد فى غرفة الأبدية لكن لا تدرى أ بدا أى شىء عما يحمله العام الجديد؛ عندما ينهش البرد بأوصلاك و ترقد تحت الأغطية مبتغياً دفءاً لا يأتى؛ و ترفض الحساء الساخن  أى شراب دافىء لأنمعدتك محتقنة ولا تتحمل الطعام ؛ نعم أن أكتئاب الشتاء. 

 

ففى السويد و النرويج أعلى معدلات ألأنتحار بالعالم بالرغم من أن أنهما أغنى دول العالم ألا أن 12 ساعة يوميا من من الظلام و 6 أشهر من الظلام سنويا فى اقصى شمال السويد تُفقد الساعة البيولوجية أستقرارها للأنسان أستقرارها و يدخل فى حالة أكتئاب شدىدة ( حيث ينخفض مستوى هرمون السعلدة بشدة السيريتونين Serotonin)مما قد يشعر الأنسان الرغبة لفعل أى شىء و منها الرغبة فى الحياة ذاتها فالأنتحار.فقد تذكرت المثل الأمريكى الذى يقول:

 ( Winter is a virus from the outer  space ) أى أن( البرد هو فيروس من الفضاء الخارجى ).

 

يدوم الليل والساعة لا تتحرك ولا أستطيع النوم فأقوم من الفراش و أمارس هوايتى المحببة قبل النوم؛ نعم سأشاهد فيلم رعب وألتهم بعض الشطائر عسى أن يداعب النوم جفوتى؛ طريقة رائعة للنوم أن تدمر أعصابك وتأكل حتى تصبح كالدب القطبى.

 

جلست فى الردهة لأفتح التلفاز وأنا أسمع موسيقى تأتى عبر الشرفة ( راح ... راح) لعبد الحليم؛ من الواضح أن هناك غيرى يعانى الأرق فى المنطقة؛ و ثمة رائحة قهوة تأتى من مكان ما تبعث الدفء فى أوصالى؛ لا بد أن غدتى فوق الكظرية تفرز الأدرينالين بقوة حتى لا أتجمد وأنها تعرف أننى مقيُل على مشاهدة فيلم رعب ( مثل الجندى الذى يصاب فى المعركة ولا يشعر بالأصابة بسبب الأدرينالين الذى يفرز فى حالات أثارة الجهاز العصبى بالذالت الأثارة؛ لخوف والقتال (Fight, Flight & Fright ) .

 

بدأ الفيلم وهو عن السحر الأسود وتحديدا سحر ( الكابالا )وسحر برع فيه قدماء اليهود وهو سحر الأرقام بمعنى أن هناك حروف نارية وأخرى ما ئية واذا كانت معظم حروف أسمك نارية فأن تأثير السحر يكون ضعيفا والعكس صحيح.

أشتعل الفيلم رعباُ وكثرت الماء المراقة من كثرة الذبح وتقطيع الأوصال؛ قلت لنغسى(حسنا فالدم صدىق الجراح ) وكُثرت مشاهد البلطة التى تطير بلا يًد وتفصل الوجه عن الجمجمة كاشفاً المخ ويسقط الوجه على الوحل (أنها حالة كبيرة ودع جراحى القرون الوسطى يعملون ويربحوًا ) وتفاقمت جروح مرعبة على الأنوف وبدأت لحوم الوجوه تتساقط ممممم أنه الزومبى ( أنها خرافة ). 

 

بدأ شعر ساعدى بنتصب وقلبى يخاطبنى طالباً الرحمة وأنه هلك من كثرة النبض؛ لا بأس أنها لذة الرعب؛ لكن هل أسمع شيئاً بالمطبخ لا لا أننى أتخيل و لكن ما هذه الظلال التى تتحرك بلا مصدر أنه خداع بصرى بالتأكيد وهل هناك صوت ينادى على أأأأأأدددم ( أنها ليلة سوداء). لقد أنمجدت كثيرا مع الفيلم و أدمجت مشاعرى بالخيال حتى أننى لا أقوى على تغيير القناة شاعراً أننى سأجد النهاية السعيدة فى أخر الفيلم و هذا لعمرى هو سر نجاح هذه النوعية من الأفلام؛ لكن الدوار يزداد كو كذلك قشعريرة مخيفة تزحف على ظهرى.

 

نظرت فى المرأة و تذكرت فيلم ( المرآه( Mirrors حيث كان الشيطان يُشكن المرايا ويمزق أوصال الناظرين بها عندموا يلتفتوا بعيدا ؛ وقد صدق أجدادنا حين قالوا (أن كثرة النظر فى المرأة يجعت المرء يُجن ) لكنى لا أنظر أليها كثيرا الأ حين أمشط شعرى بعناية ( أسُبسبه ) لكن ماذا على أنفى؟ أنه يتحرك؛ هل أصبحت زومبى؟ أنظر الى الجانب ألأيجابى فألزومبى لا يأكلون شطائر الفول والفلافل بشراهة مثلك.

 

أنه كابوس نعم كابوس ولا أستطيع الأسيقاظ فلحلم لا يزيدثانية 20 وأنا هنا منذ عهد الديناصورات. تماسك يا رجل الفرج أت لا محالة ...............( الًله أكبر – اًلله أكبر ) ما أجمل صوت أذان الفجر فقد أنهى هذا الكابوس ؛ تضوأت وذهبت أصلى الفجر فى المسجد وشعرت براحة بالغة خاصًاً فى وضع السجود؛ حيث لأن تلاقى سبع نقاط من الجسم مع أرض يساعد فى تفريغ الكثير من الشحنات السلبية ( وقد أثبت علم الفيزياء الحركية تلك الحقيقة ؛ كما حدث عندما تنظر إلى البًحر). عدت لبيتى محولاً النوم لكن مشهد الرجل الذى كان أنفه يتأكل لا يفرق مخيلتى .... هل رأيته من قبل ؟ لكنى أشعر أن فيه شىء ما حقيقى؟ لكن مه هو؟

 

بعد قليل وفى ضوء الصباح الباكر قررت الذهاب إلى قريتى لأريح أعصابى؛ فالماء والخضرة و الوجه الحسن مشهد يسُر الأنظار والألتفات الناس حولك شعور لا يضاهى أنطلقت بسيارتى العزيزة بأتجاه قريتى التى تبعد 30 كم عن أسيوط لكن ال 375 مطب صناعى تجعل الطريق يحتاج ألى 4 ساعات للوصول. أستقبلنى أقاربى أستقبال الفاتحيين ( لأننى قد رفعت أسم العائلة فى المؤتمر بتاع برة و تفوقت عل الخواجات) فى نظرهم طبعا.

 

اًرتبكت مذّبحة بشعة لكن فى حق طيور البيت هذه المرة مع ( الزيارة ) الضخمة التى بها من منتجات اللحوم و الألبان و الدواجن والبيض ما يُكفى بيتى بل والحى الذى أسكن فيه شهورا بالطبع؛ وبعد قضاء يوم جميل همُمت بالعودة.أدرًت المحرك واخترقت الطريق فى الًليل البهيم وأتخذت قراراً غريباَ كعادتى وهو أن أزور مقابر العائلة فى منتصف الليل شتاءاً ..... لكم أنا رومانسى.

 

على أى حال تركت مصابيح السيارة مضائة وترجلت من السيارة التى شعرت أنها تقول لى ( أرحمنى يا مجنون فأنا لست سيارة HUMMER حتى أقطع طرق غير معبدة ولأصعد سفوح الجبال) حسنا أعتقد لأنها أعتادت على غرابة أطوارى؛ ترجلت من السيارة و كان الليل قد ألقى بعبائته الثقيلة مع ضوء الهلال الوليد مما يصنع ظلال مرعبة تبدو و كأن شياطين الكون تتراقص من حولك مع صوت الرياح حولك و صوت ذئب جبلى يعوى من بعيد.

 

جلست بين شواهد القبور وأنا أقرأ القرأن ونسيت الدنيا كأننى أسبح فى عالم الأرواح حين شعرت بيد قوية توضع غلى كتفى وصوت أجش يقول لى ( ماذا تفعل هنا يا باش موهاندز؟ ). تسمرت فى مكانى وأصبحت كالقًنفذ من كثرة الشعر المنتصب فى جسدى ....... بسم الله الرحمن الرحيم......... ثم ألتفت ألى وجهى فى الضوء الشاحبز هل هو غول ؟ هل هو زومبى؟ لا أنه أنسان بالرغم كل شىء فالزومبى لا يعرفون لفظة ( باش موهاندز). لكنه وجهه يبدو مألوفا أين رلأيته من قبل؟ نعم ؛ نعم؛ فى الفيلم فقد كان هو الشخص الذى يتساقط أنفه.

 

قلت له بعد ما عاد قلبى يخفق من جديد: من من من أنت؟ .

قال: أنا الحاج خشبة الترابى.

أدم:أاست زومبى؟

الحاج خشبة: أنت تسبنى يا باشموهندز؟ من أنت؟

أدم( قلت له بعد أن عاد شعر جسمى لوضعه من جديد ) أنا أنا أ الد كتور أدم وجئت لأزور مقابر العائلة.

الحاج خشبة:هل يزور أحد المقابر الأن؟ أنت عندك لُطُف؟

أدم: نعم و سأرحل فوراً.

هرعت ألى سيًارتى كأن شبح يطاردنى..........دورى يا عزيزتى فلا وقت لفراغ البطاريات ثم سمعت أجمل صوت سمعته غى حياتى ( دوران المحرك ) و شعرت بالسيارة تثقول لى ( أحسن ؛ تستاهل ) ؛ أنطلقى بأقصى سرعة و أعدك أننى سأترى لك وقود طائرات عند خروجنا من هنا.

طوال الطريق لم يغب عن وجهى صورة الحاج خشبة و أنفه المتأكل – ماذا حًل بأنفه – أهو بطل الفيلم؟

يا أحمق – قالها  لى سائق أخر فى الطريق – بسبب شرودًى؛ وفجأة أنفجرت من الضحك؛ أنا فعلا أحمق لأن الرعب و الخيال و الأيحاء أنسانى ما تعملته.......... أنها القرحة القارضة. أنها نوع من أورام الجلد التى تصيب جلد الوجه نظرا لتعرضه المستمر لأشعة الشمس ومن أسبابها أيضا نقص المناعة و أستعمال الدهانات الطبية. أكثر أماكن الأصابة الأنف ومنطقة المثلث الخطر فى الوجه ( وهو يمتد من الشفاة العليا ألى شحمتىً الأذن وصولاً ألى منتصف أعلى الجبهة ) وتكمن خطورته أن أوردته متصلة بشرايين المخ مباشرة و قد يؤدى إلى حدوث جًلطة أو موت مفاجىء بسبب الأتهاب السحائى.

 

القرحة غير مؤلمة لأن الورم يدمر الأعصاب الحسية تحت الجلد مباشرة ويتًلون الجلد بالأحمر ( ليس كما فى الفيلم فهذا للدراما ) ويعانى المريض من الحكًة.

العلاج الجراحى يكون بأستصال الورم مع منطقة من الأنسجة السليمة المحيطة به مع حساب سٌمك الورم الذى سوف يتم أستئصاله تبعا لقانون العالم الأمانى ( برسلو )الذى حدد سُمك الورم حتى يتم الأستئصال بصورة تقلل من معدل أرتجاع الورم؛ و توجد طرق أحدث للعلاج مثل الكحت والنىتروجين السائل.

 

يا له من درس لكن لا أفلام بعد اليوم؛ لكن هناك فيلم بعد منتصف الليل عن غرباء اليوم  لا لا لن أكررها؟..............حسنا أنها المرة الأخيرة فغرباء الفضاء محض خيال.



                                                    د. سامح هدهود 

 

 

 

 

 


جعلونى طبيبا
الديعوو / DE3o

تعليقات

70 تعليقًا
إرسال تعليق
  • eslam elsheikh photo
    eslam elsheikh6 نوفمبر 2021 في 6:33 ص

    مبدع كالعاده يا دكتور ♥♥♥

    حذف التعليق
    • DR. ‎Sameh ‎Hadhoud photo
      DR. ‎Sameh ‎Hadhoud6 نوفمبر 2021 في 3:58 م

      شكراً جزيلاً لذوقك
      اعدكم جميعاً قرائ الاعزاء بالافضل دائما

      حذف التعليق
      • محمد الريان23 يونيو 2024 في 6:26 ص

        ماشاء الله يادكتور.
        من تقدم الي تقدم وازدهار
        ومن أكفئ الأطباء الجراحين

        حذف التعليق
      • Omar photo
        Omar6 نوفمبر 2021 في 8:46 ص

        مبببدع

        حذف التعليق
      • Unknown photo
        Unknown15 مارس 2022 في 2:48 ص

        ابدااع يادكتور

        حذف التعليق
      • Anter photo
        Anter16 أبريل 2022 في 2:23 ص

        ابدعت الكتابة. سأكمل قرائتها في وقت لاحق عندما تكون كل حواسي حاضرة كي استمتع بهاته الرائعة

        حذف التعليق
      • M.El Ashry photo
        M.El Ashry18 أبريل 2022 في 1:55 م

        مبدع ماشاء الله 🤍

        حذف التعليق
      • د ماركو8 فبراير 2023 في 8:52 م

        ماشاءالله يا دكتور أحداث شيقة جداً. الجميل أنها أحداث واقعية وأنا متأكد انك بتشوف اكتر من كده. كان الله في العون ونشوفك نجم الجزء الجديد من فيلم
        Face off 😂

        حذف التعليق
        • Dr sameh hadhoud photo
          Dr sameh hadhoud9 فبراير 2023 في 10:56 ص

          عزيزي دكتور ماركو ، مازال لدي الكثير في جعبتي لم أحكه بعد....( جعلوني طبيباً ٢) في البال

          حذف التعليق
          • غير معرف3 مارس 2023 في 10:51 ص

            ابداع

            حذف التعليق
            • noga kareem photo
              noga kareem11 مايو 2023 في 10:16 م

              لذيذة جدًا طريقة السرد

              حذف التعليق
              • غير معرف8 يوليو 2023 في 10:46 ص

                قصة خالية فيها إسقاط لمعالي حقيقية ولغة رائعة لأديب عبقري

                حذف التعليق
                • غير معرف13 يوليو 2023 في 12:25 م

                  ما شاء الله، كتاباتك وسردك لقصتك جميل جداً وشيق ولكن ليتك تجعل إلى أجزاء عديدة حتى لا يشعر القارئ بالملل ويكون متشوقاً لقراءة بقية وينتظرها بلهفة

                  حذف التعليق
                  • غير معرف13 يوليو 2023 في 1:09 م

                    مشاء الله احساس حضرتك راقي وجميل اسلوبك سلس وسهل وبسيط رائع بجد اتمنالك التوفيق دائما ربنا ينجحك في كل المجالات فعلا مقالات مميزة وشيقه وأسلوب رائع

                    حذف التعليق
                    • غير معرف20 يوليو 2023 في 9:11 ص

                      حلوة و دمها خفيف بس من غير الرعب الاخير ده 😄😄

                      حذف التعليق
                      • غير معرف5 أكتوبر 2023 في 1:21 ص

                        عرض جميل وشائق وممتع ....فقط بعض الأخطاء الإملائية يجب مراعاة تصحيحها

                        حذف التعليق
                        • غير معرف22 أكتوبر 2023 في 4:48 م

                          اسلوب شيق وراىع دام ابداعك وتالقك دكتور

                          حذف التعليق
                          • غير معرف28 ديسمبر 2023 في 3:30 م

                            اسلوب حضرتك جميل جدا بالتوفيق يا دكتور سامح

                            حذف التعليق
                            • غير معرف1 يناير 2024 في 11:55 ص

                              فى نجاح دايماً ان شاء الله ❤️

                              حذف التعليق
                              • غير معرف23 يناير 2024 في 6:44 ص

                                اسلوب ممتع وشيق و مغمرات رائعة بالتوفيق دائما ان شاء الله

                                حذف التعليق
                                • غير معرف3 فبراير 2024 في 8:04 ص

                                  مبدع يا دكتور

                                  حذف التعليق
                                  • غير معرف3 فبراير 2024 في 8:05 ص

                                    مبدع يا دكتور رائع جداً

                                    حذف التعليق
                                    • غير معرف6 فبراير 2024 في 3:38 ص

                                      ربنا يعينك ويوفقك يا دكتور

                                      حذف التعليق
                                      • غير معرف24 فبراير 2024 في 9:43 م

                                        ماشاءالله بجد مبدع يادكتور..نتمنالك كل التفوق والنجاح

                                        حذف التعليق
                                        • غير معرف25 فبراير 2024 في 3:29 ص

                                          جميله جدا يا دكتور سامح مزيج رائع بين الواقع والخيال ويوميات طبيب مصري شيقه بمصداقيه وشفافيه كل الدعم والتوفيق 👏👏👏

                                          حذف التعليق
                                          • غير معرف11 يوليو 2024 في 1:49 م

                                            بالتوفيق والنجاح الدائم يارب أكثر من رائع

                                            حذف التعليق
                                          • غير معرف26 فبراير 2024 في 12:04 م

                                            ميكس رائع بين المغامرة و الضغط العصبي و الجسدي و النفسي و الكوميديا و الحماس و الخوف... رائع كعادتك

                                            حذف التعليق
                                            • غير معرف8 مارس 2024 في 6:04 ص

                                              جميل جداً يا دكتور

                                              حذف التعليق
                                              • اسامه محمد8 مارس 2024 في 8:29 ص

                                                تسلم ايد حضرتك يا دكتور على هذه المقاله وصوف التحديات و الصعوبات التي يمر بها الطبيب خلال عمله و مواجهته لكل تلك الصعوبات للحفاظ على حياة الإنسان فعلا الطب هو اساس الإنسانيه لانك تضحي بصحتك للحفاظ على صحة الآخرين

                                                حذف التعليق
                                                • غير معرف30 أبريل 2024 في 3:27 ص

                                                  ما شاء الله يا دكتور على هذا المقال

                                                  حذف التعليق
                                                  • غير معرف21 مايو 2024 في 2:08 م

                                                    ربنا يعينك ويوفقك يا دكتور

                                                    حذف التعليق
                                                    • Eslam Elreefy31 مايو 2024 في 2:26 ص

                                                      جميل جدا...موفق دوما باذن الله يا دكتور🙏

                                                      حذف التعليق
                                                      • غير معرف14 يونيو 2024 في 2:23 م

                                                        ابداع من حضرتك دكتورنا الفاضل وبجد دقه وروعه في التفاصيل عيشتنا الأحداث ورجعتنا كأننا لسه بتسمع الصوت في الاستقبال حالا

                                                        حذف التعليق
                                                        • غير معرف14 يونيو 2024 في 2:24 م

                                                          احب أهنئك علي اختيار اكتر ممتاز للعنوان الذي يعبر عن مدي شراسه معركه الأطباء في حياتهم المهنيه اليوميه

                                                          حذف التعليق
                                                          • غير معرف14 يونيو 2024 في 2:26 م

                                                            اخوك الدكتور مصطفي البهوتي أهنئك وادعمك بكل فخر ففعلا كنت صادق في التعبير وفي كتابه الأحداث كل الدعم والتوفيق لحضرتك

                                                            حذف التعليق
                                                            • غير معرف17 يونيو 2024 في 1:41 م

                                                              حقا يا دكتور انت من افضل الدكاتره الجراحين. موفق دايما يا دكتور ربنا يعليك كمان وكمان. ويكرمك ويعوضك خير🤍🤍🫡

                                                              حذف التعليق
                                                              • غير معرف18 يونيو 2024 في 4:03 م

                                                                مزيج رائع بين سلاسة السرد وخفة الظل ونقاء الاحساس وجمال التعبير مشهد كامل صوتاََ وصورة ينقل القاريء من حال الي حال دون ملل ولا مغالاة...كل التمنيات القلبية بالتوفيق والتميز

                                                                حذف التعليق
                                                                • غير معرف29 يونيو 2024 في 3:53 ص

                                                                  عظمة علي عظمة يا دوك ♥️

                                                                  حذف التعليق
                                                                  • غير معرف11 يوليو 2024 في 1:49 م

                                                                    قصة رائعه بتعيش جواها زي الحقيقة

                                                                    حذف التعليق
                                                                    • غير معرف12 يوليو 2024 في 3:23 ص

                                                                      تجنن طريقتك فى سرد الأحداث
                                                                      حفيقى موهوب ومتميز بالتوفيق والنجاح الدائم ومزيد من الابداعات والقصص.

                                                                      حذف التعليق
                                                                      • Abdelrhman mohamed20 يوليو 2024 في 1:49 م

                                                                        جامد جدا 🫡❤️

                                                                        حذف التعليق
                                                                        • غير معرف20 يوليو 2024 في 1:50 م

                                                                          متألق يا دكتور ❤️

                                                                          حذف التعليق
                                                                          • غير معرف21 يوليو 2024 في 10:47 ص

                                                                            جميلة جدا و ممتعة فعلا

                                                                            حذف التعليق
                                                                            • غير معرف22 يوليو 2024 في 11:40 ص

                                                                              موفق دوما باذن الله يا دكتور🙏

                                                                              حذف التعليق
                                                                              • غير معرف22 يوليو 2024 في 12:14 م

                                                                                تبارك الله ممتاز فعلا

                                                                                حذف التعليق
                                                                                • غير معرف22 يوليو 2024 في 1:31 م

                                                                                  ما شآء الله تبارك الله مبدع يا دكتور والله

                                                                                  حذف التعليق
                                                                                  • غير معرف26 يوليو 2024 في 2:18 ص

                                                                                    مشاء الله ربنا يوفقك ياكتور ديما في نجاح وتفوق

                                                                                    حذف التعليق
                                                                                    • غير معرف16 سبتمبر 2024 في 1:52 م

                                                                                      هايل يا دكتور

                                                                                      حذف التعليق
                                                                                      • Habiba mamdouh ♡ photo
                                                                                        Habiba mamdouh ♡17 سبتمبر 2024 في 8:26 ص

                                                                                        ماشاء الله يدكتور حضرتك بتسرد الاحداث زي الواقع بالظبط ♥️♥️

                                                                                        حذف التعليق
                                                                                        • Habiba mamdouh ♡ photo
                                                                                          Habiba mamdouh ♡17 سبتمبر 2024 في 8:27 ص

                                                                                          بالتوفيق ي دكتورر 💕

                                                                                          حذف التعليق
                                                                                          • غير معرف18 سبتمبر 2024 في 3:40 ص

                                                                                            Well done 👏

                                                                                            حذف التعليق
                                                                                            • غير معرف18 سبتمبر 2024 في 8:41 ص

                                                                                              ربنا يكون في عونكم ويوفقكم دايما ان شاء الله استاذي الفاضل

                                                                                              حذف التعليق
                                                                                              • إقبال الرفاعي18 سبتمبر 2024 في 12:45 م

                                                                                                سرد واقعى بالتوفيق دكتور

                                                                                                حذف التعليق
                                                                                                • غير معرف18 سبتمبر 2024 في 1:07 م

                                                                                                  ماشاء الله عليك كأني بقرا روايه لشكسبير دقه وسرد للأحداث ممتاز

                                                                                                  حذف التعليق
                                                                                                  • غير معرف27 سبتمبر 2024 في 4:47 ص

                                                                                                    ماشاء الله تبارك الله. مبدع وسفير متميز ومشرف لمصر.

                                                                                                    حذف التعليق
                                                                                                    • غير معرف29 سبتمبر 2024 في 9:25 م

                                                                                                      أحسنتم

                                                                                                      حذف التعليق
                                                                                                      • غير معرف24 نوفمبر 2024 في 6:24 ص

                                                                                                        جميل خالص يا دكتور وفعلا مستشفي اسيوط مكان شاعري

                                                                                                        حذف التعليق
                                                                                                        • غير معرف27 نوفمبر 2024 في 9:42 ص

                                                                                                          في منتهي الجمال كالعادة دكتور
                                                                                                          بالتوفيق يا رب دايما

                                                                                                          حذف التعليق
                                                                                                          • غير معرف10 ديسمبر 2024 في 7:36 ص

                                                                                                            جميل جدا وشيق .. بالتوفيق دايما

                                                                                                            حذف التعليق
                                                                                                            • شيماء الببلاوى20 فبراير 2025 في 5:19 ص

                                                                                                              وفقكم الله وثبتكم على درب إثراء الحياة الثقافية والأدبية باسمى مخطوطاتكم الفكرية والرؤائية

                                                                                                              حذف التعليق
                                                                                                              • غير معرف27 مارس 2025 في 1:08 م

                                                                                                                بارك الله فيك ولا حرمنا من فيك
                                                                                                                أخيكم ممدوح ابراهيم

                                                                                                                حذف التعليق
                                                                                                                • غير معرف18 مايو 2025 في 3:08 م

                                                                                                                  جميل جدا و شيق و واقعي بالتوفيق و السداد يا دكتور أن شاء الله

                                                                                                                  حذف التعليق
                                                                                                                  • غير معرف28 يونيو 2025 في 8:35 م

                                                                                                                    ❤️❤️

                                                                                                                    حذف التعليق
                                                                                                                    • غير معرف17 أغسطس 2025 في 2:13 م

                                                                                                                      اسلوب جميل وشيق جدا يتميز بالثلاثة الي يوصلك للمتعه في القراءة
                                                                                                                      تحياتي لكم يا دكتور

                                                                                                                      حذف التعليق
                                                                                                                      google-playkhamsatmostaqltradent