عشت عمري متطلاعا الي الكون الفسيح...
محاولا رسم وجهك علي نجم بعيد...
نجم يحترق هناك في اعماق الكون السحيق...
و آخر جاره يشع نوراً لا يزال وليد...
قاطعاً مسافات لا يدركها اي خيال بعيد...
مدركاً عيناي اللتان لطالما نظرتا وراء القرميد...
مداعبا عيناي اللتان باتت دوماً ترقب شيئا بعيد...
عياني اللتان رات احرف اسمك قادمة من فضاء لا متناهي سحيق...
لا ادري ابكت عيناي وقتها ام بكي الكون العنيد...
الكون الذي ابكاه فرحي و بات يرقب علي الخد أدمعي...
مخاطباً إياي إن لن تدركك اليوم سوي دموع الفرح و هذا حق و وعيد...
قلت له يا كون لم قد اخرت علي النداء!!!
و انا الذي عشت دوماً منتظراً لحظة سناء...
لكم احببتك يا كون و انت غامض مريب...
و لطالما استرقت السمع فيك دوماً مرتقبا نداء حبيب...
و لطالما اجبتني يا كون دوماً بصمت مهيب...
و لطالما شعرتك مظلما كثقب اسود رهيب...
لكنني كنت ايقن دوماً إن نور شهبك سوف يضيء الليل الغريب...
ليل قد زارني كثيراً و كاد ان يطفىء نورا كان دوماً قريب...
ليلا قد حفر في عقلي ذكري لكل ما هو مريب ...
ليلا كان قد اطفيء فرحة الماضي و ابعدني عن كل حبيب...
ليلا قد ضن علي ان استشعر رحمة من هو لكل نداء مجيب...
ليلا كاد ان يفقدني رغبة في إن احلم بما هو حتي قريب...
و لطالما عشت في الليل مخاطباً كل من لا يجيب...
حتي إن بصري اخترق بحار و محيطات ولا من مجيب...
أواه يا ليل كم كنت علي قاص عنيد...
مع انني كنت لك دوماً وفي سنيد...
قد خدعتني يا ليل إذ كنت دوماً سرابا بعيد...
خاطبني الكون قائلا إن لا تحزن و لا تدمع عيناك من جديد...
قد حملت لك حروفاً من نور تكن لك دوماً فرح جديد...
و قد طالت المسافات خلالي لانني سحيق مديد...
و قد حملت الفرح اليك مضياء ليل البيد...
لكل وقته و لقد اتيت اليك بفجر جديد غير بعيد ...
مانحا اياك فرح عمقه كالكون او يزيد...
سالته و ماذا عن صوت الفرح يا كون! هل لك من سبيل؟؟؟
تبسم الكون قائلا إلا تعرف ان لدي دوماً بديل...
فصوت ميلاد كل نجم هو صوت فرحك القريب...
و رعد فضائى سوف يشدو معك أنشودة الحبيب...
غني مع الفضاء، ابشر ولا تخف ففي الوجود حبيب...
لطالما طافت روحه الكون و قد ظن مثلك ان لا من مجيب...
فتلاقت روحيكما في فضائى السرمدي الغريب...
فانجرفتا في ابعاد لم تتخيلا لها ابدا يوماً اي وجود...
و ها قد ادركتما معا سماء دنيا ستضيء لكما فجر يوماً جديد....
و لسوف ينهال المطر راويا كل من هو ظمآن وحيد...
و لسوف تغدر قصتكما أملا لكل مشتاق وحيد...
لكل من لم يفقد الأمل يوماً و إن هناك فجرا جديد...
قلت له يا كون و ما ادراني إنه ليس إلا حلم سعيد...
فقد أضناني الشوق دوماً إن اري حلمي الوليد...
فكيف اصدقكك قولا و انت غامض مريب...
كيف آمنك حلما و انت لا قريب ولا بعيد...
خاطبني قائلا، اعلم انك لم تفقد الامل يوماً...
و اعلم انه علي قدر صبرك يكن الجزاء دوماً...
فلا تعبأ بما ما فات و أنظر لما هو آت...
فأعماقي كانت دوماً اكبر من كل توقعات..
فبعزة من خلقني لن اتواني عن إسعادك انت بالذات...
أتصالحني مع نفسي ام مع الدنيا يا كون!!!
ام انك تبرر تأخرك علي انا بالذات!!!
اتعلم انني قد قطعت القرون سفرا باحثاً عن حلم الذات!!!
ام انك تحسب إن عمري كله لا يعد بالنسبة لك اي مسافات...
يا كون لن اخطو خطوة آخري دون حلمي الجميل...
يا كون لن اري بعد اليوم سوي ما كان يوماً مستحيل...
يا كون لن انطق بعد اليوم سوي ان لا مستحيل...
يا كون لن اسمع بعد الآن إلا نغمك الاصيل...
يا كون لن احيي بعد اليوم إلا في عالم قد كد ظننته دوماً خيال...
عدني يا كون انك لن تؤخر علي حلمي بعد الآن...
عدني يا كون انك لن تحجب عني فرحي الي آخر الزمان...
عدني يا كون إن لا تحرمني كياني بعد الآن...
عدني يا كون إن لا تداري عني حبيبي منذ الآن...
عدني يا كون إن تكن لي حليفا الي آخر الزمان...
بكي الكون من لهفتي و خاطبني إن كفكف دمعك يا انسان...
فلو ادركت فرح روحها لما بكيت ابدا بعد الآن...
و لا كنت بكيت يوماً علي اي شيء كان...
قد اهديتك إياها و هي لم تكن لك ابدا في اي حسبان...
اعلم انها قد خلقت من اجلك حتي من قبل خلق الاكوان...
لكنها مثلك لم تعرف لها ابدا مكان و لا زمان...
و لطالما قد سارت اليل تائهة بلا عنوان...
لكن نورا قد سطع في سماء ليلها دون إستئذان...
فقد شكت إلي كثيراً و ظنت ان لا مجيب...
و ظنت إنه في الكون الواسع لا من حبيب...
و لطالما حدثت البحر عن مد و جزر السنين...
و لطالما فاض الدمع عيناها حتي ملئ البحر الحنين...
و لطالما اشجي صوتها عيون الليل الحزين...
و لطالما شكت إلي موج البحر حتي ابكت الشطئان...
و لطالما دعت دوماً الي رب لم يكن بها ابدا يوماً ضنين...
و لطالما استرقت السماء سمعا حتي اتاها صوت الحنين...
فوالله لن يغفل عنكما ابدا الخالق الرحيم...
و اليوم اهديكما بعضكما عوضا عن غدر السنين...
إمضيا مسامحين سائرين في الليل مضئيين إياه...
إمضيا سويا في و أضيا الليل مخبرين إياه...
إن لا حزن بعد اليوم، فقط الفرح و لا شيئا سواه...