حلق مع هدهوديات في الفضاء السيبراني

recent
أخبار ساخنة

عمق

﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًاوَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾



تحدث القرأن عن الرقم أحد عشر، و كذلك أكتشف العلم أموراً عديدة ترتبط بالرقم (أحد عشر)، فلنبداء البحث وراء هذا الرقم فى الفضاء فى أعماق المحيط و حتى فى أنفسنا لربما نكتشف له أبعاداً اُخرى لم نكن نتخيلها حتى.

مع العلم ان جميع المعلومات فى هذا العمل موثقة علمياً.

الساحل الشرقى لسيناء،فى الماضى السحيق: 

تحرك ذلك القط البرىّ الضخم ذو الأنياب الطويلة،تحرك متألقا العينين تحرك فى خفّة لا تتناسب قط مع جسده الضخم وسط الأحراش،تحرك تحت سماء أختلفت فيها مواضع النجوم عن يومنا هذا، تحرك فوق أرض تختلف تضاريسها كل الأختلاف عن يومنا هذا.

تحرك القط و بريق عيناه يماثل ضىٍ النجوم التى تراصت في سماء ليل بهيم من فوقه و فى لمح البصر أنقض على أرنب برى عملاق كان يرعى بالقرب منه، لكن انقضاضة القط من اللامكان لن تدع لذلك الأرنب المسكين الفرصة للخلاص.

و فى ثوان معدودة، شرع القط الضخم بافتراس ضحيته ممنياً نفسه بوجبة شهية، و بينما هو مستمتع بوجبته الطازجة لمحت عيناه بريقاً في السماء، بريقاً يزداد حجمه و تألقه فى كل ثانية.حتى أنه صار ككرة من اللهب_ لها ذيل عملاق يمتد ورائها الى ما لا نهاية_تمضى مخترقتاً سماء الكون الفسيح لتهوى في اتجاه الشاطىء القريب.

"عجباً ما هذا الذى ترسله السماء علي، و يلا حظى الذى جعل السماء تترك الكون كله كي تسقط علي وحدى!!!" قالها القط لنفسه،لكن قبل أن يدرك القط ما حدث كان كل شىء قد اختفى.نعم، قد كان هذا مذنباً ضخماً قد ضرب الأرض قبل نحو 35 مليون عاماً قبل الأن في (العصر الأولوجوسينى) و تحديداً شرق مينة دهب المصرية على الساحل الشرقى لجنوب سيناء المصرية.

خلًف الأنفجار حفرةً عملاقة فى قاع البحر الأحمر بلغ عمقها عشرات الأمتار و أحدث شقاً فى الألواح التكتونية المكونة للقشرة الأرضية و نتج عنه موجة انفجارية هائلة تقدر قوتها بملايين قوة قنبلة (هيروشيما) النووية. حقاً، قد كان انفجاراً رهيباً حتى انه قد أدى الى تكوين ما يعرف الأن بسلسلة جبال البحر الأحمر.

لكن ذلك القط المسكين لم يرى سلسلة جبال البحر الأحمر، لم يرها أبداً...

مجموعة جزرغرب المحيط الهادىء، السادس من مارس عام 1521:

_سيدى القبطان، قد أصبحت الجزر على مرمي البصر.

_ دعنى ألقى نظرة يا (كاراوس)، أووووه يالها من جزر خلابة و لسوف نقوم بضمها الى أمبراطوريتنا العظيمة. أنها تُدعى جزر(لاندونز) أليس كذلك؟

_بلي يا سيدى.

_أليس سكان تلك الجزر هم من قاموا بالسطو على أحد سفننا التجارية قبل عام من الأن؟؟- ان كلمة ( جزر لانوز) بالسبانية تعنى (جزيرة اللصوص)- حسناً أعدوا الجيش من أجل أقتحام الجزر و الأستيلاء عليه.

_أمرك سيدى.

و دنت السفن الحربية التابعة للأسطول الأسبانى-ذلك الأسطول الذى جعل أسبانيا أمبراطورية مترامية الأطراف فى ذلك الوقت-أمبراطورية ضمت كل بلدان أمريكا الجنوبية-عدا البرازيل-و أمريكا الوسطى و جنوب أمريكا الشمالية وصولاً الى جزر المحيط الهادىء.

امبراطورية  نشرت الثقافة السبانية فى شتى ربوع الدنيا و جعلت مئات الملايين من البشر يتحدثون الأسبانية مما جعلها من أكثر اللغات أستعمالاً في العالم و أصبحت من ضمن اللغات المستخدمة فى الأمم المتحدة بجانب الأنجليزية و العربية و الروسية و الصينية و الفرنسية و التي قامت المنظمة الدولية بأعتمادها فى جلسة الجمعية العمومية في يوم 18121973.

هبط القبطان (فرديناد ماجلان) من سفينة القيادة- بعد مقاومة لا تكاد تٌذكرتقريباً من سكان الجزر- بصحبة كبار قادته متجهين صوب الكوخ الذى كان يتخذه حاكم الجزر مقراً له.

- ماجلان(مخاطباً حاكم الجزر): حسناً يا قائد فرقة اللصوص، كيف جرئتم حتى فى التفكيرعلى السطو على أحدى سفن الأمبراطورية الأسبانية!!!

_الحاكم:أنا لست مسؤلاً عن حفنة من القراصنة فى عرض المحيط.

_ماجلان:بل أنت المسؤل. و من الأن فصاعداً سوف تصبح تلك الجزر تابعة للأمبراطورية الأسبانية.

_الحاكم: هذا لن يكون، لطالما عشنا أحراراً و سوف نظل كذلك.

_ماجلان: و من الأن فصاعداً سوف يصبح أسم تلك الجزر (لاس ماريناس).

_الحاكم: لاس ماريناس!!!

_ماجلان: نعم، فلقد قرر الملك  العظيم ( فيليب الخامس) ملك أسبانيا بتسميتها على اسم زوجته الملكة النمساوية (ماريانا) و التى أصبحت ملكة الأمبراطورية الأسبانية....المجد لأسبانيا. حسنا، أودعوه السجن الأن حتى أرى ما سوف أفعل به.

_أمرك سيدى.

و هنا دلف أحد الحراس الى الكوخ مخاطباً (ماجلان) قائلاُ:

_سيدى القائد، قد عثرنا على تلك الرسومات الغريبة في بعض أكواخ السكان المحليين و نعتقعد انها سوف تثير اهتمامك....

 و هًم الحارس بوضع الرسوم امام (ماجلان) الذى ما ان شرع يتفقدها حتى انتابته الدهشة و الحيرة مما رأه..

فقد كانت هناك رسومات لحيتان عملاقة بفم ضخم كافى لأن يبتلع سفينة كاملة من أسطوله فى مرة واحدة.كان يرى وحوشاً ذات أعناق كبيرة و كانت تبرز من وسط المحيط و كأنها عنقاء ما قبل التاريخ الأسطورية، أيضاً كان يرى ثعابين ضخمة يصل طوله الى عشرات الأمتار تغطيها الحراشيف و لها أقدام بالأضافة الى أسماكاً أخرى كثيرة لم يرى من قبل لها مثيلاً.

_سيدى القائد، هناك أحدالسكان يطلب لقائك و ىقول ان لديه أمر هام لا يحتمل الأنتظار...قالها (كارلوس) الى (ماجلان) منتزعاً الأخير من شروده.

_ماجلان: حسناً، أتني به حالاً.

و ما أن دلف الرجل الى الداخل حتى خاطبه (ماجلان) قائلاً:

_قد طلبت المثول أمامنا و ها أنت ذا ، فماذا تريد؟

_الرجل:أريدكم أن ترحلوا فوراُ.

_ماجلان(ضاحكاً): أهو تهديد!!!

_الرجل: نعم أنه كذلك.

أنفجر الحضور من الضحك حتى دمعت أعينهم...

_ماجلان: تهديد لنا نحن!!! و من من؟؟؟ منك أنت!!!

_الرجل:لا، بل أنهم هم من يهددون البشر.

_ماجلان: ماذا تقول يا هذا، من هم اوئلك ؟؟؟ اه  لا بد من انك تعنى تلك الأسماك الحمقاء التى رسمتموها كى تخيفوا بها الأطفال، أليس كذلك!!!!ها ها ها ها.

_الرجل: لا، ان هؤلاء هم فقط الحراس.

_ماجلان: الحراس!!! حراس ماذا بضبط؟؟؟

_ الرجل: أنه حراس السادة، سادة الأعماق.

_ماجلان: سادة ماذا!!! أستخر مني يا هذا!!!

_الرجل:

قد أرسلوا ألينا تحذيراً منذ زمان...

أنه مٌحرم على البشر دخولها الى أخر الزمان...

و أن لا تقتحموا عالم ليس لكم فيه مكان...

عالم فَضل فيه السادة العُزلة و العيش بأمان...

و الويل كل الويل لمن لا يأبه و يُدنس المكان...

سوف يأتى يوماً و يطرق باب عالمهم سكان جزيرة رباعية الأركان...

يتبعه يوماً يزور فيه المكان شخصاً لطالما سحر الأذهان...

و لسوف يتبعه يوماً يصل الى مكان قوماً هم الأقدم حضارةً عبر الزمان...

قوماً قد أرادوا العيش في المكان...

جائوا من اجل أحياء أمبراطورية هي الأعضم عبر الزمان...

مُتخذين من درع كان قد هبط عليهم من السماء أمان...

لكنهم بذلك سيوقظوا ما لم تألفوه أبداً هكذا شيطان...

و ستدور رُحى حرباً لم تألفوا لها نداً و لم تفهموا لها معانِ...

و فى كل الأحوال ستدفعون حقاً ما هو فادح الأثمان...

_ماجلان: حسناً يا رجل، قد امتعتنى بحكايتك السخيفة تلك. أتعلم أننى لن أؤمر بأعدامك أو حتى فى سجنك لأنك حقاً مسلٍ و لسوف أستنعين بك على قضاء الوقت في الليالى الممطرة. ( كارلوس) أطلق صراحه.

_كارلوس: لكن يا سيدى...

_ ماجلان ( مقاطعاً): أعد الجيش من أجل الأنطلاق جنوباً، فنحن بصدد القيام بأكتشاف أرضاً جديدة في نهاية العالم.

_كارلوس:لكن ألا يجدر بنا التحرى عن الموجود في تلك الرسوم و التحقق من كلام ذلك الرجل يا سيدي؟؟؟

_ماجلان: لا، فان أضيع الوقت أو أترك خلفي قوات أكثر من حامية الجزر و أن مٌقبل على فتوحات جديدة من أجل مجد أسبانيا و من أجل مجدى، و ليس من أجل قصة سخيفة يرويها بعض السكان المحليين لأطفالهم أمام المدفئة ليلاً كي يخيفوهم من اللعب على الشاطىء و يجبرونهم على النوم.

و أعد ( ماجلان) عُدته من أجل أكتشاف أرضاً جديدة هي ما سوف تُعرف لاحقاً ب(استراليا)، لكن شيئاً ما بداخله كان يخبره أنه على خطأ, لكنه لم يُدرك ذلك...لم ىُدركه أبداُ.

شمال روسيا، الثلاثون من أكتوبر العام 1961:

حلقت طائرتين من طراز (تيوبيلوف) تابعتان للجيش الأحمر فوق أرخبيل (نوفايا زيمليا)-و التي تعنى بالروسية (الأرض الجديدة)- و داخل كابينة القيادة الخاصة بالطائرة الأولى ( توبيلوف-95) دار الحوار التالى:

_كابتن (فاسيلى) ينادى القاعدة... زمن الوصول مُقدر بخمس دقائق.

_من القاعدة الي كابتن (فاسيلي) نتلقاك بوضوح.

_فاسيلى: ما هى التعليمات؟

_القاعدة: عندما تصل الى أرفاع 11000 مترقُم بألقاء القنبلة ثم لُذ بالفرار بأقصى سرعة للمحركات، أكرر أقصى سرعة للمحركات ، يجب أن تكون على بُعد 45 كيلومتراً على الأقل من نقطة الأنفجار و الا ستهلك.

_فاسيلي:جاري اتخاذ اللازم.

هتف مساعد الطيار(فلاديمير): يا لها من قنبلة ثقيلة و التى تزن 28 طناً و طولها ثمانية أمطار و يبلغ قطرها زُهاء مترين.

_فاسيلى: نعم، حتى انهم قد قاموا بثبيتها الى جسد الطائرة، فقنبلة بهذا الحجم و الوزن لم تحملها طائراً من قبل.

_فلاديمير: لابُد و أنها سوف تكون فتاكة.

_فاسيلى:قد عكف مهندسينا العباقرة في  بتصميم تلك القنبلة و التى أطلقوا عليها اسم (قنبلة القيصر) نسباً الى القيصر (أيفان الرابع) الذى قام بضم سيبريا الى روسيا فى القرن السادس عشر.

_فلاديمير: سيدى، قد وصلنا الى نقطة الهدف، الأرتفاع 11000 متر من فوق سطح البحر.

_فاسيلى:حسناً، أطلق القنبلة.

و انفصلت القنبلة من على جسد الطائرة و هوت من ارتفاع 11000 متراً في اتجاه المحيط و من ثُم انفتحت المظلة الخاصة بها.

و من داخل كابينة القيادة الخاصة بالطائرة الأخرى (توبيلوفseventy five) جلس الطيارين يصوران المشهد و يراقبان العد التنازلى و القنبلة تهبط و ما ان وصلت الي أرتفاع 4000 متر حتى انتهى العد التنازلى 5،four،3،2،1، و دوى الأنفجار الذى لم يسبق له مثيلاً من قبل على سطح الأرض من صنُع البشر.

فقد قامت كاميرات المراقبة الخاصة بالطائرة بتصوير سحابةعش الغراب العملاقة المميزة للأنفجارات الننوية و الهيدروجينية، تلك السحابة التى بلغ عرضها forty five كم فوق سطح الأرض و بلغت 65 كم ارتفاعاً فى عنان السماء و أدى الى حدوث دمار شامل فى مساجة one thousand كم مربع فى لحظة الأنفجار فقط. ذلك الأنفجار الذى قُدرت قوته ب fifty seven ميجاطن (الميجاطن يساوى مليون طن من مادة ال تى. ان. تى. شديدة الأنفجار) و الذى يعادل 3300 مرة قوة انفجار قنبلة (هيروشيما).

_فلاديمير: أن المؤشرات تقوم بتسجيل طاقة رهيبة ناتجة عن الأنفجار..رباه أن الموجات الناجمة عن الأنفجار قد طافت العالم ثلاثة مرات.

_فاسيلي: لقد تليقت تقريراً من القاعدة يفيد بأن الأنفجار قد أحدث زلزالاً مدوياً قد شعر به ربع سكان الكرة الأرضية.

فلاديمير: لكن لم نقم بتجربة القنبلة الأكبر و التى تبلغ قوتها ضعف قوة تلك

_ فاسيلى: لم يريدوا ذلك لأن قوتها سوف تكون ذات تأثير مدمر على الكوكب. هذا يكفى فلقد برهننا على أننا نحن الأقوى على ظهر هذا الكوكب.

_فلاديمير: نعم، المجد للجيش الأحمر... المجد لروسيا العظمي.

و حلقت الطائرتين مبتعدتين.

شمال مدينة دهب المصرية, الساحل الشرقى لسيناء صيف العام 1963 ;

طائرتان حربياتان اسرائليتان من طراز (فانتوم) تحلقان قرب الشواطىء المصرية فى مهمة أستطلاعية في خليج العقبة...

_من( دانيال) الى القيادة... من (دانيال) الى القيادة... لا توجد أى أنشطة للأسطول المصرى فى نطاق البحث، أكرر لا توجد أى أنشطة للأسطول المصرى هنا.

_من القيادة الى (دانيال)...من القيادة الى (دانيال)...أستمر فى البحث وقُم بالتحرى عن وجود أى قواعد للدفاع الجوى بالقرب من الشاطىء.

_دانيال:عُلم و جارى تنفيذ الأمر.

_ أن لديهم هاجس كبير من المصريين، أليس كذلك يا (دانيال)؟..كان هذا صوت زميله الطيار (رابين) محدثاً أياه عبر اللاسلكى.

_دانيال: نعم يا (رابين) أننا لا ننام الليل بسبب وجود الجيش المصرى.

_رابين: أتظن أن هوئلاء المصريين قادرين على فعل أى شىء!!!

_دانيال:لا أدرى يا (رابين)، فلقد علمونا منذ نعومة أظافرنا أن المصريين غير قادرين على فعل أى شىء. لكننى أظن هذا خطأً فادحاً سوف ندفع ثمنه يوماً ما، أننى أخشى ذلك حقاً.....(رابين) أنظر هناك!!! هل رأيت ذلك!!!

_رابين: أووووه، ياللروعة ما كل هذا الجمال!!!

_دانيال:انها مساحة من المياه الزرقاء تقع بالقرب من الشاطىء ولونها مُختلف عما حولها، أنها حقاً تبدو و كأنها لوحة فنية، لابد من أن قطرها يزيد عن 90 متراً. كم أنت جميلةً يا سيناء.

_رابين:فلنقم بدورة أخرى حول المكان  و لنلتقط بعض الصور....ما هذا الصوت!!!! اللعنة أنه صوت الأنذار... أن المصريون قادمون...اللعنة...

و هنا شقت السماء طائرتين من طراز (ميج21) تحملان شعار سلاح الجو المصرى...

رابين: اللعنة من أين ظهروا!!! أن رادارى لم يلتقط شيئاً.

دانيال: لربما قد تسللوا خلفنا من على أرتفاع مُنخفض...فلنقم بمناورات الهروب...(رابين) أحمى جناحى يا (رابين).

لكن قبل أن يُطلق (رابين) نيران مدفعه الرشاش كانت أحدى الطائرتين المصريتين قد أطبقت على طائرة (دانيال) و أطلقت صاروخاً عليها...

رابين: دانيال...أحذر يا دانيال...ناور الصاروخ...ناور الصاروخ....لا لا لا دانيااااال...

و شاهد (رابين) طائرة زميله تهوى مشتعلة الى أعماق البحر الأحمر...

_ويلاً لكم أيها المصريين، سوف نعود يوماً أخر، قالها (رابين) قبل أن يولى بطائرته الفرار...

القطب الشمالى، القاعدة العسكرية المصرية (رمسيس)، العام2547:

جلس اللواء (أدم) خلف مكتبه فى القاعة المركزية لقيادة القاعدة مخاطباً الرئيس المصرى عبرشاشة أتصال أيونية ذات سبعة عشرة بُعداً...

_الرئيس: كيف حال العمل يا (أدم)، هل قمتم بأتمام المشروع؟

_أدم: قد أتممنا كافة التصميمات و التركيبات يا سيدى و لم يتبقى سوى تركيب الهيكل.

_الرئيس: و ماذا عن الأسلحة، هل أنتهيتم من تركيبها؟؟؟

_أدم: أننا نقوم بشحن بطاريات مدافع الأشعة الأيونية و الأشعة الكونية فقد كانت جد فتاكة أثناء التجارب.

_الرئيس: هذا حسن، لقد تلقيت تقريراً من قاعدتنا على القمر(رع) يفيد بأنهم قد أرسلوا ألينا المعدن الخارق الذى قاموا بأستخراجه من المناجم الموجودة فى الجانب المُظلم من القمر على عمق 11000 متر من السطح.

_أدم: نعم يا سيادة الرئيس لقد وصلت ألينا الشحنات منذ بضع ساعات و لقد قمنا بأجراء التجارب عليها.

_الرئيس: و كيف كانت النتائج؟

_أدم: مُدهشة يا سيادة الرئيس بل انها مُذهلة فلقد صنعنا منها دروعاً قادرة على تحمل ضغطً يصل الى 4000 كج/بوصة مربعة. كما أنها قادرة على أمتصاص انفجار بقوة 60 ميجاطن أى قوة انفجار قنبلة( هيروشما) ب 4000 مرة.

الرئيس: عظيم، أتم العمل أذاً. أننى أنتظر البدء فى أنطلاق الغواصات الخارقة فى بضع ساعات.

_أدم: لقد قمنا بتجهيز ستة غواصات مزودة جميعها بالأسلحة و الدروع الجديدة و هى جميعها من طراز(بورسعيد4000) و لسوف يقودها نُخبة من أمهر مقاتلينا، بل هم الأمهر على الأطلاق.

_الرئيس: و ماذا عن قائدهم؟؟؟ لقد أخبرنى القادة أنه من أكفىء الضباط.

_أدم: نعم يا سيدى، أنه الرائد (الببلاوى) و هو الأكفىء لدينا فقد طاف المحيطات الخمسة مراراً و لديه خبرة ممتازة فى حروب الأعماق.

الرئيس: أننى أنتظر بشغف أولى لحظات انطلاق المشروع (أ.م.1-)....و أغلق الرئيس الأتصال.

غادر (أدم) مكتبه و توجه نحو رصيف تدشين الغواصات و كان فى استقباله نائبه العميد (رمزى) مع عدد من قادة القاعدة...

انتباه، قالها العميد (رمزى)، فهب كل من فى الرصيف الحربى مؤديين التحية العسكرية للقائد.

أدم: تفضلوا بالجلوس يا سادة فلدي أمر هام أحدثكم فيه.

جلس القادة و كلهم شغف لمعرفة سبب هذا الأجتماع الطارىء الذى ينعقد فى الرصيف الحربى للقاعدة.

أدم: قد جمعتكم اليوم ايها القادة أنتم و أمهر مقاتلينا قبل بضعة ساعات فقط من انطلاق المشروع (أ.م.1-).

رمزى: و ما هو المشروع(أ.م.1-)؟؟؟

أدم: أنه مشروع يندمج تحت بند (سرى للغاية) وهو مشروع (أستعمار المحيط 1-).

_أحد الضباط: و هل سنقوم بمحاولة استعمار المحيط!!! عُذرا يا سيدى لكن أفلام الخيال العلمى قد قتلت تلك الفكرة منذ مئات السنين.

أدم: بالتأكيد، لكن ما نحن بصدد القيام به ليس خيالاً، لكنه معجزة سوف تتحقق على أيدينا.

الضابط: كيف؟ أن الضغط هناك سوف يكون رهيباُ، بالأضافة الى ذلك من أين لنا بالطاقة اللازمة لأدارة المشروع. هل سنقوم بأرسال مفاعلات ذرية الى عُمق المحيط!!!

أدم: من الجيد أننى أتلقى اسئلة ذكية. بالنسبة لما يتعلق بالضغط فلدينا معدنُ جديداُ قد أطلقنا عليه (القمرنيوم).

رمزى: القمرنيوم!!!

أدم: نعم، فلقد قامت القاعدة القمرية (رع) بأستخراجه من أعماق الجانب المُظلم من القمر و هو يمتلك خصائص لم نرى لها مثيلاً من قبل. و أغلب الظن أنه كان ن ضمن مكونات نيزك سقط على سطح القمر مُنذ مئات ملايين السنين.هاك يا سادة تأملوا التقارير الواردة من القمر بخصوص سمات ذلك المعدن.

أخذ الضباط يطالعون التقارير عن ذلك المعدن و كلهم دهشة من خصاصه الجبارة...

أحد الضباط: مدهش يا سيادة اللواء، ان تطبيقات ذلك المعدن مذهلة، لكن هل سوف نقوم بتركيب ألواح منه على مفاعلاتنا الذرية قبل أرسالها الى الأعماق!!!

أدم: و من قال أننا سوف نقوم بأرسال مفاعلاتنا الى الأعماق؟الضابط: و ماذا عن توليد الطاقة!!!

أدم: سوف نقوم بأرسال بطاريات نووية صغيرة لحين البدء بتوليد الطاقة من هناك.

الضابط: لكن توليد الطاقة من قاع المحيط ليس باليسير و لن نحصل على قدر الطاقة الكافى لأنشاء القاعدة.

رمزى: نعم يا سيدى، أن الطاقة الكامنة فى قاع المحيط أصلها الأبخرة الساخنة المتصاعدة من جوف الأرض حيث توجد الحمم المُنصهرة (اللافا).

الضابط: و هل ذلك المعدن قادرُ فعلاً على تحمل الثورات البركانية فى قاع المحيط؟؟

أدم: و من قال أننا سوف نقوم بأستخراج الطاقة من قاع المحيط يا سادة.

أندهش القادة و تعلقت أعينهم بالقائد طالبين المعرفة...

أعتدل اللواء أدموأسترد قائلاً: أننا يا سادة قادمون على أستعمار ما دون قاع المحيط، أننا سوف نستعمر باطن الأرض تحت قاع المحيط. أن اسم مشروعنا الكودى ليس (أ.م.1) بل هو (أ.م.1-)، يبدو أنكم لم تلاحظوا وجود علامة السالب(-) أليس كذلك!!! أنها تعنى (ما دون).

لم ينبس أحداً من الحاضرين ببنت شفة و أتسعت أعينهم غير مصدقين فتابع اللواء (أدم) قائلاً:

نعم يا سادة، فغواصتنا الخارقة قد أوشكت على الأنتهاء و لسوف تقوم بالوصول الى العمق السحيق للمحيط و تأخذ معها (القمرنيوم) و بعد ذلك سوف تقوم الغواصات الست بأطلاق أشعتها الأيونية من أجل تشكيل القاعدة على أساس التصميم المُعد سابقاً.

الظابط: لكن كيف سنقوم بأنزال القاعدة تحت القاع!!!

أدم: بأستعمال القنبلة الفراغية التى سوف تقوم بخلخلة القاع من تحت القاعدة و من ثم تقوم بأرسالها الى العمق المطلوب. و لسوف نقوم بتثبيت تلك القنبلة الفتاكة فى حجرة الطوربيدات الخاصة بغواصة القيادة، الرائد (ببلاوى) هلا تتفضل؟الببلاوى: أمرك سيدى.

رمزى: هذا رائع، اننا سوف نقوم باستعمار باطن الأرض بأستعمال معدن قد وجدناه على القمر. فينما يتجه الأخرون لأستعمار الكواكب البعيدة فأننا سوف نقوم بأستعمار باطن الأرض و الفضاء معاً. هذا يفوق الخيال.

أدم: لكم أن تتخيلوا كم الطاقة  و المعادن الخارقة المُستخرجة من جوف المحيط و من أعماق الفضاء معاً، و كيف سيمكننا ذلك من بناء الأمبراطورية المصرية الجديدة، أنه أحياء لمجد الفراعنة يا سادة...والأن يا قادة الغواصات أنطلقوا الى  غواصاتكم.

أدى الضباط الست التحية العسكرية و شرعوا ينفذون الأمر، و عبر شاشات المراقبة أخذ القائد و معاونيه يرقبون دلوف قادة الغواصات الى غواصاتهم.

و من داخل غواصة القيادة(بورسعيد1) جلس الرائد ( الببلاوى) خلف شاشة القيادة مخاطباً باقى الغواصات قائلاً: من القائد الى أفراد التشكيل، أعطنى تأكيد شحن الطاقة.

تعالى صوت أفراد التشكيل قائلاً: تم شحن الطاقة.

الببلاوى: من القائد الى أفراد التشكيل، أعطنى تأكيد شحن الأسلحة.

تعالى صوت أفراد التشكيل مجدداً: تم شحن الأسلحة.

الببلاوى: من قائد التشكيل الى القيادة، أطلب الأذن بالأنطلاق.

القيادة: من القيادة الى قائد التشكيل، تم منحك الأذن بالأنطلاق.

و أنطلقت الغواصات الست نحو المجهول...

أعماق المحيط الهادىء،لاحقاً:

الببلاوى: من القائد الى باقى التشكيل، اتخذ وضع تشكيل مفتوح، زاوية الغطس 12 درجة، السرعة a hundredكم/س، الوقت المقدر للوصول أحداعشرا دقيقة.

_عُلم و جارى التفيذ، هتف بها أفراد التشكيل عبر جهاز الأتصال.

الببلاوى:قد وصلنا الى العمق 20 متراً، استمتعوا بجمال الشعاب المرجانية.

عيسي: يا للجمال أنها تُذكرنى بالحاجز المرجانى العظيم في أستراليا و هو الأكبر على ظهر الكوكب.

طارق: ولا تنسى الحاجز المرجانى فى (البلوهول) فى مدينة (دهب) فى سيناء، أنه ثانى أكبر حاجز مرجانى فى العالم.

الببلاوى: حسناً يا سادة،قد بلغنا العمق 40 متراً حيث لا مكان للغواصين الهواة بعد هذا العمق.

هيثم: ياللجمال حيتان الأوركا!!! قد بلغنا العمق 60 متراً اذاً.مممم قد بلغنا 70 متراً أنظروا هناك صوب القرش الحوت.

الببلاوى:نعم أنها أكبرسمكة مكُتشفة على ظهر الكوكب، اذ يبلغ وزنها 70 طناً و قد يمتد عمرها الى 130 عاماً.

هيثم: لا أتمنى أن أقابله يوماً و أنا خارج غواصتى الخارقة تلك. حسناً قد وصلنا العُمق 100 متراً حيث أخر عمق يحتمله الغواصيين المحترفين.

الببلاوى: كيف حال القياسات لديكم؟

_بخير، كل شىء على ما يرام، قالها أفراد التشكيل.

الببلاوى: اذاً أضيوا الأضواء فالضوء يقل كثيراً هنا على عمق one hundred fifty متراً، و لكة تستمتعوا برؤية ذلك الأخطبوط الضخم.

خالد: و ها هى السمكة المجوفة، انها تعيش على عُمق two hundred متراً أن طولها يزيد عن عشرة أمتار.

الببلاوى:نعم و احياناً فأنها قد تصعد الى السطح و تدب الرعب فى نفوس الصيادين، حتى أن بعضهم يعتبرها من شياطين الأعماق.

خالد:لا عجب من ذلك فلأنها من أسلاف الثعابين و قد تطورت على مرَ ملايين الثعابين.

الببلاوى: قد بلغنا three hundred متراً، أتسائل أذا كان أحدكم جائع؟

عيسى: ها ها ها و هل يقوم الأسطول بتقديم وجبات ساخنة تحت هذا العُمق أيها القائد؟

الببلاوى: نعم، و طازجة أيضاً. أمامكم يا سادة سرطان البحرالعظيم و الذى يبلغ قطره نصف المتر،بالهناء و الشفاء لكم جميعاً.

طارق: سيدى القائد، أن سرب الحيتان الزرقاء ذلك قادرعلى اخفاء ما تبقى من قرص الشمس.

الببلاوى: نعم، فنحن الأن على عُمق 500 متر حيث أخر مكان لتواجد الثديات الضخمة.

عيسى: أنها أكبر كائن حىَ عاش فى تاريخ الأرض.

الببلاوى: من الأن فى صاعداً سوف لن يٌجدى اللاسلكى نفعاً فى التخاطب، قوموا بأستعمال  أجهزة الأتصال الليزرية.

طارق: أقد وصلنا اى قناة (سوفار) أذاً؟

عيسي: نعم، أنها قناة (سوفار) أو قناة (عُمق المحيط)و هنا يكون مستوى الصوت فى أدنى حالاته و مع ذلك فأن حيتان الزُعنفة تقوم بمخاطبة بعضها البعض فى تلك الطبقة و يصل صوتها الى الاف الأميال تحت سطح المحيط.

علىً: أن صوتها جًد مهيب. أنك موسوعة أيها القائد عيسي.

الببلاوى: أن نائبى القائد(عيسي) من أفضل من خدم معى عبر المحيطات الخمسة.

عيسي: لا داعى للثناء أيها القائد، فكلنا رجالك.

الببلاوى: تسحتقها يا عزيزي (عيسي) تستحقها عن جدارة.والأن برجاء الأنتقال الى المستوى الثانى من الطاقة، أننا على عُمق 900 متراً حيث ينقطع ضوء الشمس تماماً.

خالد: والأن قد بدأت المغامرة.

الببلاوى: نعم أنها المغامرة الفعلية حيث يبلغ الضغط الأن eightyطناً/بوصة مربعة أى 1000 ضغط جوى، الحرارة صفر و ملوحة المياه لا مثيل لها.

على: أتسائل عن المخلوقات التى تعيش هنا. هل عيناى تخدعانى أم أننى أرى الحبار العملاق يصطاد حوت العنبر و يصرعه!!! يا له من مشهد ملحمي.

خالد: تأملوا الجمبرى الفسفورى وااااااو انه رائع، و كذا ذلك الحيوان الذى يٌشبه الخيار.

عيسي: أن كُل ما تشاهدونه حقيقي، مالم يقل مستوى الأكسوجين و تبدوا فى الهلوسة.

هيثم: ايها القائد، هل تلك الغواصات مُزودة بفتحات للتهوية؟

الببلاوى: بالتأكيد، بالأضافة الى ثلاجات الأيس الكريم يا خفيف الظل. و الأن يا سادة كم تٌبلغ مستويات الكبريت في المياه حولكم؟

عيسي: أنها ترتفع، لابُد من أننا وصلنا الى العُمق 1100 مترحيث يقع بركان (ويست ماتا)، البركان الأعمق على وجه الأرض.

طارق: لم يقُم بثورات أخرى منذ ثورانه الأخير عام 2009، أليس كذلك؟

عيسي: بلى، و أتمنى أن لا يقوم بتغيير رأيه الأن.

على: أتُوق حقاً الى معرفة مقدرة تلك الغواصات.

الببلاوى: لا تستعجل، فلم نقطع عُشر المسافة حتى.

على: لا أفهم كيف يكون الظلام حالك هكذا بالرغم من ثورات البراكين!!!

عيسي: أن الرماد البركانى يقوم بحجب أشعة الشمس تماماً.

و بعد بُرهة...

هيثم: أن مستشعرات الصوت لدي تُسجل موجات فوق صوتية قوية من حولنا، هل توجد غواصات قريبة؟

عيسي: لا، أنها السلاحف جلدية الظهر و هى الأضخم من بين أنواع السلاحف كافةً و هى تقوم باستخدام الموجات فوق الصوتية للتواصل.

هيثم: أنه العمق 1280 متراُ اذاً.

عيسي: نعم، و هنا أيضاً تتواجد أسماك القرش البيضاء و التى تستخدم الرائحة كوسيلة للتواصل و الصيد. والأن يا سادة امامكم واحدة من أفظع الجرائم البشرية فى حق الطبيعة، ألا ترون تلك الشباك؟؟؟

خالد: بلى.

عيسي: أنها شباك ضخمة للصيد الشامل و تمتد مئات الكيلومترات المربعة تحت سطح المحيط ب 1500 متر، فقط تخيلوا قدر الضرر التى تسببه للأحياء المائية.

و أستمر الغوص...

عيسي: العُمق 2500 متر، يا لجمال الحوت العنبر ن طوله يُبلغ forty متراً.

طارق: نعم، و هذا أخر عُمق يمكنه الوصول اليه.

خالد: ان رادارى يُسجل صراعا تصادمياً بين جسدين هائلا الحجم.

عيسي: أنها حيتان العنبر تتصارع مع أسماك التنين الأسود. أحذروا صراع العمالقة هذا.

و استمر الفوص...

عيسي: العُمق 3700 متر، حيث متوسط العُمق العالمى للمحيطات.

طارق: نعم، ان رحلتنا الى المجهول تتخذ ابعاداً جديدة.

الببلاوى: حسناً، تأكدوا من عدم وجود أى تسريبات فى بدن أو أنظمة الغواصات فالعمق الأن بلغ 4000 متر و الضغط هنا يبلغ 80طناً/ بوصة مربعة.

عيسي: نعم، أنتبهوا جيداً فأذا حدث أى شىء فأنك سوف تُسحق دون أن تشعر حتى.

على: شكراً على التفائل أيها القائد.

عيسي: ليس هذا هو الخطر الوحيد. فمن حولكم أسماك (الأنجلوفيش) و أسماك (السنونو الأسود).صدقنى لن تتمنى أن تقابلها يوماً خارج غواصتك فهى تُشبه الثعبان و لها فُم عملاق قادر على أبتلاع فريسة بضعف حجمها.

خالد: أهو ذات المخلوق الذى عثر عليه (ماجلان) فى المخطوطات التى وجدها في جزر (ماريانا) فى العام 1521 و أطلق عليه (البيج ماوث) أى (الفم الكبير)؟؟؟

الببلاوى: بلى، أنها هى.

وأستمر التشكيل فى شق طريقه الى الأعماق...

الببلاوى: حسناً يا سادة، انه العًمق 5760 متر، شاهدوا حطام السفينة (أس.أس.جراندى) و التى غرقت في الحرب العالمية الثانية.

طارق: انه أعمق حطام سفينة مكتشفةً حتى الأن.

خالد: أتمنى ألا يكتشفنا أحداً يوماً ما.

عيسي: قلت لك أن لا تخف يا فتى، فلن تشعر بأى شىء حينها.

الببلاوى: من (بورسعيد 1) الى القيادة....من (بورسعيد1)الى القيادة...قد بلغنا العُمق 6000 متر.

القاعدة: نتلقاك يا (بورسعيد 1) ، قد وصلتوا الى بداية الجرف العملاق. أحرص على ارسال البيانات و معدلة الضغط لحظة بلحظة.

الببلاوى:عُلم و جارى تنفيذ الأمر.

 من القائد الى أفراد التشكيل...أهلاً بكم فى جرف (ماريانا) حيث 180 مليون عاماً من الغموض تُرحب بكم. 

عيسي: نعم، حيث 25500 كم طولاً و sixty nine كم عرضاً تُرحب بكم.

طارق: قد اصبحنا أذاُ ثالث بعثة عالمية تصل الى قاع جرف (ماريانا).

خالد: نعم، فلقد أستطاع السويسرى (دون وولش) و الأمريكى (جاك بيكار) الوصول الى هنا فى العام 1960 فى رحلة أستغرقت خمس ساعات و قد استطعوا البقاء لمدة عشرون دقيقةً فقط. 

خالد: و قد حاولت بعثة أمريكية الوصول مجددا عام 2000، حيث كانت السفينة (أوكيانوس اكيلوبر) تحمل غواصة استكشافية لمنهم لم يستطيعوا تجاوز عمق 4000 متراً.

عيسي: حتى جاء المخرج الأمريكى (جيمس كامرون) مُخرج افلام (أفاتار)و (تيتانيك) وقضى هنا خمس ساعات بدلاً من سبع ساعات كانت مُقررة بسبب حدوث تسريب فى الزيوت لديه.

على: لطالما كنت عاشقاً لأفلام الخيال العلمى أيها القائد (عيسي). لكن هل كان (جيمس كامرون) يطمح الى الوصول الى فكرة فيلم ما هنا!!!

عيسي: ربما. الأن العُمق 7900 متر، الأن انها سمكة (الحلزون) أعمق سمكة مكتشفة على وجه الأرض.

هيثم: يا لجمالها، أنها تملك جسداً شفافاً حتى أنها تستطيع الرؤية من خلاله. أن كُتاب الخيال العلمى لم يأتوا بأفكارهم من الفراغ.

عيسي: و من بعد ثلاثة كيلومترات من هنا تستطيعوا أن تودعوا كافة أشكال الحياة دون المجهرية.

خالد: العُمق 10900 متر، و نحن الأحياء الوحيدون هنا.

الببلاوى: ثوانىٍ معدودة و نصل الى عُمق 11000 متر، النقطة (تشالنجر دييب) و التى أُطلق عليها هذا الأسم نسبةً الى السفينة البريطانية (تشالنجر2) و التى قامت بأكتشافها في العام 1951.

عيسي: الى (تشاانجر دييب).

باقى التشكيل: نعم، الى (تشاانجر دييب).

قاع المحيط الهادىء، النقطة (تشالنجر دييب) أعمق نقطة عاى سطح الأرض:

الببلاوى:من (بورسعيد1) الى القيادة...من (بورسعيد1) الى القيادة.

القيادة: نتلقاك يا (بورسعيد1).

الببلاوى: وصلنا الى النقطة (تشالنجر ديب) و فى انتظار التعليمات.

القاعدة:قُم بنشر التشكيل حول النقطة المُحددة سابقاً.

الببلاوى:عُلم، من (بورسعيد1) الى باقى التشكيل...الأنتشار على شكل دائرة أنا مركزها و نصف قُطر 5,five كم.

و تراصت الغواصات جميعها...

الببلاوى: من (بورسعيد1) الى القيادة...تم الأنتشار.

القاعدة: حسناً يا (بورسعيد1) قُم بأخلاء القاع فوراُ.

الببلاوى: جارى تنفيذ الأمر...الكومبيوتر...أبدأ بتحميل الأسلحة.

و أضائت أمامه شاشة فيروزية تراصت عليها أنواع الأسلحة الخاصة بغواصة القيادة...

الببلاوى: أطلق القنبلة الفراغية (أحمس 3000) نحو النقطة سthirteen، ص 15.

و أنطلقت القنبلة تشق الأعماق و تخترق طبقات قاع المحيط...

الببلاوى: قد وصلت القنبلة الى عمق 11000 متر تحت قاع المحيط، تم الوصول الى الهدف....الى أفراد التشكيل أبتعد الى مسافة أمنة... أستعد للتفجير5،four،three،2،1 تفجيييييير....

أهتز قاع المحيط بعنف كاشفاً عن تجويف عملاق أحدثته القنبلة الفتاكة...و يا له من تجويف انه يقع تحت عمق 11000 متر من قاع المحيط الذى يبلغ عُمقه بدوره 11000 متر...

على: يالها من قنبلة...أنها...أنها... حقاُ لا أدرى ما أقول أيها القائد.

الببلاوى: أنها تفوق الخيال.

عيسي: لاعجب أيها القائد أذ أن الجيش المصرى كان قد أبتكر القنبلة الفراغية فى ثمانينيات القرن العشرين و من يومها و هى قيد التطوير.

طارق: المشروع (نصر)؟؟؟

عيسي: نعم و هى أكبر سلاح غير نووى على ظهر الأرض.

هيثم:نعم، فلقد علمونا في دروس التاريخ أن ربع سكان مصر قد شعروا بهزة أرضية نتجت عن أنفجار القنبلة (نصر 9000) أثناء مناورات الجيش في العام 1996، المناورة (بدرninety six). قد أن الأوان كى تستعيد مصر أمجاد الفراعنة.

الببلاوى: من (بورسعيد 1) الى القيادة، برجاء البدء بأرسال مواد البناء.

القاعدة: جارى التنفيذ.

و على سطح المحيط تراصت سفن نقل هى الأضخم على ظهر الكوكب-و هى تابعة للأسطول المصرى- و من قاع تلك السفن التى تراصت على شكل دائرة بلغ نصف قطرها five,five كم أنطلقت كبسولات عملاقة تحتوى على المكونات الخاصة ببناء القاعدة، كبسولات مصنوعة من معدن تم اكتشافه من على عُمق 11000 متراُ من باطن القمر، معدن يُسمى (القمرنيوم)...

و من الأسفل كانت الغواصات الست تتلقى الكبسولات و تقوم بتوجيهها بواسطة الأشعة الأيونية الى قاع الفجوة التى خلَفها الأنفجار...

الببلاوى: من (بورسعيد1) الى القيادة، تم تسليم الطرد.

القيادة: باشر فوراً بأعمال البناء.

الببلاوى: من القائد الى أفراد التشكيل، على الجميع أتخاذ مواقعه.

التشكيل: جارى تنفيذ الأمر.

الببلاوى: قوموا بتفعيل برنامج تشييد القاعدة بواسطة أشعة الليزر.

و أنطلقت أشعة الليزر من الغواصات الستة تشق قاع المحيط وصولاً الى حيث ترقد الكبسولات و التى تراصت على شاشاشتها الرسمومات الهندسية الخاصة بالقاعدة، بدأً من القواعد، أنظمة الأتصالات و السيطرة و حتى القاعات بل و الأسلحة ذاتها.

و من خلال شاشة المراقبة فى غرفة القيادة فى القاعدة كان اللواء (أدم) يراقب المشهد بأهتمام بالغ، أنه يراقب ولادة أول قاعدة فى تاريخ البشرية يتم أنشائها تحت قاع المحيطـ، قاعدة تُشكل النواة لبناء مستعمرةً كاملةُ هناك و تفتح أفاق غير محدودة فى أكتشاف المحيط بل و حتى أكتشاف باطن الأرض.

رمزى: سيدى، أنه انجاز رائع، انجاز سوف يكتبه التاريخ بأحرف من نور.

أحد الضباط: نعم يا سيدى، أننا نقوم بأول عملية لبناء قاعدة متكاملة تصلح لأستقبال الالأف من الناس، و أين فى أعمق نقطة على سطح الكوكب.

رمزى: نعم، وبأستخدام تقنية البناء عن بُعد بواسطة أشعة الليزر.

كان اللواء (أدم) يراقب فرحة ضباطه بهذا الأنجازلكن شيئاً ما بداخله كان يُخبره بأن في الأمرخطأُ ما.و هنا ألتقت عينا العميد (رمزى) و اللواء (أدم) الذى بادره قائلاً:

_سيادة اللواء، ما لى أراك مهموماً!!!

أدم: لا أدرى يا (رمزى)، لا أدرى حقاً...لكنى مُنزعج.

رمزى: لما يا سيدى لما؟ أن الأمور تسير على ما يُرام، بل أنها تسير بشكل أسهل مما توقعنا بكثير. أن هذا المعدن الذى أرسلوه من القمر مُذهل حقاً.

أدم: و هذا ما يثير قلقى أكثر، أننا نخترق عوالم لم يسبقنا اليها أحداً و نجد الأمور بتلك السهولة!!!حقاً لا أدرى.

رمزى: لكننا مستعدون لأى طوارىء أيها القائد.

أدم: نعم يا رمزى، أننا مستعدون لأية طوارىء مما نعلم، لكن هناك أننا لا ندرى ماذا ينتظرنا، لا ندرى أبواب أى عوالم قد أقتمحناها.

رمزى: سيدى، ماذا تعنى؟

أدم: لا أعنى شيئاً يا رمزى، انها مُجرد هواجس.فلنتابع كيف تسير الأمورأن الرئيس يتابع الموقف من القاهرة و ينتظر تقريرى.

و التفتوا جميعاً الى شاشة المراقبة يتابعون انجاز المشروع...لكن شيئاُ ما بداخل اللواء (أدم) يُحدثه أن شيئاً رهيباً سيحدث...شئياً رهيباً بحق...

أدم: من القائد الى (بورسعيد 1) كيف تسير الأمور؟

الببلاوى: أتممنا ninety five% من معدلات البناء سيدى.

أدم: عظيم، ما من أن تنتهى من أعمال البناء قم بتفعيل الطاقة و الأنظمة داخل القاعدة ثُم قُم بتفجير القنبلة الثانية من أجل دفن القاعدة تحت قاع المحيط. فقط تأكد من أن طريق الوصول الى القاعدة انطلاقا من القاعً لم تغمره رمال الحيط.

الببلاوى: جارى التنفيذ.

و بعد مُضى بضع ساعات كانت القاعدة قد تم تشكيلها و تفعيل الأنظمة بداخلها و من ثُم قامت غواصة القيادة (بورسعيد1) بتفجير القنبلة الفراغية الثانية فأنهالت المليارات المُكعبة من الرمال تغمر القاعدة الراقدة على عُمق 11000 متر من تحت قاع المحيط.

الببلاوى: أنه النصر يا سادة،أنه النصر. أننى أدعوكم جميعاً الى أفتتاح قاعدة (المجد).

و أتجهت الغواصات الست صوب مدخل القاعدة بقاع المحيط و هنا قام القائد (الببلاوى) بأرسال أمراً أليكترونياً الى البوابة كًى تُفتح تميهداً الى دخول الغواصات.

خالد: عظيم، كلنا خلفك أيها القائد أنها لحظة ال....

وهنا أرتج المكان بعنف و دوى الأنفجار..

عيسي: ما هذا!!! لقد سُحقت (بورسعيد6) لقد فقدنا ( على)، اللعنة ما الذى يحدث!!!

كان اللواء (أدم) و بقية القادة يراقبون ما يحدث من غرفة القيادة داخل القاعدة ذاهلين غير مُصدقين ما يحدث، و كانت ألاف الأسئلة تطرح نفسها فى عقل اللواء (أدم) بلا اجابات... هل انهار معدن (القمرنيوم)!! ما سبب هذا الأنفجار!!! لكن قبل حتى أن يفيق من ذهوله كانت الغواصة (بورسعيد 5) قد سُحقت بدورها.

أدم: ببلاوى، ماذا يُحدث عندك؟

دوى صوت هيثم قائد الغواصة (بورسعيد4) عبر جهاز الأتصال صارخاً: يا الهى لما تفعل ذلك لما!!! ثم دوى صوت أنفجار أخر...

أدم: فليجنى أحد بالله عليكم، ما الذى يحدث!!!

رمزى: لقد فقدنا الأتصال مع (بورسعيد3) فقدنا (طارق).

أدم: ماذا عن عيسي و الببلاوى؟؟؟

رمزى: قد أنقطع الأتصال تماماً.

و هنا أطبق الصمت على الحضور في القاعة، صمت مُطبق لم يخترقه سوى أصوات قلوب الضباط و التى تكاد أن تتوقف جميعها من فرط الجُهد و المفاجئة.

و هنا أقتحم أحد الضباط القاعة صارخاً: سيدى القائد هناك مشكلة ضخمة فى قسم الأسلحة.

أدم: فلتعتنى بها يا رمزى، فلدى من المشاكل ما يكفينى هنا.

الضابط: أخشى يا سيدى أن المشكلتان متصلتان ببعضهما البعض.

أدم: أخبرنى بالله عليك ماذا حدث؟

الضابط: أن طوربيدات القنابل الفراغية الخاصة بالغواصات قد تم استبدالها.

أدم: ماذا!!!أهى الطربيدات الضاربة المخصصة لحرب الأعماق؟؟؟ ماذا حدث بالضبط؟؟؟

الضابط: نعم، انها ذات الطوربيدات. فقد تم استبدال الطوربيدات القتالية بأخٌرى خاصة بالتدريب، أى أن الغواصات تحمل طوربيدات غير فعالة.

أدم: اللعنة... متى حدث ذلك!!!

الضابط: قبل انطلاق حملة الأعماق مباشراً، و لم نتمكن من معرفة ذلك سوى الأن.

أدم: خيانة، انها حرب لا بل أنها مؤمراة كبرى. أيكون أحدهم قد دفعنا الى فخ مٌحكم فى قاع المحيط و بلا أسلحة. لقد وقعت كل أسرارنا في أيدى الأعداء و دفع رجالنا الثمن حياتهم.

الضابط: سيدى، لقد تم أستبدال الطوربيدات في كل الغواصات عدا غواصة واحدة فقط...غواصة الرائد (ببلاوى)...

و هنا ساد الصمت من جديد......

القمر، القاعدة المصرية (رع) بعد قليل:

_سيدى، لقد قامت أجهزة الرصد بالتقاط اطلاقاً لصاروخ من قاع المحيط الهادىء.

_الضابط: أليست قذيفة مُنطلقة من أحد الغواصات!! لا بُد من أن أحدهم يتدرب هناك؟

_الجندى: لا، أن الأطلاق قد تم ن عمق المحيط تحديداً من نقطة (تشالنجر دييب) و لا توجد لدى أى أحد غواصات حربية قادرة على الغطس حتى ذلك العُمق.

_الضابط:أرنى ما لديك....أوووه يا الهى أنه صاروخ أستراتيجى ذو عدة رئوس حربية و هو عابر للقارات كذلك.

_الجندى: أن سرعته تتزايد بشكل مضطرد أنه ليس صاروخاً باليستياً أنه يستمر فى الصعود نحو الفضاء .

_الضابط: قُم بتحديد مساره و سرعته حتى أُبلغ (القاهرة) فوراً، أننا لا نعلم من قام بأطلاقه و على من يُقم بالتوجيه؟

_الجندى: سيدى أن سرعة الصاروخ تجاوزت سرعة الأفلات، قد تجاوزت 11000 متراُ فى الثانية، تجاوزته بكثير.

_الضابط: ماذا؟ أقد أجتاز السرعة اللازمة للأفلات من الجاذبية الأرضية!!! 

_الجندى: نعم، لقد صار فى الفضاء الأن. أن هذا الصاروخ لا يتخذ مداراً ثابتاً، يبدو و أنه صاروخا موجهاً.

_الظابط: ماذا عن مساره؟

_الجندى: اللعنة أنه يتجه ألينا مباشراً.

_الضابط (متحدثاً عبر جهاز الطوارىء):على الجميع أتخذوا أوضاع التأهب القصوى، على الجميع أتخاذ أوضاع التأهب القصوى، القاعدة تتعرض للقصف، أكرر القاعدة تتعرض للقصف، هذا ليس تدريباً.

وألتفت الى جندى أخر سائلاً: هل الأنظمة الدفاعية مستعدة؟الجندى: دائماً يا سيدى.

الضابط: و الأقمار الصناعية الدفاعية؟؟؟

الجندى: على أُهبة الأستعداد.



الضابط: أذاً قم بتفجيره فى الفضاء الخارجى قبل أن يصل الى مدار القمر... و صرخ الضابط فى جهاز أتصال أخر قائلاً: من (عين حورس) الى الموقع 6، أطلق طوربيداً فضائياً باتجاه القذيفة المجهولة.



و دوى صوت انفجار مرُوع فى الفضاء...



الجندى: يا اللهى...أن اصاروخ مستمر فى طريقه الينا!!!!



الضابط: ماذا!!! قوموا بتفعيل جميع المضادات الصاروخية اذاً.


و أنطلقت نيران القاعدة و قذائف الأقمار الصناعية صوب الصاروخ محيلاً ليل القمر الدائم الى جحيم مُستعر...



الجندى: سيدى، ان مع كل انجار يحدث فأن غلاف القذيفة يتحطم و تخرج منها قذيفة أخرى، يبدو و أنها قذيفة مُحصنة بعدة طبقات من درعٍ واقىٍ.



الضابط: اللعنة و لم يُطلق أحدهم قذيفة علينا بهذا الشكل...شغِل الدرع الواقى للقاعدة...قُم بتفعيل حاجز الأشعة على القاعدة كلها.



لكن قبل أن تقوم نبضات الطاقة باعتراض القذيفة و تدميرها قامت الأخيرة بتعديل مسارها بشكلً لا يُصدق و تجاوزت القاعدة.



نظر الضابط ذاهلاً الى شاشات المراقبة الى القذيفة التى كانت قد تجاوزت القاعدة بالفعل و هتف متسائلاً: عجباً، لم تجاوزتنا!!!الى أين تتجه!!!



الجندى: انها تتجه الى الجانب الأخر من القمر.



الضابط: رباه، انها متجهة الى حيث توجد مناجم (القمرنيوم)، قد كان فخاً اذاً...صُوب دروع الطاقة نحو المناجم هيا.



الجندى:لا أستطيع سيدى، أن توجيه الدروع ناحية القاعدة قد أستهلك الكثير من الطاقة...لا وقت عندى من أجل أعادة الشحن.



الضابط: يا اللهى...المناجم...


و دوى الأنفجار...


القطب الشمالى ، القاعدة المصرية (رمسيس) بعد قليل:



دلف العميد(رمزى) الى مكتب اللواء (أدم) مسرعاً منزعجاً بسبب ما عرفه من أنباء قذف قاعدة القمر و ما ان استقر بالداخل حتى أشار اليه اللواء (أدم) أن أجلس.



رمزى: سيدى ماذا حدث!!! من قام بأطلاق تلك القذيفة على القاعدة القمرية!!! و من أى مكان!!!



أدم:لا أدرى يا رمزى، سوف يقتلنى التفكير.أن اطلاق تلك القذيفة و من ذلك الموقع تحديداُ يعنى أن أحدهم قد قام بالأستيلاء على أسلحة القاعدة الراقدة تحت الأعماق.



رمزى: لكننا قد فقدنا الأتصال بالمجموعة كلها.



أدم:أدرى، لكن هل يكون هناك من قام بالأستيلاء على الأسلحة بعد ما قتل رجالنا هناك؟ أم أنه...



رمزى: هل تقصد أن هناك خائن بيننا؟؟؟



أدم: أخشى ذلك.



و هنا دوى صوت ضابط الأتصالات عبر جهاز الأتصال داخل القاعة: سيدى القائد ، لدينا اتصال من قاعدة قاع المحيط....ماذا!!!قالها (أدم) و (رمزى) معاً و هما يهرعان الى شاشة الأتصال و التى أرتسمت عليها صورة (عيسي).



أدم: (عيسي) ماذا حصل!!! ماذا حًل بكم، لما أنقطع الأتصال!!!



عيسي: خيانة يا سيدى، خيانة.



أدم: الببلاوى؟؟؟ أتعى ما تقوله يا (عيسي) أن (الببلاوى) من أخلص الرجال و من أكثر قادة أعماق المحيطات احترافاً و كفائةً بل هو الأفضل على الأطلاق.



عيسي:و هذا هو المخيف فى الأمر.



أدم: أخبرنى بما حدث.



عيسي: ما أن شرعنا بالدخول الى القاعدة حتى بدأ باطلاق النار علينا لواحد تلًو الأخر.



رمزى: بواسطة الطوربيدات الفراغية؟



عيسي: نعم أن تلك الطوربيدات اللعينة ذات قُدرة تدميرية رهيبة و بما أنها مصنوعة من ذات معدن الغواصات فلقد أصبحنا عاجزين أمامها.




عيسي: قد نجوت بمعجزة اذ قذف بي الأنفجار الى داخل القاعدة. لكن لما لم تُجدى طوربيداتنا نفعاً أمام غواصته!!! بين طوربيداته هو سحقت باقى غواصات زملائى سحقاً!!!



رمزى: الأن تأكدنا  من قام بتبديل الطوربيدات قبل الأقلاع. لكن لماذا ما هو هدفه من وراء ذلك!!



عيسي: أننا نجابه مخبول أخر يهدف الى السيطرة على العالم.



أدم: لا تهزى يا رجل. يقوم بالسيطرة على العالم و هو تحت قاع المحيط!!!و بمساعدة من!!!الأسماك!!!



عيسي: لا يا سيدى، أنه قام بانشاء جيشه الخاص بالفعل.



أدم: ماذا تقول يا (عيسي) !!!هل قام بصُنع جيش من الروبوتات القتالية أم ماذا!!!



عيسي: لا، بل لديه جيشه الخاص المؤلف من....من سكان باطن الأرض.



أتسعت عينا (أدم) و (رمزى) من الدهشة و هتف الأخير قائلاُ: و من يكون سكان باطن الأرض هؤلاء!!!



عيسي: مخلوقات ضخمة تُشبه ألأنسان تشريحياً لكنها تُقارب العشرة أمتار طولاً، وجهاها مُسمط بلا أىً ملامح الا من فتحة تشبه فتحة الفم عند البشر و جسدها صخرى و هى أقرب لشكل مومياوات ملفوفة بالأشرطة و أكاد أُجزم أنها عمياء كذلك فلا يوجد أى ضوء فى ذلك المكان البغيض.



أدم: و كيف يتواصلون مع (الببلاوى)؟



عيسي: بالموجات فوق الصوتية تماماً كما تتواصل مع بعضها البعض.



أدم:و ماهو هدفه بالضبط؟



ضحك(عيسي) حتى دمعت عيناه و قال: عذراً يا سيدى، لكن الا يبدو الأمر جلياً لك!!! أنهم يستعدون للغزو.



أدم: الغزو!!!



عيسي: طبعاً، أتحسب أنه سوف يقوم بالأتصال و يطلب مبلغاً من المال ذا كثيراً من الأصفار أو مكوكاً فضائياً ينقله الى مجرةً أُخرى!!!أنه الغزو القادم من باطن الأرض مروراً بالكوكب و وصولاً الى بقية كواكب الأتحاد الفضائى، أنها السُلطة المٌطلقة, السيطرة المُطلقة.



أدم: حسناً يا (عيسي)، يمكنك أن تنتظر التعليمات سوف أُبلغ الرئيس.



عيسي: أمرك سيدى.



و أنقطع الأتصال...



رمزى: سيدى هل تصدق (عيسي)؟



أدم: نعم يا (رمزى).



رمزى: لكن لما لا يكون هو الخائن و يقوم بتلفيق الأمر كله الى (الببلاوى) الذى من الممكن أن يكون قد قتله بالفعل. حتى لو كانت قصته حقيقية فكيف عرف ما عرف!!!ألا يبدوذلك غريباً!!!ألا يثير الدهشة!!! 



أدم:أنها (عين حورس).



رمزى: (عين حورس)!!و ماذا تكون تلك!!!



 انه مشروع مُصنف تحت بند سرًى للغاية يا (رمزى)...كان هذا هو صوت الرئيس المصرى قادماً عبر جهاز الأتصال...



أنتبه القائدان و قاما بأداء التحية العسكرية الى القائد الأعلى، الذى أسترد قائلاً: أجلسا يا سادة، لقد سمعت المحادثة بينكم و بين (عيسي) و أقول لكما أن ردنا جاهز.



رمزى: لكن ما هو (عين حورس) يا سيادة الرئيس؟؟؟



الرئيس: أسمعنى جيداً يا (رمزى) ، أنه مشروع سرُى يهدف الى السيطرة على القيادات و اكتشاف الخونة بأسرع وقت.



رمزى: كيف؟



الرئيس: أننا نقوم بزرع شريحة سيتوبلازمية ذات أبعاد( نانومترية) فى دماغ القادة العسكريين و نوابهم دزن أن يشعروا أو يعلموا حتى بذلك.



رمزى: لماذا؟



الرئيس: من أجل المراقبة و الأنذار، فى تراقب دائماً كيمياء المخ و نشاطه الكهربائى و عند حدوث انفعالات كهربائية او كيميائية نتيجة لأضطرابات فى التفكير فيما يتعلق بالعقيدة القتالية، فأن تلك الشريحة تعمل مباشراً.



رمزى: لا زلت لا أفهم شيئاً.



الرئيس: لدينا الملفات النفسية و العقلية لكل القادة بالأضافة الى تسجيلات للنشاط الكهربائى لدماغ كلُ منهم الصادرة عند صدور الأوامر العسكرية و عندما يحدث اختلاف فأنها تعمل فوراَ.



رمزى: و ما هو عملها بالضبط؟



الرئيس: أنها تقوم بارسال كافة المعلومات التى فى العقل المُنزرعة فيه الى الشريحة المُكملة لها فى العقل الأخر،أى عقل نائب القائد ثم تتحلل تدريجياَ حتى لا يتم اكتشافها من قبل الخائن.



رمزى: اذاً ان (الببلاوى) لا يعرف أننا قد أكتشفناه، هذا رائع.



الرئيس: و الأن يا (أدم) فلتقم بصٌنع غواصة جديدة بأخر مما تبقى لدينا من ذلك المعدن المُسمى (القمرنيوم) و لسوف أُرسل لك خيرة جنودنا من كافة ربوع الجيش و لتسحقوا هذا الخائن سحقاً....و أغلق الرئيس الأتصال.



أدم: و الأن يا سيادة العميد يُنقصك فقط أن تعرف أن ذلك المشروع قد أُطلق عليه أسم (عين حورس) نسبةً الى النسر الفرعونى (حورس) و الذى كانت عيناه تريان و تحرسان (مصر) من الفضاء.



رمزى: نعم يا سيدى.



أدم: والأن قُم برفع حالة الطوارىء داخل القاعدة الى الحالة القصوى، حالة الحرب الكونية فنحن لا نعلم ما سوف يُقدم عليه ذلك (الببلاوى) الخائن. كما أننى أريد تلك الغواصة جاهزة خلال بضعة ساعات.



رمزى: أمرك سيدى....و أنصرف يُتفذ الأمر....







أعماق المحيط الهادىء، لاحقاً:



أخذت الغواصة (تمساح النيل) تشُق أعماق المحيط الهادىء فى طريقها نحو القاعدة (المجد) الرابضة تحت القاع و من داخلها هتف قائد المجموعة القتالية المصرية فى جنوده قائلاً:



أرجو الأنتباه يا سادة...أرجو الأنتباه يا جنود وادى النيل...وادى النيل...أنى أتسائل ماذا تعنى الكلمة تلك لديكم!!!نه منشئنا، أليس كذلك؟ ألا يستحق الموت من أجله؟نعم يستحق...أن أمامنا خطرُ داهم غريب،لا نعلم عنه سوى أقل القليل...أعلم أنها رحلة بلا عودة...لكن من منا مستعد كي يكُن ذهابه أماناً لأهله؟ أماناً لأحبائه...أماناً لمصر....أمستعدون للموت يا رجال...



هتف الرجال جميعاً: النصر أو الشهادة.



القائد: حسناَ يا وحوش الأعماق أرتوا بذلاتكم الواقية و تأكدوا من فاعلية أسلحتكم الفوتونية و السيتوبلازمية فالله وحده يعلم ما الذى ينتظرنا هناك.



و جاء صوت قائد الغواصة عبرجهاز الأتصال الداخلى للغواصة قائلاً: برجاء الأنتباه، سوف نصل الى قاع المحيط خلال دقيقة واحدة، قوموا بثبيت أنفسكم جيداً اذ اننا سوف نقوم بالحفر فى القاع متسللين الى القاعدة.



و من داخل غرفة القيادة أعطى القائد أمراً للكمبيوتر ببدأ الحفر مُستخدماً أشعة الليزر تمهيداً لأختراق القاع...


    


القائد: أن معدلات الحفر تتم بمعدل ممتاز.



المساعد:نعم، و لسوف نصل الى القاعدة خلال دقائق و بلا بصمة صوتية أو حرارية تتسبب فى أكتشافنا.



القائد: ربما يا عزيزى، ربما.



المساعد: لست أخاف الموت أيها القائد، لكننى عندما أموت سوف أتسبب فى كثيراً من الألام للأعداء و الخونة.



القائد: كلنا ذلك الرجل. كيف حال القياسات عندك؟



المساعد:one hundred sixtyطناً/بوصة المربعة لكن بدن الغواصة يحتمل بشكلٍ مدهش.



القائد: حسناً، أن بدن القاعدة على بُعد عشرة أمتار،و هتف عبر جهاز الأتصال الداخلى: أستعدوا للأختراق جميعكم هيا.



و قامت الغواصة بأختراق بدن القاعدة بنجاح... لكن فجاء اهتزت الغواصة بعنف و بقوة و كأنها قد تلقت ضربةً بيدٍ قوية...



و من داخل الغواصة صرخ قائد الجنود: ماذا يحدث!!!



قائد الفواصة: هناك ضربات قوية تتلاقها الغواصة، ضربات قوية للغاية...يا اللهى أن قوة الضربة الواحدة تُحدث ضغطاً على بدن الغواصة يُبلغ 500طناً/ البوصة المربعة...أن بدن الغواصة لن يحتمل طويلاً...أستعدوا للأخلاء...أستعدوا للأخلاء فوراً...



لكن قبل أن يُحرك أحد ساكناً كانت الغواصة  قد تلقت ضربة أقوى من كًل سابقتها أحدث فجوة مُرعبة فى جانبها الأيمن قبل أن تهوى على قاع القاعدة و ترتطم بها فى عُنف، ثم أطبق الصمت و الظلام المُطبق بعد ذلك تماماً...



_هل الجميع بخير؟؟؟تسائل قائد الجنود.



أحد الجنود: بخير يا سيدى كلنا بخير، أن تلك البذلات الواقية أدت دورها على أكمل وجه.



القائد: حسناً، أستعدوا للخروج.و أبدوا ألأنتشار بحذر.



و ما أن خرج الجميع من الغواصة حتى هتف أحد الجنود:سيدى، ما كُل هذا الهدوء!!!و ما كان هذا الذى كان يضرب بدن الغواصة حتى كاد أن يقصمها الى قسمين!!!



القائد: من أو ما...كم كُنت أتمنى أن أعرف.



الجندى: أتعنى أن...



لكن قبل أن يُكمل الجندى سؤاله كان الظلام المُطبِق من حولهم قد تحول الى نورٍ وهاج يبدو وكأن الف شمسً قد سطعت مرةً واحدة مما أربًك معدات الرؤيةِ لديهم و من أمامهم برِزِ (الببلاوى) قائلاً: مرحباً بكم فى قاعدتى.



القائد: ويلاً لك أيها الخائن.



الببلاوى: تأدب يا هذا، فأنا أعلوك رُتبة، أنا هو القائد.



القائد: نعم، قائد الخونة.



الببلاوى: لا أيها الغبى بل قائد عالمكم كله.



القائد:اااه نسيت أنك تستعد للغزو مع حفنة من الأسماك و الصخور الحمقاء مُثلك.



الببلاوى: أعذرنى يا هذا، فلقد نسيت أن أقدم لك جيشي الخاص....هجوم...



و مع انتهاء صيحته برزت من تحت الأرض مئات من المخلوقات العملاقة التى تُشبه الأنسان تشريحياً لكن طولها يزيد عن العشرة أمتار ذات أجساد صخرية تبدو أشبه بالموميوات الملفوفة بشرائط و ذات سيقان تبدو كسيقان الماعزو ذو ايدٍ بلا ايةً اصابع ولا توجد فى رأسها أىً فتحات سوى من فتحة فم عملاق و كانت تتحرك فى خفة عجيبة لا تتناسب أبداً مع ضخامة أجسادها...و أنقضوا على الجنود...



أضرااااب، قالها القائد مخاطباً جنوده، و لكن حتى قبل أن يُكمل صيحته كان الجنود المُحترفين قد أطلقوا وابل أسلحتهم الفتاكة على المخلوقات لكن من قذائفهم ما طاش فى الهواء بسبب خفة حركة المخلوقات و ما وصَل منها لم يُحدث تأثيراً يُذكر، اذ أخذت الأخيرة تجتاح الجنود و تقتلعهم من فوق الأرض.....و تبتلعهم...



صرخ القائد فى جنوده: فلتستعدوا لتفجير أنفسكم داخل تلك المخلوقات اذا ما قامت بأبتلاع أحدكم، الى القتال جميعكم هيااااا



لكن فى اللحظة التالية وجد القائد نفسه بيدِ يدىً واحدة من تلك المخلوقات و قد طار فى الهواء و سقط فى فمه، و من داخل فم المخلوق كان القائد يصرخ فى جهاز الأتصال من داخل درعه الواقى مخاطباً القيادة: اللعنة،أن المؤشرات تُسجل درجة عالية جداً من الأحماض التى لم نعرف لها مثيلاً، أن بذلتى تنصهر...اللعنة أننى أحترق....أننى أذوب...يجب أن لا يصلوا الى السطح....يجب أن لا يصلوا الى السطح....و أنقطع الأتصال...








القاهرة، بعد بضع ساعات:



أجتمع مجلس الدفاع الوطنى الذى ضم قادة الجيش وترأسه رئيس الجمهورية و الذى كان يتحدث الى اللواء (أدم) عبر شاشة جهاز الأتصال.



الرئيس: (أدم) سوف نستعمل (رعد افضاء) كى نضع حداً لتك المأساة.



أدم: و ما هو (رعد الفضاء) يا سيدى الرئيس!!!



الرئيس:أنه سلاح جديد نتج عن تعاون القوات الفضائية و المخابرات العلمية التابعة للجيش. ألديك فكرة عن نظرية (صدى الفضاء)؟



أدم:بالتأكيد، فلقد تمكن علماء الفيزياء الفضائية فى التقاط أصوات من الفضاء السحيق و قاموا بتمييز بعض أصوات المشاهير منها كصوت (موسولينى) و قد كان هذا فى القرن العشرين.



الرئيس:تماماً، و هذا يُعد تطبيقاً رهيباً لنظرية (أينشتاين) القائلة "أن الطاقة لا تُفنى و لا تُستحدث من عدم و لكنها تتحول من صورة الى أخرى" بمعنى أن أى طاقة تم تحويلها الى طاقة صوتية لم تُفنى بل انطلقت نحو الفضاء.



أدم: لكن بما يفيدنا ذلك!!!



الرئيس:لقد أستطعنا ليس فقط ألتقاط تلك الأصوات بل اننا قد قُمنا بيتخزينها و تحويلها الى نبضات ذات قوة أختراق عالية جداَ.



أدم: مثل تكثيف الضوءو تضخيمه حتى يتولد الليزر؟



الرئيس: تماماً. و لقد قامت القوات الفضائية باختبار قوة (رعد الفضاء) على بعض النيازك و الكويكبات فكان تأثيره فتاكاً.و هذا أول جزءً من الخطُة.



أدم: و ماذا عن باقى الخُطة؟



الرئيس: لقد أكتشف علماء الجيولوجيا لدينا فى (البلوهول) شرق مدينة (دهب) فى سيناء، اكتشفوا النيزك الذى سقط قبل نحو 35 مليون عام فى (العصرالاولوجيسنى) و وجدوا فيه معدناً لم نرى له مثيلاً من قبل حتى أنه يفوق فى خصائصه المعدن الذى وجدناه فى باطن القمر.



أدم: القمرنيوم!!



الرئيس:نعم، و لقد أطلقنا على المعدن الجديد أسم (سوبر- سينانيوم) نسبة الى (سيناء) الحبيبة.



أدم: هذا مٌذهل.



الرئيس:و لقد قُمنا بالفعل بصنع كبسولات من ذلك المعدن الخارق و نقوم بتعبئتها الأن بأصوات الفضاء، و عند أنفجار تلك الكبسولات فسوف تصنع النبضات الصوتية القاتلة (رعدالفضاء).



أدم: أى أننا سوف نستغل زيادة سرعة الصوت تحت الماء لزيادة قوة تلك النبضات الفتاكة كى نضرب بها تلك الكائنات!!!



الرئيس: تماما، بالأضافة أننا نستغل تركيب تلك الكائنات الصخرى و نقطة ضعفها المُتمثلة فى تواصلها مع بعضها البعض بالموجات فوق الصوتية، لأنها عمياء بسبب انعدام الضوء هناك.



أدم: يا اللهى، أنه سلاحُ رائع سيدى.



الرئيس: نعم يا (أدم)، أستعمل (رعد الفضاء)، أستعمله تحت قاع المحيط. قُم بأخبار (عيسي) و من تبقى معه من الرجال اذا كان تبقى منهم أحداً أننا سوف نرسل اليهم بنادق (رعد الفضاء) بواسطة مقاتلتنا الحربية خلال ساعات، عليكم ب(رعد الفضاء) يا (ادم)، سوف تكون تلك المعركة الأخيرة.



أدم: أمرك سيدى.















 




شمال المحيط الهادىء، جرف(ماريانا)، بعد بضع ساعات:



حلق تشكيل من المقاتلات المصرية فوق جرف (ماريانا) و من داخل كابينة قيادة طائرة قائد التشكيل تحدث الأخير عبر اللاسلكى: من( نسر1) الى القيادة...قد وصلنا الى ارتفاع 11000 متراً فوق سطح البحر.



القيادة: من القيادة الى( نسر1)، أطلق القذائف الى  ما دون الأعماق و لتُفتح الكبسولات تلقائياً عند أختراقها لجدران القاعدة كى يتمكن رجالنا من أستعمالها.



نسر1: جارى التنفيذ، و تحدث الى باقى التشكيل قائلاً: من (نسر1) الى باقى النسور...ابداء العد التنازلى للأطلاق...Five،four،three،2،1 أطلق.



و أنطلقت القذائف (الجو-عمق) مخترقتاً الأجواء و ما أن لامست سطح الماء حتى أنفتحت و برز منها كبسولات معدن (سوبر- سينانيوم) و التى شقت الأعماق فى طريقها عبر باطن الأرض وصولاً الى جدران القاعدة. و ما أن وصلت هناك حت بدأت بأطلاق دفعات محدودة من (رعد الفضاء) نحو جدران القاعدة و التى تلاشت فوراً و من ثُم دخلت الكبسولات الى داخل القاعدة حتى وصلت الى أيدى المقاتلين فأنفك الغلاف الخارجى لها و برزت منها بنادق (رعد الفضاء).



و من داخل القاعدة تحدث القائد (عيسي) الى جنوده قائلاً: تذكروا أننا خط الدفاع الأخير.



أحد الجنود: لا تقلق أيها القائدظن فأنهم لن يستطيعوا الوصول الى السطح حتى فوق جثثنا.



عيسي: على بركة الله.



و أنطلق الجنود باحثين عن المخلوقات التى كانت تستعد الى الصعود الى السطح فأنقضوا عليها كالأسود مستعملين (رعد الفضاء) ضدهم...



عيسي: أطلق كما نشاء، أحموا ظهوركم.



و أنطلق (رعد الفضاء) يحصد المخلوقات محولً اياهم الى غبار و أحتمدت المعركة و تساقطت جميع المخلوقات صرعى و معهم مُعظم الجنود، و ما أن أنقشع غبار المعركة حتى خاطب أحد الجنود (عيسي) قائلاً: لقد سحقناهم، الحمدلله.



عيسي: فليرحم الله شهدائنا جميعاً، لكن المهمة لم تنتهى بعد علينا بذلك (الببلاوى) الخائن.أتبعونى فأنا أعرف مكانه.



لاداعى للبحث فأنا هنا....كان هذا هو صوت (الببلاوى) الذى ظهر أمامهم فجاء، و التفت الجنود حوله و كادوا أن يفتكوا به لولا أن صرخ (عيسي) فيهم :توقفوا.



الببلاوى: أراك صرت ذكياً يا (عيسي) و تعلم متى تتوقف، أشعر أنك تريد الأنضمام لي يا صديقى القديم.



عيسي: حتى و أنت مُقبل على الهلاك مازلت متكبراً!!!أتحسب أنك لن تموت أبداً!!!



الببلاوى:أتنوى أن تقبض على و تعاملنى كأسير حرب؟



عيسي: لا ، فأسرى الحرب هم أبطال أما أنت أيها الخائن فلك معاملة خاصة...خاصة جداً، و التفت الى جنوده أمراً أياهم أن قيدوه، و ما أن شرع الجنود بتنفيذ الأمر حتى صرخ (الببلاوى) قائلاً: ماذا تفعل!!!



عيسي: الجزاء من جنس العمل أيها القائد...السابق، الجزاء من جنس العمل...تذكر هذا جيداً لأنه اخردرساً سوف تتعلمه في حياتك البغيضة، و أمر رجاله أن أحملوه الى الحمام.



الببلاوى: ماذا تغعل!!!أنسيت من أنا!!!



عيسي: لطالما عشت متكبرا مغروراً تعامل الناس بأشمئزاز و الأن حان الوقت كى تموت شرً ميتة.



الببلاوى:توقف أنها جريمة حرب. 



عيسي: مازلت تقوم بقلب الحقائق كعهدك أيها الحقير، عجباً أن من قتل زملائه يتحدث عن جرائم الحرب. و  اربطوا تلك العارضة المعدنية فوق المغطس (البانيو) و قوموا بربطه من ذراعيه اليها، اريده أن لا تطال ساقيه القاع. و ما أن بدء الرجال بتنفيذ الأمر حتى جاء القائد (عيسي) بوعاء كبير مليئاً بالأحماض و شرع يسكب محتوايته تحت أقدام (الببلاوى).



الببلاوى: ماذا تفعل!!!هل سترمينى فى الحمض!!!الرحمة....



عيسي: الرحمة!!!يا لها من كلمة...أنسيت أنك قد قتلت جنودنا بأحماض تلك الكائنات اللعينة!!!



الببلاوى: لا لا لا الحمض لا أرجوك...



عيسي:أهداء يا صديقى القديم أهداء رجائاً، فأنت لن ترى نفس مصير جنودنا البواسل، أنهم أبطال قد قتلهم الحمض سريعاً و قد لاقوا ربهم شهداء، أما انت...أما أنت...



و أقترب منه (عيسي) و قام بتثبيت أثقالاً حول صدره ثم خاطبه قائلاً: قد فهمت الأن أليس كذلك؟



حدَق (الببلاوى) فى رعب الى (عيسي) محاولاً استيعاب ما يحدث و لكن قد أعجزه الرعب عن الفهم...



عيسي: سوف تهبط رويداً رويداً و بمنتهى البُطء حتى تلامس سطح الحمض الذى سوف يذيبك ببطىء.



الببلاوى: لاااااااا أرجوك لا.



عيسي: أتمنى أن تؤدى تلك الأثقال دورها جيداً فى جذبك نحو الأسفل كما أتمنى أن تكون على قدرٍ كافٍ من اللياقة كى تكافح أن لا تسقط فى هذا الجحيم أستعداداً للجحيم الذى يليه.



الببلاوى: سوف ينتقم جيشى المُنتظر رهن اشارتى تحت قتحة تصل بين عالمهم و بين عالمنا، أنهم بالملايين يا (عيسي) أن ما  قضيتم عليهم لم يكونوا سوى فوج استطلاع.



عيسي: عليك اللعنة، الأن قد أذلت أخر ذرة رحمة عندى من الممكن أن تكون قد تبقت لك، خُذ هذه.



الببلاوى: ماهذا الذى قمت بحقنى به يا (عيسي)!!!



عيسي: هذا سُم عصبى، فأنا لا أريدك أن تموت بالصدمة العصبية قبل أن ينصهر جسدك كاملاً أمام عينيك، و الأن أستمتع برحلتك المُلتهبة الى الجحيم....أنزلوه



تعالى صراخ (الببلاوى) و هو يلامس الحمض الذى أخذ يذوبه ببطء شديد و ظل يصرخ : لا ، لا يا (عيسي)لا...



عيسي: نسيت أن أقول لك أن تركيز السُم ليس قوية لدرجة أن يحرمك الأحساس الذى عشت طوال عمرك تفتقده بل أنه يُخففه قليلاً و هذا لعمرى تطبيقاً رائعاً للعلوم العصبية، لكنه لن يستمر طويلاً صدقنى...


    


الببلاوى: لا يا (عيسي) لاااا



عيسي: أسمى هو القائد (عيسي)...



و أنطلق القائد (عيسي) بصحبة رجاله شاقين الطرقات نحو البوابة التى تُفتح على عالم المخلوقات ، و من خلفهم تعلوا صرخات (الببلاوى) الرهيبة و كأنها صرخات الف شيطان ينصهرون فى الجحيم، صوت يكاد من شدته أن تنطفىء أشد النجوم بريقاً في سماء الكون اللامتناهى.



أحد الجنود: سيدى لقد بدأت المخلوقات فى الخروج من البوابة.



عيسي: أشتبكوا معهم حتى الموت، يجب أن لا يعبروا البوابة أبداً...أبداً.



أشتبك الجنود مع المخلوقات التى أخذت تتناثر و كأنها هبائاً منثوراً و احتدم القتال حتى هلك الجنود كلهم و لم يبقى سوى (عيسي) الذى أستطاع أخيراً الوصول الى البوابة و قام بقتل أثنين من المخلوقات كانا يحاولان العبور، ثم أستل من حزامه قنبلة تبدو و كأنها أتيةً من عالم أخر...قنبلة (رعد الفضاء).



أليكم بهذه أيها الملاعيين، قالها (عيسي) و هو يُلقى القنبلة الى داخل البوابة، تلك القنبلة الأرتجاجية الصوتية التى أُختُزِن فيها أصوات من الفضاء كى تتم مهمتها فى أعماق الأرض و دوى أنفجاراً رهيباً أهتزت له الكرة الأرضية ذاتها و ما أن هدأت الأمور حتى خاطب (عيسي) قائده اللواء (أدم) عبر جهاز الأتصال قائلاً: تمت المهمة بنجاح قد قضينا عليهم جميعاً و اهلكنا ذلك (الببلاوى) الخائن.



أدم: حمداً لله فقد أنتهى الكابوس. أستعد للعودةً الأن يا بطل.



عيسي: لا.



أدم: ماذا!!!



عيسي: المهمة لم تنتهى بعد، سيدى يجب أغلاق تلك البوابة نهائياً أننا لا نعلم ما يكمُن خلفها و صدقنى لا نريد أن نعلم.



أدم: أعرف هذا، لكن لا تقلق فقد تحرك الدعم فى طريقه اليك.



عيسي: لا وقت لذلك، فمُستشعرات الحركة لدىً تُسجل نشاطاً يأتى من خلف البوابة و لم يعد لدى من الأسلحة كى أقوم بصد هجومها، لكن لدي البديل.



أدم: ما هو!!!



عيسي: أن (رعد الفضاء) يقوم بتفتيت تلك الكائنات الصخرية أما بالنسبة للكائنات العضوية فالأمر مختلف، أنه يجعلها صلبة، صلبة للغاية...صلبة الى حد لا يوصف.



أدم: لا افهم...



و هنا قام (عيسي) بأخر شىء يخطُر على بال بشر، اذ قام بغلق الفتحة بجسده و شحذ بندقيته بأقصى طاقتها و قام بتوجيهها نحو جسده، و خاطب (أدم) قائلاً:  و الأن يا سيدى أنت تعلم من سوف يقوم بغلق تلك البوابة والى الأبد.



أدم: لا يا (عيسي) أعرض عن هذا.



عيسي: فات الأوان أيها القائد...فات الأوان.......و أطلق الزناد.



القاهرة، بعد three hundred عام:



ألتف الأطفال فى ميدان هو الأجمل فى (القاهرة) و العالم و طفقوا يشاهدون جسد محارب ممسكاً ببندقيته و يقف شامخاً وسط الميدان، و من أمامهم هتف المرشد السياحى:



_و هكذا أيها ألعزاء، كانت تلك البطل القائد (عيسي) الذى أنقذ العالم ن غزو قاع المحيط.



_أحد الأطفال: و هذا هو تمثاله؟؟؟



المرشد: لا، أنه جسد البطل ذاته الذى تحجر مغلقاً بوابةً الى الجحيم. و لقد أستاطعت قواتنا البحرية استخراجه بعد أن قضوا تماماً و نهائياً على تلك المخلوقات.



الطفل: لكن لم أشعر أن عيناه تنظران الي!!!



المرشد: أنه شعور كل يراه، لكن لا أحد يعلم لماذا!



الطفل: و ما هذا المكتوب هناك على تلك اللوحة الجرانيتية؟؟؟



المرشد: هذا أخر ما قاله البطل و سمعه قائده قبل أن يُطلق الزناد.



و قرأ الطفل:



قالوا لى أتحبها؟؟؟



قلت لطالما أخذنى الشوق لها...



قالوا لى الى أى حدٍ يأخذك الشوق لها...



قُلت يأخذنى الشوق لها حتى و نا تحت الثرى...



قالوا لى و ماذا تريد أن نقول لها؟؟؟



قلت قولوا لها أننى أحبها...



قالوا لى الى أى حدً تحبها...



قُلت هذا سرٌ بينى و بينها...



قالوا لى و ماذا قد قدمت لها؟؟؟



قُلت قد حاربت عدواً و قهرت خائناً من أجلها...



قولوا لها أننى مغادر الأن...



و كلِ شوقاً أن أراها فرحةً الي أخر الزمان..


يا مصر.

عمق
DR. ‎Sameh ‎Hadhoud

تعليقات

14 تعليقًا
إرسال تعليق
  • Esraa hassib photo
    Esraa hassib13 مارس 2022 في 3:29 ص

    It’s a fertile and fantastic novel,go ahead 👏👏👏👏

    حذف التعليق
  • غير معرف3 أغسطس 2022 في 5:20 م

    رائع

    حذف التعليق
  • غير معرف26 مارس 2023 في 3:20 م

    Amazing 👏

    حذف التعليق
    • غير معرف16 أغسطس 2023 في 3:16 م

      جميلة يا دكتور 👏👏👏

      حذف التعليق
      • غير معرف2 سبتمبر 2023 في 6:45 ص

        جميل يادكتور

        حذف التعليق
        • غير معرف2 سبتمبر 2023 في 6:48 ص

          كما عهدنا منكم البراعة في الاسلوب والكتابة والسرد

          حذف التعليق
          • Reem Khalid12 يناير 2024 في 2:15 ص

            ابدعت ي دكتور 🩵..

            حذف التعليق
            • غير معرف6 أبريل 2024 في 1:29 م

              معلومات رائعه جدا ياريت تنشر باستمرار

              حذف التعليق
              • غير معرف10 أكتوبر 2024 في 1:31 م

                جميل جدا ♥️

                حذف التعليق
                • غير معرف5 مايو 2025 في 2:59 م

                  الله اكبر

                  حذف التعليق
                  • غير معرف6 مايو 2025 في 5:55 ص

                    بالتوفيق دوما يارب

                    حذف التعليق
                    google-playkhamsatmostaqltradent