أحبك أنت...كما أنت..ليس لأى شىء آخر...
أحبك أنت لأنك أنت... بسهواتك و أخطائك...
أحبك أنت...لأنك أنت...كما عرفتك و كما كنت...
أحبك أنت ...و لو تمرد الكون و رفض الواقع...
أحبك أنت...و لكنك لا تفهم و لا الكون ذاته يفهم..
أحبك أنت...و لم أجد لك فى الكون بديلاً...
أنى أريدك أنت لأنك أنت...
أواه يا ليل العاشقين...ما أقساك...أما من رحمة...
ويلك يا أدم...ألم تجد غايتك غى الأرض...
أم رفضت أن تكون سوى نفسك و لو تمردت على الكون ذاته...
هل يراضيك الكون يا أدم...أم أن للقدر رأى آخر...
قد أخترت قدرك يا أدم أم قد أختارك القدر...
لم تدري بعد...أليس كذلك يا أدم...
فلنتابع معاً صفحة أخرى من صفحات حياة أدم الحائرة بين جنبات الكون ذاته...
إهداء....إلى أحد سكان هذا الكوكب الذى دعمنى لأجل إتمام هذا العمل حتى اللحظة الأخيرة.
ملحوظة: جميع الحقائق العلمية في هذا العمل موثقة علمياً.
ألقاهرة، العام 3461 م:
إنها ليلة أخرى فى حياة أدم، ليلة صيفية أخرى يقضيها من حياته وحيداً بعدأن ذهبت روبينا....روبينا حبيبته...روبينا زوجته...زوجته الغير بشرية...روبينا أميرة الكوكب روبى...زوجته التى خانها مع نفسها!!! زوجته التى أحبها لأنها هى و لم تكن هى بل كانت شخصاً آخر قد أحبه و حسبها أنها هى و لم تكن هى لكنها كانت هى...كانت الحب المستحيل...لكنها هى لم تعترف بالمستحيل و قدمت كل شىئ من أجله...ضحت بالغالى و النفيس من أجله...عرشها..ملكها...حتى كيانها ذاته...فقد تمثلت فى صورة بشر و عاشت معه كزوجة بشرية على كوكب الأرض لمدة عقداً من الزمان...
جائت من الطرف الآخر الكون من أجله...فقط من أجله...لكنه لم يفهم..لم يستعوب...فكان ذلك فوق مستوى إدراك البشر...و هو إنسان..مجرد إنسان له قدرة على الإستيعاب...هل أحبها!! نعم لقد عشقها...عاشها...تنفسها...لكنه فى ذات الوقت لم ينسها...لم ينسها أبداً..لم ينسها فى هيئتها الأولى التى أحبها عليها عندما ضحت بحياتها مُفتديةً حياته قبل أكثر من عقداُ من الزمان هناك عند حافة النظام الشمسى ، و عندما ألتقاها للمرة الثانية على المريخ لم يكن ليستوعب إنها لاتزال حية بعد ذلك الإنفجار المروع مسبوقاً بعبارتها الأخيرة...سأكون لك يا أدم...لكن ليس فى ذلك العالم...سأكون لك فى عالم أفضل يا أدم فلا تكن لغيرى...آه لو تعلم يا حبيبي..
أه لو تعلم يا حبيبي!!! لازالت تلك العبارة تشق سكون ليله الأبدى شقاً لم يعد ليتحمله قلبه المنهك...لازال يسمعها كلما ذهب فى مهمة فى ربوع الكون الفسيح...هل أنطقت الكون ذاته يا روبينا!!! فما بالك بى!!! بي أنا يا روبينا!!!
نعم، فذلك المقاتل الفضائي لم يلق نصفه الأخر فى كوكبه بل و لا من المجرة بأسرها، بل وجد مبتغاه فى فتاة من مجرة أخرى...روبينا أميرة الكوكب روبى...لكن هل هذا ذنبه!!!هل هذا وزره!!! ما أقساك يا كون!!! يوما تهدينى الحب يكون الحب المستحيل!!! ما أقساك يا كون!!! ما أقساك...رباه
ماذا فعلت بنفسك يا أدم!!! ألم تجد من فتيات البشر من تسكن فؤادك!!!
أنا بشر...أنا إنسان...لا أملك الخيار فيما يتعلق بالحب...
أجننت يا رجل!!! ما بالك!!!
لا أدرى...حقاً لا أدري...فقط تستطيع أن تسأل الكون..أسئله...أسئله لما قد فعل بى ذلك!!! سله لعله يجيبك...
لكنها كانت لك...كانت معك..كانت لك طوال عقداً من الزمان يا رجل...
كانت هى و لم تكن هى...أتفهم!!!
بلى، لكنها كانت هى..
كلا، لازلت لا تفهم...
أخبرنى...لعلى أفهم...
لما لم تخبرنى بالحقيقة منذ البداية!!! لم أصرت على العيش داخل إطار بشرى!!! أنا كنت أتمناها في أى شكل..فى أى حال...هل تفهم!!! فى أى حال...
لا يا أدم...أنت الذى لم تفهم...لم تفهم أبداً...
ماذا تعنى!!!
هى تعرفك أكثر من نفسك, تدرك روحك أكثر منك يا أدم، أدركت طباعك البشرية ، و تدرك رفضكم للأخر...رفضكم للمختلف, تعلم عنصريتكم و تعاليكم يا أدم...و رغم كل ذاك فقد فضلتك عن سائر سكان الكون...
لقد خدعتنى...نعم لقد خدعتنى..
أتتهمها بالخيانة يا أدم!!
بالتأكيد!!!
لما!! لأتها قد صارت هى كى تتغلب على طباعك البشرية و تتخذها زوجة لك!! يا لك من جاحد!!!
كان يجب أن تصارحنى...
و هل كنت ستقبل!!!
نعم...
أكيد أنت!!!
...نعم
كاذب...
لست بكاذب...
كاذب...
أخرس...
لن أخرس..
قلت لك أخرس، توقف عن الكلام...
لا, لن أسكت يا أدم...أخبرنى يا أدم..حدثنى أنت عن نفسك...ألم تقم بخيانتها!!!
ماذا!!! عم تتحدث!!! لم أخنها يوماً...لم أخنها لو للحظة...
قد قمت بخيانتها يا أدم...
كيف!!!
لدوماً كنت تفكر بها...تفكر بها و هى معك...عشت معها و أنت مشغول بها...عشت معها و ذهنك معلق بالفضاء حيث وجدتها و أحببتها بينما هى معك على ظهر هذا الكوكب..و عندما قامت بإختبار وفائك لها...رسبت...رسبت بكل جدارة يا أدم...هناك على المريخ..
لم أخنها...أخونها مع نفسها!!! أى جنون هذا!! كنت أحسبها قد ماتت فى ذلك الأنفجار المروع و لما وجدتها لم أتمالك نفسى...
كانت معك...
كانت هى و لم تكن هى...رباه سوف أصاب بالجنون...يا رب السموات
أنه خطئك...أنت لا تغفر يا أدم..لا تسامح...و هى تعرف ذلك..و ألان أنت تريد من الكون ذاته أن يقوم بالإعتذار لك...يا لك من أحمق مغرور...
أصمت...قلت لك أصمت...أن همى يعجز الكون ذانه عن تحمله...لقد غرقت فى ثقباً أسود منذ أن تركتنى...أصمت أنت لا تعرف شيئأ...لا تعرف شيئاً البتة...قد إختارنى القدر لمصير لم يحدث أبداً لبشر من قبلى...
لعلها كانت فرصة لم تُمنح لأحد من قبلك...لما لم تفهم لعبة القدر بتلك الصورة و لو للحظة.. ربما لكان تغير كل شىء...ربما...ربما يا أدم...
أصمت...لا تتكلم معى مرو أخرى...أصمت...
.......
كان هذا هو الحوار الدائم اللامتناهى بين أدم و بين نفسه طوال عاماً مضى... منذ أن رحلت روبينا...عاماً من الجحيم...
و عبر نافذة بيته في ذلك المبنى الشاهق الذى يطل على نيل القاهرة و ليلها نظر أدم فى شرود متأملاً السماء و بيديه شطيرة جبز يحاول جاهداً تغطيتها ببعض الجبن و تزينها بشريحتين من الخيارو أى شيئاً آخر يراه صالحاً من أجل إضافة مذاق الى طعامه..لم يعد لتلك الحياة أى طعم منذ أن رحلت روبينا...
و من جديد إنها تلك الدمعة...تلك الدمعة الوحيدة الحارة التى تسيل من عيناه نابعةً من أعماق روحه...دمعة تملك قدراً من الملوحة يفوق ما تملكه ملوحة محيطات الأرض كلها مجتمعة...دمعة لو سقطت على طعامه لأفقدته ما تبقي من شهيته المنعدمة من الأساس...
لكن للطبيعة حساباتها و للنفس البشرية حدودها فقد إنفجر شلال دمعه و تاهت نظراته المخترقةَ السماء راسمةً وجهها عبر النجوم و المجرات البعيدة...لكن ذلك النيزك اللعين قد مجى ذلك المشهد الجميل...قد محاه مرة أخري...قد محى كل شىء ...كل محى كل شىء مجدداً...
لما يا كون!!!
لما أنت قاسً يا كون!!!
أما يكفيك أن لم تجعل لى في الأرض حبيبة...
لما أردت إلا و أن أجد ضالتى فى مجرة بعيدة...
كم أنت قاسٍ يا كون...
أما كفاك إلا و أن تموت أمامى على حافة المجرة...
ألم يكفيك إنها قد فدت روحى بكل حب و مسرة...
و كانت معى و لم أدرك لحظةَ أنها هى بالمرة...
كم أنت قاسٍ يا كون...
أتذكر يوم ما جمعتنا ثانيةً على المريخ...
أتذكر يومى ترتكنى ثانياً و أمتلىء الكون منى صريخ...
ما أقساك يا كون...
لما جعلتنى أعود كى ألجأ منها أليها...
فنعتتنى خائنناً غادراً...و الى من أبكيها...
فتركتنى ثالثاُ فصرت فى الدنيا وحيداً أتيهاً...
و انهارت أحلامى و لم تجد من يأويها...
و ذقت مرارة الأيام مفتقداً لياليها...
ما أقساك يا كون...
ألم تكفيك دموعى تسيل فتفيض بها ضفاف النيل...
أم أردت لتفيض أكثر كى تطفىء بها شمس الأصيل...
ما أقساك با كون...
ما أقساك...
ما أقساك يا كون...
يااااااااااارب
ماهذا الصوت!!!أنه إشعار من القاعدة بسرعة التوجه يأتى عبر حاسوبه الشخصى..ماذا يريدون!!! لست فى حمل مهام أخري حالياً...أما يكفينى ما بى من هموم!!! لمن ما هذا!!!رباه...ما هذا المكتوب هنا!!! هل يصالحنى الكون أم يراضينى رب الكون!!!
أننى ذاهب الى القاعدة...الأن...
و أستقل أدم مركبته صوب القاعدة...صوب قاعدة الأهرام...
قاعدة الأهرام الفضائية المصرية، 5000 عام ق.م. :
تحت سفح الأهرامات الذهبية المتألقة...تلك الأهرامات التى أدهشة و لا زالت تبهر العالم على مر التاريخ ...الأهرامات التى دلت على عظمة حضارة عظيمة قد أندثرت، حضارة قد جعلت من طيبة عاصمة العالم لأكثر من ألفى عام من الزمان...حضارة تجعلك تتسائل...كيف كان حال الجد و ما آل أليه حال الحفيد!!! فيبكيك الجواب لوعاً...
تلك الأهرامات التى كانت تشع بالكهرباء الإستاتيكية اللاسلكية فتضيء كافة ربوع وادى النيل، يقولون بأن نيكولا تسلا ذلك العبقرى الصربى و الذى قام بإستخدام تقنية نقل الكهرباء لاسلكياً و قام بافغل بإضائة جزيرة بأكملها في قلب المحيط دون إستعمال كابلات في بدايات القرن العشرين قد أستلهم تلك الفكرة من هندسة الأهرامات...يا للعجب!!! الطريف فى الأمر أن مشروعه تم إحباطه بمنتهى القسوة من قبل أصحاب مصانع الكابلات و المحولات الكهربائية حتى لا تتوقف الأرباح العملاقة التى يدرونها من بيع منتجاتهم...نعم، تلك هى سيطرة رأس المال الأبدية على كل مجريات الأمور التى تحدث على ظهر هذا الكوكب البائس...بل و يقال أيضا ان توماس أديسون نفسه قد أحبط فكرة تسلا بدافع الغيرة..يالاالبشر...ىقولون و يقولون...من هم!!! لا أحد يعرف..لا أحد يعرف بالمرة...فهم دوماً كذلك و سوف يظلوا كذلك أبداً يقولون سواءً شئت أم أبيت..لا بأس...فلمتضى الحياة بأشياء أخري غير معلومة الهوية..لا بأس على الإطلاق...
و فى ثنايا الضوء المنبعث من الأهرامات و التى يظنها أغلب الناس أنها مجرد مقابر لملوك الفراعنة العظام أخذت المقاتلة طيبة -17 تقترب من ممر الهبوط رويداً رويداً قادمة من أعماق الكون من مهمتها فى الكوكب (ك2-143 ب) كوكب الجحيم حيث كانت تقوم بالقضاء على تلك النوق اللعينة و التى قامت بإجتياح أرض وادي النيل فى أوائل القرن الحادى و العشرون (راجع رواية بطلة من مصر) فما كان من حل جذرى سوى القضاء عيها فى عقر دارها...فى كوكب الجحيم (راجع رواية بطلة من مصر3)...
فتح باب المقاتلة و هبط منه رجلاً يرتدى بذلة فضائية فضية اللون منقوش عليها شعار حورس راعى السموات فى مصر القديمة، رجلاً هو قائد سرب رع بقوات طيبة الفضائية المصرية...رجلاً يدعى نفرع...القائد نفرع...
عوداً حميداً سيدى القائد...كان هذا هو الضابط (أوناس) الذى كان فى إستقبال نفرع
نفرع: مرحباً بك يا أوناس..كيف حالك!!!
أوناس: بخير يا سيدى ...إن القائد (أوسر) يطلبك فى مقر قيادة القاعدة على وجه السرعة...
نفرع: ويحكم يا رجل، أننى عائد للتو من كوكب الجحيم، الأا تمهلوننى بعض الراحة!!!
أوناس: أنها الأوامر يا سيدى..انه يقول أن الأمر عاجل...
نفرع: ها ها ها... إن الأمر دوماً كذاك...ألا يوجد سواى فى أسطول طيبة الفضائى!!!
أوناس: أنت الأفضل يا سيدى...
نفرع: هكذا يقولون كلما أرادوا إرسالى فى مهمة جديدة لا يجدون من مخبول آخر يرضى بالقيام بها...و عندما أقوم بطلب زيادة فى الراتب يحدثوننى أن المال ليس كل شىء ...ها ها ها...حسناً ...فلذهب يا أوناس...
أوناس: أمرك سيدي
و أستقلا سوياً أحدى المركبات التى قامت بقطع طرقات القاعدة وصولاً إلى مقر قيادتها فى سرعة و التى ما و إن بلغت مقصدها حتى ترجل منها نفرع و توجه صوب بوابتها حيث قام بتابدل التحية مع الجنود المعنيين بحراستها و من ثم دلف إلى الداخل حيث عبر طرقات و دهاليز المبنى المضيئة بلون فيروزي يأتى من لا مكان فى الواقع يغمر تلك الطرقات الباردة كبرود الفضاء ذاته, وصولاً إلى القائد الذى دلف إليه نفرع و بادر بتئدية التحية العسكرية للقائد قائلاً:
القائد نفرع فى خدمتك يا سيدى
أوسر: مرحباً بعودتك أيها القائد
نفرع: أشكرك سيدى
أوسر: لقد شاهدت تقرير مهمتك الأخيرة...قد قمت بعمل رائع
نفرع: أنا فى خدمة الوطن دوماً سيدلى القائد
أوسر: لأتمنى أن تكون تلك هى المرة الأخيرة التى نتعامل فيها مع تلك النوق اللعينة!!!
نفرع: و أنا أيضاً
أوسر: كيف كان حال المادة المضادة كمصدر للطاقة
نفرع: مذهلة ، مذهلة يا سيدى..لقد ساعدتنا على إختراق سرعة الضوء بالإضافة إلى منحنا الطاقة اللازمة للإنتقال الآنى ، لقد أجتزت مليارات بل و تريليونات الأميال في الفضاء فى وقت هو حقاً قياسي
أوسر: هذا عظيم...لكن ماذا عن السلبيات!!! ما هى أضرارها التى قد تؤثر سلباً على رحلاتنا المستقبلية!!!
نفرع: الواقع أن لها عيب خطير...خطير للغاية يا سيدى
أوسر: حقاً!!! ما هو!!!
نفرع: لقد أثرت سلباً على مذاق حساء الصراصير و شطائر الدعاسيق التى يقدمها الأسطول على متن مقاتلاته و تطلقون عليها الطعام الفضائى...
أوسر: ها ها ها...لم تفقد حس الدعابة أبداً يا نفرع... و مادمت سعيداً هكذا سوف أكلفك بمهمة جديدة...ها ها ها...
نفرع: كوكب جحيم أخر!!!
أوسر: كلا...أنه الكوكب روبى
نفرع: بمجرة أندروميدا!!
أوسر: ذاته...لقد ذهبت هناك قبلاً أليس كذلك!!!
نفرع: بلى، كنت من ضمن طاقم الحراسة الخاصة بالفرعون أثناء زيارته الأولى لكوكب روبى من أجل توقيع إتفقاية الصداقة بيننا ة بينهم قبل عدة سنوات...
أوسر: ألا تشتاق إاى العودة هناك مرة أخرى!!!
نفرع:أكيد، فقد كانت تجربة مبهرة..
أوسر: حسناً يا نفرع...سوف تعود هناك مرة أخرى لكن ليس الأن...
نفرع: متى!!!
أوسر: بعد ثماتية الآف عام..
نفرع: مهمة أخري للسفر عبر الزمن إذاً!!! يبدو هذا شيقاً!!!لمن لما ثماتية الآف عاماً تحديداً!!! ما هى المهمة بالضبط يا سيدى!!!
أوسر: أنهم أحفادنا..أحفادنا فى حاجة للمساعدة يا عزيزى نفرع...إنهم فى حاجة ماسة إلى وقود الطاقة المضادة و لا يجدون مصدراً أقرب من كوكب روبى
نفرع: ماذا حل بأحفاد الفراعنة!!! لما ينظرون دوماً الى الماضي يترحمون عليه و كأنهم يستجدون به على حاضرهم بدلاً من بناء مستقبلهم!!! ماذا حل بهم!!!
أوسر: أمستعد لمساعدتهم يا نفرع!!!
نفرع: دوماً يا سيدي...
أوسر: حسنأً...فلتذهب الى...الى قاعدتنا...قاعدة الأهرام الفضائية فى العام 3461 حيث ستقوم بإصطحاب أدم معك فى رحلتك...
نفرع: و من يكون أدم هذا!!! أهو ذلك الطبيب المخبول الذي قابلته فى سيناء و كان يرغب فى مغادرة الكوكب (راجع رواية لقاء على أرض الفيروز)..
أوسر: لا، أدم هو قائد مثلك بالقوات الفضائية المصرية الحديثة...ذلك الأخر هو أحد أجداده في بدايات القرن الحادي و العشرين..
نفرع: خير خلف لخير سلف ها ها ها...أرجو أن لا يكون مخبولاً هو الأخر...لقد سئمت من إصطحاب المخابيل عبر الفضاء...ها ها ها... أسمحى لى بالإنصراف يا سيدى..
أوسر: صحبتك السلامة يا نفرع...
و توجه نفرع نحو المقاتلة طيبة من أجل مهمة أخرى عبر الفضاء برفقة مقاتل من ذات الجيش و لكن من زمن آخر...القائد أدم...حسناً الى الكوكب روبى برفقة أدم...و حساء الصراصير إياه...
قمرة قيادة المقاتلة طيبة 17 بعد قليل:
نفرع: الكمبيوتر...أطلعنى على مستوى الوقود...
الكمبيوتر: الطاقة فى أقصاها...
نفرع: ماذا عن طاقة المادة المضادة!!!
الكمبيوتر: لدينا أربعة جرامات تكفينا ثماني أعوام بالسرعة القصوى..
نفرع: الدروع!!!
الكمبيوتر: فعالة بنسبة 100%
نفرع: حالة المحركات
الكمبيوتر: أ1
نفرع: شطائر الدعاسيق و حساء الصراصير!!
الكمبيوتر: بخ...ماذا!! لا توجد على نظامى معاومات كهذا!!! أتود القيام بطلب توصيل لذلك الطعام الغريب الأن!!!
نفرع: ها ها ها...لا عليك...برج المراقبة...برج المراقبة...أنا على إستعداد ...أطلب الأذن بالإقلاع
برج المراقبة: تم منحك الأذن بالإقلاع أيها القائد...توجه إلى الممر رقم 4...أكرر الممر رقم 4
نفرع: حسناً...فلنتوجه إلى الممر الرابع....تفعيل المحركات...السرعة الأولى...
و إتطلقت طيبة عبر الممر فى رشاقة شاقةً سكون الليل و عبائته السوداء و من ثم أخذت تزيد من قدرة محركاتها بافيةً زيادة السرعة من أجل الإقلاع...
نفرع: إنطلقآ صوب السماء...إنطلقى يا شبيهة حورس...أرعى سماء كيميت الحبيبة...
و زئرت محركات المقاتلة طيبة محطمةً سكون اليل وإرتفعت مقدمتها الشبيهة برأس حورس بكل شموخ قاصدةً السماء و من خلفها يمتد ذلك اللهب الفيروزى ذو الذيل الأرجوانى معلناً عن قوة محركاتها متجتهاً إلى مهمة أخري عبر الزمكان...
و من داخل قمرة القيادة تتطلع القائد نفرع الى القاعدة التى أخذت تتباعد...الأهرامات...النيل...كيميت...و هتف قائلاً:
كيميت...أبقى سالمة...أبقى سالمة يا كيميت...أقى دوماً سالمة يا كيميت فلا وطن لى سواك أعود أليه...لا وطن سواك يسكننا يا كيميت...انت وطن سواك نعود إليه يا كيميت...كيميت أبقى سالمة أرجوك...أرجوك يا كيميت...
الكمبيوتر: لازلت محافظاً على أن تناديها بكيميت أيها القائدن أليس كذلك!!!
نفرع: بلى، كيميت باللغة الهيرولوغرافية تعنى الأرض السوداء...الأرض الخصبة...ارض وادى النيل...و ستظل دوماً هكذا...ستظل...لقد وعدتها بذلك مادمت حياً...
الكمبيوتر: بالتأكيد أيها القائد...بالتأكيد...
نفرع: ماذا عن إرتفاعنا!!!
الكمبيوتر:بلغنا أحد عشر كم و مستمرين فى الأرتفاع...
نفرع: حسناً...أبدأ فى زيادة السرعة إلى 11كم/ث...سرعة الإفلات من الجاذبية الأرضية
الكمبيوتر: عُلِم...تم التنفيذ
نفرع: برج المراقبة...برج المراقبة...ماضيين نحو حافة الغلاف الجوى...أطلب الأذن باإنتقال إلى السرعة الثانية...
برج المراقبة: أمضى أيها القائد...
و إنقضت طيبة صوب الفضاء مخترقةً غلاف الأرض الجوى...
برج المراقبة: القائد نفرع...انت فى حاجة الى الوصول إلى طرف المجموعة الشمسية من إختراق الزمكان بفضل وقود الطاقة المضادة...يكفيك أن تسلك المدار المختصر إلى المريخ و العودة منه...
نفرع: عُلِم...الكمبيوتر...زيادة السرعة...10 الآف...20 ألفاً...50 ألفاً...200 ألف كم/ث...أوشكنا على الوصول لسرعة الضوء....برج المراقبة...سوف نفقد الإتصال معكم حال بلوغنا سرعة الضوء خلال بضع ثوان....حسنا يا برج المراقبة...لقد فقدناكم مؤقتاً...
و فى ذات اللحظة كانت طيبة قد أختفت من على شاشات المراقبة فى القاعدة و هى تبلغ سرعة الضوء 300000كم/ث و هى مخترقةً الفضاء مندمجة مع ذراته...لابد من أن ملايين و ملايين الأعين الفضائية ترقبها الأن عبر جنبات الكون الفسيح وكأنها شعاع ضوئي أو نيزكاً ضخماً يسير عبر الفضاء...
الكمبيوتر: سيدى القائد..قد إجتزنا المجالات الدفاعية لقاعدة رمسيس القمرية و فى طريقنا صوب مدار المريخ!!!
نفرع: أنتقل إلى السرعة الثالثة...ضعف سرعة الضوء...إخترق حاجز الزمكان...هيااااا إخترق الفضاااااااااء
و تبدل المشهد حول المقاتلة...إن الزمن يتباطيء في الفضاء بشكل مرعب...فطبقاً لنظرية النسبية لأينشناتين إختراق حاجز الضوء يعنى إختراق حاجز الزمن و العودة...الزمكان هو مصلح يستخدم في الفضاء و هو يشمل الأبعاد الثلاثة : الطول و العرض و الأرتفاع بلإضاقة الى الزمن...إن الوصول الى الكتلة صفر يعنى ان تكن جزئاً من الكون ذاته...جزئاَ من الزمن...
أننى الأن أسبح في الماضى...قالها نفرع لنفسه وتابع قائلاَ...أري الماضى كمشاهد فقط...آه لو أستطع تغير الماضى كى لا أسمح لحضارة كيميت بالسسقوط..لماذا سقطتى يوماً ما يا كيميت...لماذا سقطتى يوماً...قالها نفرع فى مرارة و طيبة تشق طريقها نحو حزام الكويكبات الواقع بين الأرض و المريخ، لكنه هذه المرة يشاهد شيئاً أخر مختلفاً تماماً عن حزام الكويكبات...مختلفاً تماماً...
أنه يرى نيبيرو...الكوكب نيبيرو...ذلك الكوكب الذى خرج يوماً عن مداره البعيد عن الشمس مخترقاً المسافات بين أجرام المجموعة الشمسية العملاقة وصلاً إلى الكوكب ثيا مصطدماً به و نتج عن ذلك الإصطدام المرعب حزام الكويكبات..و كوكب الأرض (راجع مقالة إصطدام فضائى)...كان ذلك قبل أكثر من 4 مليارات عام لكنه الأن يراه و كأنه فيلماً من أفلام الخيال العلمى...
و تجتاز المقاتلة حزام الكويكبات فى سرعة مخيفة...
الكمبيوتر: سيدى...قد ظهر المريخ على شاشة الرادار...سيصبح فى مدى الرؤية خلال أقل من نصف دقيقة...
نفرع: حسناً، إتخذ مداراً بيضاوياً حول الكوكب حتى لا تجذبنا جاذبيته, لا أريد أن لأستطدم بالكوكب الأحمر و أنا بتلك السرعة، لا أريد أن نصبح نظرية يتم تدريسها فى معاهد علوم الفضاء يوماً ما تحت عنوان( تأثير الإصطدام على مقاتلة تابعة لقوات طيبة الفضائية بكوكب المريخ و هى تسير بضعف سرعة الضوء)
الكمبيوتر: يبدو عنواناً مثير للإهتمام و دراسة عشرات الرسائل العلمية يا سيدى
نفرع: بالتأكيد، لكم هو مثير للإهتمام...لكنى مقاتل و لسوف أموت فى ساحة المعركة و ليس كأحمق أخر لقى حتفه في حادث مروري، حتى لو كان حادث سير فى الفضاء...و ألأن إنطلق حول الكوكب...
الكمبيوتر: تم...
و من جديد إنطلقت طيبة تشق الفضاء و إجتازت ملايين أخرى من الكيلومترات حول الكوكب الأحمر و الذى لم يكن أحمراً مهجوراً قاحلاً فى ذلك الزمان السحيق عندما كان سطح الكوكب مغطى بالمحيطات و يعج بالحياة..
نفرع: أرجو أن لا تقوم شرطة مرور المريخ بتحرير مخالفة سرعة ضدنا..
الكمبيوتر: لا عليك يا سيدى القائد...ليس عليك سوى تثبيت حزام الأمان ها ها ها...
نفرع: و الأن...السرعة القصوى...الإتجاه كوكب اللآض من جديد...لمن بعد ثمانية الأاف عام...إنطلق...
إهتزت طيبة من جديد و هى تثب عبر الفضاء بسرعة أخري...سرعة مخيفة...
و بعد قليل..
الكمبيوتر: سيدى...الأرض على مرمى البصر...
نفرع: و الأن...الإنتقال إلى طاقة المادة المضادة و البدء بالإنتقال الآنى....5..4...3...2...1..
و تلاشت طيبة...تلاشت من الوجود...تجولت إلى أيونات، يقوم البعض بتفسير إنتقال عرش بلقيس ملكة سبأ و التى قام بها الجن تلبية لأمر سيدنا سليملن عليه السلام بالإنتقال الآنى، حيث تحول العرش إلى أيونات و أنتقل عبر الآف الكيلومترات فى لازمن تقريباً...سبحان الله..
الكمبيوتر: إن كيميت ترتسم أمامنا أيها القائد ...
و من داخل قمرة القيادة شاهد نفرع كيميت...قاعدة الأهرام...القاعدة التى تركها قبل قليل...تتلاشى..تتبدل..تختفى الإمبراطورية الفرعونية...تنهار...تمر عصور مظلمة...عصور قاتمة كثقباً أسود لعين...الرمال تتراكم حول الأهرام...تتراكم و تعلو...تغمر الأهرام...الأهرام تختفى...
لكم تدمى قلبى تلك المشاهد...قالها نفرع فى حسرة..قالها فى مرار...فى ألم...
الرمال تنقشع من جديد...الأهرمات تظهر من جديد...الحضارة تعود من جديد...
ألا يعود مجدك يوماً ما يا كيميت...ألا يعود يا كيميت...ألا يعود...
أنها تنتصب مرة أخري بعد ثبات عميق....تعود من جديد...
قدر القاهرة أن تصمد و أن تقهر أعدائها...
قاعدة الأهرام الفضائية تظهر من جديد...تظهر بشكلها الحديث ...بعد ثمانية الأاف عام
الكومبيوتر: قد أصبحنا فى المجال الجوي للقاعدة يا سيدى
نفرع: من المقاتلة طيبة الى قاعدة الأهرام الفضائية...أنا القائد نفرع قائد سرب رع من قوات طيبة الفضائية الفرعونية التايعة للإمبراطورية المصرية ...أطلب الأذن بالهبوط.
القاعدة: مرحباً بك في مصر أيها القائد...توجه رجاءً نحو الممر الأول...
و حطت طيبة على أرض قاعدة الأهرامات فى مصر...فى مصر أخرى ...بعد ثمانية الآف عام...
قاعدة الأهرام الفضائية...بعد قليل:
القائد أدم فى خدمتك يا سيدى...
مرحباً بك أيها القائد...تفضل بالجلوس...
جلس أدم مواجهاً اللواء (عز الدين) قائد القاعدة...
أدم: أرسلت فى طلبى يا سيدى!!!
عز: نعم أيها القائد...و يالسرعة ما لبيت النداء...
أدم: كلى شوق لتلك المهمة يا سيدى...
عز: من أجل الوطن!!!
أدم: بكل تأكيد...
عز: فقط!!!
أدم: سيدي...أنت تعلم
عز: نعم، أنا أعلم يا أدم...لذا قد أخترتك أنت لتلك المهمة، ليس فقد من أجل روبينا لكن لأنك أكفئ قوادى..أنت فارس الفضاء يا أدم.. أنت فخر القوات الفضائية
أدم: شكرا لك يا سيدى...أقدر لك هذا كثيراً، أنا مستعد للإنطلاق إلى الفضاء حالاً..
عز:ها ها ها...تريد الذهاب لأجلها...أليس كذلك يا أدم!!!
أدم: و لأجل مصر أيضاً
عز: بالتأكيدز أسمعنى يا أدم جيداً و أعرنى إنتباهك من فضلك. هذه هى المرة الأولى التى سوف يقوم بها الأسطول الفضائى بأستخدام المادة المضادة كوقود من أجل إختصار الزمن و المسافات عبر المجرات...
أدم: أتعنى مجرة أندروميدا!!!
عز: بالتأكيد، أنت تعلم أن المسافة بين مجرتنا (درب التبانة) و بين أقرب المجرات إلينا تبلغ حوالى 2.5 مليون ستة ضوئية..
أدم: نعم بالتأكيد
عز: و تعلم أيضاً أنه بسبب ظاهرة الإنزياح نحو الأحمرن يعلم الفلكيون إن المجرات تتباعد بإستمرار دون توقف و أن الكون فى حالة تمدد لا نهائى منذ حدوث الإنفجار العظيم قبل 13.8 مليار عام...تلك هى حدود الكون المنظور...حتى الأن..
أدم: بالتأكيد..أعلم
عز: لكن لكل قاعدة شواذ...هذا هو حال الكون يا أدم...فلا شىء كامل...لا يوجد شىء كامل فى ذلك الكون...فمجرة اندروميدا و المعروفة ب (31 م) تتجه نحو مجرتنا بسرعة 120كم/ث...
أدم: و لقد عرفنا ذلك بواسطة نظرية الإنزياح نحو الأزرق فسوف تتصادم المجرتان بعد جوالى 4.5 مليار عام من الأن بسبب قرب المسافة بينهم مقارنة بالمسافات المرعبة فى الفضاء، سوف يخلف ذلك الإصطدام مجرةً جديدة أهليجية الشكل (بيضاوية) حيث ستفقد مجرتنا أذرعها و بالتالى تفقد شكلها الحلزونى.
عز: تماماً، و سوف ينتج عن ذلك الإصطدام طاقة رهيبة كاقية لأسراع التمدد داخل مجموعة مجراتنا (المجموعة المحلية للمجرات) و تدفعها بعيداً جداً عن بعضها كجزء من تمدد الكون اللانهائى..
أدم: نعم، فما نحن سوى جزء من منظومة تمدد الكون اللانهائية...مجرد حبة في صحراء...
عز: دعنى أخبرك بالمزيد يا أدم...حين ولدت شمسنا قبل 4.7 مايار عام كانت المسافة بين المجرتين 4.2 مليون سنة ضويئة...أى إن المسافة قد إنخفضت إلى النصف بالفعل...
أدم: سيكون إصطداماً مرعباً...
عز: بالتأكيد، فسبب ضخامته سوف تقفز مجموعتنا الشمسية إلى مجرة أندروميدا و لسوف يندمج ثقبا المجرتين الأسوديين مكونين ثقباً واحداً مرعب الحجم يلتهم سيلاً خارقاً من المادة السوداء التى تشكل النسبة الساحقة من كتلة الكون مخلفاً كماً مرعباً من المادة المضادة..
أدم: و فى خلال 100 مليار عام سوف تنحسر كل المجرات من نطاق رؤيتنا و تسافر بأسرع من الضوء ذاته، سوف ينتهى علم الفلك خارج المجرة و تصبح مجرتنا الجديدة (ميلكوميدا) هى المجرة الوحيدة بإستثناء بعض المجرات القزمة التابعة لها و التى ستكون هى الكون المرئى بالنسبة إلينا...
عز:هذا صحيح...
أدم: سيدى..ما هى طبيعة المهمة!!! ما الغرض من السفر إلى مجرة أندروميدا!!!إن الأسطول الفضائى لم يقم بتنظيم رحلة عبر المجرات من أجل إرجاع زوجتى بكل تأكيد!!!
عز: بالتأكيد...فهذا ليس فيلماً هوليودياً يا عزيزى!!!
أدم: إذاً!!!
عز: لقد إستطاع حلفاؤنا الأندروميدديون الوصول إلى طريقة من أجل الحصول على كميات هائلة من المادة المضادة من ثقب مجرتهم الأسود من خلال إختراق الزمكان بينما كوكبنا لم يستطع التحصل إلا على بضعة جرامات من تلك المادة طوال تاريخه...
أدم: إذاً الهدف من الرحلة هو الحصول غلى الطاقة...المادة المضادة...اليس كذلك!!!
عز: بلى، فذلك جزء من إتفاقية الشراكة بيننا بالإضافة ال إتفاقية الدفاع المشترك، لا نريد حروباً أخرى مع الكوكب ست كما كان فى الماضى...إن من يماك الطاقة عبر الفضاء يملك مفاتيح اللعبة، نريد أن تكون لنا اليد العليا فى حزام المجرات الذى ننتمى إليه...تخيل إختراق الفضاء و الصول إلى مجرات تبعد ملايين بل و مليارات السنوات الضوئية فى بضع ساعات أو حتي بضعة أشهر فقط!!!
أدم: يا أللهى...لكن سيدى من أين لنا بالطاقة اللازمة لبدء رحلة كهذه!!! إن وقودنا النووى يكفى بالكاد إلى الوصول لأنظمة شمسية أخرى لا تبعد سوى عدة سنوات ضؤية قليلة!!!
عز: ذلك هو بيت القصيد يا أدم...و لهذا هو هنا...تفضل أيها القائد نفرع...تفضل بالدخول...
و من الباب دلف رجلاً يرتدى بذلة فضائية فضية اللون...بذلة منقوش عليها شعار حورس راعى السموات فى مصر الفرعونية...رجلاً هو قائد سرب رع بقوات طيبة الفضائية...رجلاً يدعى...نفرع
القائد نفرع فى خدمتك يا سيدى!!!
عز: مرحباً بك فى مصر أيها القائد...أعنى أهلاً بك فى مصر المستقبلية...أقدم لك القائد أدم...شريكك فى المهمة...
نفرع: مرحبا بك أيها القائد أدم...
أدم: مرحباً بك أيها القائد نفرع...
عز: و الأن يا سادة أجلسا رجاءً حتى أخبركما بتفاصيل الرحلة....الرحلة إلى الكوكب روبى...
قمرة قيادة المقاتلة طيبة 17 بعد عدة ساعات:
نفرع: مرحباً بك على متن طيبة 17 يا كابتن أدم، من الأن سوف تصبح قائد جناحى و مساعدى.
أدم: يا له من شرف عظيم أيها القائد.....ممممم مقاتلة فرعونية و قائد من زمان أخر...يا لها من رحلة...
نفرع: هل تقول شيئاً أيها القائد!!!
أدم: أقول أنه شرف كبير يا سيدى!!!
نفرع: حسناً، كيف حال أنظمة القيادة!!! هل سافرت خارج المجرة قبلاً!!!
أدم: كل شىء على ما يرام...كلا ...إلى حدود النظام الشمسى فقط!!!
نفرع: المحركات!!! أنت كنت من أبطال المعركة الأخيرة مع جيش ست عند نهاية المنظومة الشمسية، أليس كذلك!!!
أدم: تعمل بكفائة 100%...بل كانت هى البطلة...روبينا...الأميرة روبينا...زوجتى!!!
نفرع: الدروع!!! لا تكن متواضعاً أيها القائد...فلقد حدثونى كثيراً عن بطولاتك...
أدم: الدروع فعالة...لفد فدتنى بروحها يومها...
نفرع: قم بتفعيل نظام الإقلاع رجاءً...و تزوجتما بعد تلك المعركة...أليس كذلك!!!
أدم: تم تنفيذ الأمربالإقلاع...5...4...3..2..1... إنطلق...برج المراقبة...برج المراقبة...متجه إلى الممر الأول...نعم سيدى القائد..تزوجنا عشر سنوات كاملة!!!
نفرع: إقلاع ممتاز...إنطلق نحو الفضاء...تزوجت فتاة من اندروميدا!!!ألم تعجبك أي فتاة على ظهر هذا الكوكب البائس يا رجل ها ها ها
أدم: مندفعون نحو الفضاء أيها القائد...تم بلوغ سرعة الإفلات...كنت أعتقد إنها أرضية أيها القائد و لم أكن أعلم إنها هى هى هى ها ها ها
نفرع: برج المراقبة....برج المراقبة...أرجو إرسال إشارات التعارف إلى أقماركم الصناعية الدفاعية...لا نريد نيراناً صديقة هنا...حتى صارحتك بكل شيء حين عدت من المريخ، أليس كذلك!!!
أدم: تم التأكيد على إرسال إشارات التعارف...بلى، وقتما غارت من نفسها و غادرت الكوكب...بل غادرت المجرة بأكملها...يا للنساء...كانوا يكتفون قديماً بمغادرة المنزل....ها ها ها...
نفرع: برج المراقبة...شكراً على تعاونكم...قد غادرنا المجال الجوي...سوف نبدأ ببلوغ سرعة الضوء و من ثم سوف نختفى من على شاشة الرادار...يا لها من حمقاء لا تبالى...
أدم: تم بلوغ سرعة الضوء...يا له من شعور...ماذ!!! ماذا قلت تقول أيها القائد!!!
نفرع: هذا حسن...سوف نصل حزام الكويكبات خلال دقائق ثم نقوم بمضاعفة السرعة..كنت أقول إن هكذا دوماً حال النساء حتى لو كنً فضائيات...غيورات...
أدم: لقد سمعت عنك الكثير أيها القائد، و إنك عائد لتوك من كوكب الجحيم!!!
نفرع: نعم، لقد كُتب على السفر عبر الزمان و الفضاء كى أقاتل معكم يا أحفاد الفراعنة
أدم: شكراً لك يا جدى!!!
نفرع: أى وقت يا حفيدى...أى وقت...ضاعف السرعة من فضلك
أدم: تم تنفيذ الأمر...السرعة الأن ضعف سرعة الضوء...لم أطر بتلك السرعة قبلاً...تبدو السماء مختلفة تماماً عن تلك التى أعرفها...إن كل شىئ يسير عكس الزمن...قد أصبحنا جزءاً من الزمن..هذا رائع...هذا حقاً رائع...
نفرع: صدقنى، لن ترغب أن تشاهد الزمن و هو يعود إلى الوراء و أنت عائد إلى كوكب الأرض...أذكر ذات مرة عندما كنت ذاهب إلى مصر....أعنى إلى...نعم إلى مصر فى أوائل القرن الحادى و العشرين و قابلت أحد أجدادك الذى هو أحد أحفادى فى ذاك الوقت...ذلك الطبيب المخبول..أدم (راجع رواية لقاء على أرض الفيروز)
أدم: و لما أنت متأكد من إنه جدى!!! هل لأن أسمه كأسمى!!!
نفرع: قلت لك أنه مخبول ها ها ها
أدم: ها ها ها و هل أحب فضائية مثلى!!!
نفرع: لم يخبرنى حين قابلته ، لكنه كان مثلك يرغب بمغادرة الكوكب...
أدم: أكان ذلك فى رواية لقاء على أرض الفيروز 3!!!
نفرع: بل الجزء الأول...الجزء الثالث لم يتم كتابته بعد!!!
أدم: تباً لذلك المؤلف!!!أنه يعطينى معلومات خاطئة...
نفرع: تباً له...أنه يرهقنى دوماً بالسفر عبر جنبات الكون بصبحة مجموعة غريبة الأطوار من البشر..
أدم: ماذا!!! من يظن نفسه!!!
نفرع: يظن نفسه فضائياً ذلك المخبول...أتصدق أنه يستقيظ كل يوم مبتسماً فى بلاهة قائلا صباح الخير يا يشر!!! يظن نفسه مريخياً ها ها ها...
أدم: و أن لديه صديقة من زحل و يرغب بإهدائها ثقباً أسوداً مهراً لها ها ها ها...
نفرع: أشعر أنه سوف يفعلها يوماً ما قريب...فقد ذكرنى أن أروى ما حدث فى لقاء على أرض الفيروز 3 قريباً...
أدم: أراك تبذل جهداً أيها القائد...لقد أرهقكك ذلك الكاتب كثيراً...
نفرع: طالما يقوم بدفع رواتبنا بإنتظام فلا بأس ها ها ها..
و بعد عدة ساعات...
نفرع: أيها القائد... سوف نبدأ بإستخدام وقود الطاقة المضادة...إستعد
أدم: حسناً...فلنبدأ....تم إيقاف الطاقة التقليدية....و تم تفعيل الوقود المضاد ...3...2...1 ..تم!!!
و قامت طيبة بإختراق الكون بسرعة أخرى...مخيفة
نفرع: الوجهة كوكبة أوفيكاس...الثقب الأسود العظيم( جايا- ب ه 1)...
أدم: الثقب الأسود الأقرب إلى الأرض،أليس كذلك!!!
نفرع: بلى، و تبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة شمسنا...
أدم: يا الهى!!! أنه على يعد 1600 سنة ضوئية !!!
نفرع: نعم، لكننا نطير بعشرات أضعاف سرعة الضوء...كيف حال الدروع!!!
أدم: بخير...كل شىء على ما يرام...
نفرع: حسناً...فلنبدأ بالإنتقال الآنى ومن ثم سوف نتحول إلى أيونات ثم نعود لنتجمع من جديد بالقرب من ( جايا- ب ه 1) ...
وتلاشت المقاتلة...
و عبر الكيان المندفع عبر الفضاء كان أدم يشاهد الكون كما لم يراه من قبل...كانت ذراته مندمجة مع ذرات الكون ذاته...هو شعاع من الضوء يختلط بأضواء المجرات البعيدة...من قال ذلك!!! أنا المجرة...أنا الكون..أنا الكون ذاته...
أنه يرى ألواناً لم ترها عيناه قبلاَ...لم يتخيل وجودها من الأساس...إنه لا يعرف لها إسماُ..لكنها موجودة...و كفى...إنه يرى إنه يرى ذلك الكوكب ...ذلك الكوكب البراق الجميل هناك و يعرف قصته بل و يعرف كيف و متى نشأ...يعرف كل من عاش على ظهره يوماً...يعرف حضارات تعلقابت عليه سابقاً...هذا الكوكب سعيد...هو حقاً سعيد...لكن كيف عرف كل ذلك!! هل أخبره الكوكب بذلك!!! كلا لم يفعل الكوكب ذلك!! لكنه يعرفه...نعلم هو يعلم و كفى...
ذلك النجم...ذلك النجم هناك...إنه يقول له وداعاً يا صديقى...سوف أتحول إلى قزماً أحمر و من ثم إلى قزماً أبيض ثم سوف أنفجر كى أصبح ثقباً أسود قادراً على إمتصاص الضوء ذاته...لمن لا تنتظرنى يا صديقى...سوف يستغرق ذلك عدة مئات من ملايين السنين...كان بودي أن أساعدك يا صديقي لكن لا بأس...لا شىء فى الكون كامل...فقط أكمل طريقك الى هدفك و لا نلتفت أبدا إلى الوراء...وداعاً يا صديقى...وداعاً...
إن أدم يشتم رائحة..رائحة الفضاء إن فهمت هذا التعبير...إن ذلك النيزك يسابقه...يلوح له من بعيد مخاطباً إياه أن حظاً طيباً يا صديقى...حظاً طيباً...
إنهم يشاهدوه من تلك المجرة البعيدة...يراقبونه عبر تليسكوبأً ما هناك..زوجان متحابان يشاهدناه سوياً و هم يقولا...سوف ينجح...سوف سيفعلها أدم...نعم...سوف يفعلها أدم...ثم يلتفت الفضائى العاشق غلى حبيبته قائلاً...يوماً ما سوف أكون مثل أدم...سوف أفعلها مثله...سوف أجلب لك نجماً من السماء و أنقش عليه أسمك...رباه...كيف عرفت ذلك يا أدم...لا أعرف..بل أنا أعرف...أنا الكون...نعم فأنا الكون...أنا الكون ذاته...
إنه يرى تلك الأعمدة الكونية حيث تتوالد المجرات...إنه يرى تلك المجرة الوليدة تستعد لبدء الحياة عوضاً عن مجرتين أخريين قد تصادمطا ببعضهما البعض و ثالثة قد قام بإبتلاعها ثقباً أسوداً مخيف فى الطرف الأخر من الكون...إن ذراته تعرف كل ذرة من ذرات تلك المجرة الوليدة...قد روت له كل شىء...كل شىء...
هو بلا جسد... بلا كتلة...بلا وزن...لكنه موجود...موجود بأجمل حلم قد راود بشراً من قبل..إنه الفضاء..كلا إنه الكون...إنه الكون ذاته...
لماذا قد حزنت يوماً ما يا أدم!!! لماذا حملت هم الدنيا يوماً!!! لماذا شعرت يوماً أن الخيارات قد نفذت منك يوماً ما يا أدم!!!لماذا عشت لحظة...لحظة واحدة ذو فكر محدود لا تفكر سوى بالطرق التقليديىة يا أدم!!! بينما الكون بلا حدود...بلا حدود يا أدم...الكون المطلق يا أدم...الكون المطلق...يا ليتك كنت أدركت ذلك يوماً ما قبلاً يا أدم...يا ليتك...
لا تحزن يا أدم...لا تحزن فرب الكون موجود يا أدم...الا يكفيك ما يراضيك به الأن..بعد ما صبرت و إحتسبت يا أدم...بعد ما قمت بنقل قضيتك من محمكة الأرض إلى عدالة السماء يا أدم...لا تحزن...أنت هناك...انت في كل مكان...أبشر ا أدم,,,أيشر يا أدم...أبشر...
نفرع: أيها القائد أدم...أستعد للتجسد مرة أخرى...5...4...3...2..1
و تجسدت طيبة من جديد بالقرب من (جايا-ب ه 1) الثقب الأسود العظيم على بعد 1600 سنة ضؤئية من كوكب الأرض...
أدم: أيها القائد..إن (جايا- ب ه 1) على بعد عدة ملايين من الكيلومترات أمامنا...
نفرع: حسناً يا أدم...أنطلق بالسرعة القصوى تجاهه....هيا..
أدم: السرعة القصوى....هيا إنطلق ...إخترق الفضاء....
و زئرت محركات طيبة بأقصى ما لديها من قوة عبر الفضاء الصامت...
و بعد قليل...
أدم: القائد نفرع....إن قراءات الأجهزة تحمل أرقاماً مخيفة..
نفرع: لا تقلق!!!
أدم:الموئشرات جميعها فى المنطقة الحمراء...
نفرع: لا تقلق!!!
أدم: إنذار الخطر أيها القائد...إنذار الخطر...حرارة المحركات تزداد بشكل مرعب...يا إللهى الدروع...الدروع الحرارية توشك على أن تتداعى...توشك على الإنهيار...
نفرع: أصمد...أصمد...
أدم: خطر...خطر يا كابتن...لقد حانت النهاية...
نفرع: طيبة سوف تصمد...سوف تصمد...
أدم: ليس لوقت طويل...إن كل شىء ينهار...كل شىء ينهار من حولنا....رباه...
نفرع: و الأن...أطفىء كل ألانظمة...
أدم: نفذ...هذا أمر!!!
أدم: ما باليد حيلة...تم إبطال جميع أنظمة المقاتلة...رباه...ما هذا!!!
نفرع: قد بلغنا أفق الحدث...نقطة اللاعودة...حيث يقوم الثقب الأسود بجذبنا إلي قلبه دون عودة...كل شىء الأن يعتمد على طاقة الثقب الأسود...فقط إستمتع بالرحلة ...داخل الثقب الأسود يا عزيزي...مرحباً بك معنا على متن سفن الأسطول الفضائى الفرعونى التابع للإمبراطورية المصرية...
و قفزت طيبة داخل (جايا_ ب ه 1) متلاشية ً من الفضاء...
و من داخل قمرة القيادة...
نفرع: ألم أقل لك لا تقلق...
أدم: كنا نطير بسرعة مخيفة يا كابتن..ظننت أننا قد هلكنا...
نفرع : كنا نطير بسرعة مخيفة حقاً...و الأن نحن تطير بسرعة خرافية لم يطر بها بشر من قبل على الإطلاق...نحن داخل الثقب الأسود ذاته...هل لك أنت تتخيل...أنت هنا حيث الضوء ذاته غير قادر على الإفلات...لقد أخترقنا الضوء..أختقرنا الضوء ذاته يا أدم...و نطير عبر الثقب ألأسود يا أدم...
أدم: فى الطريق الى الثقب الأبيض...
نفرع: نعم، فى نهاية كل ثقب أسود يوجد ثقباً أبيض حيث يخرج كل شىء من جديد فى الطرف الأخر من الكون، لابد لليل من نهاية يا أدم...صدقنى...صدق الكون يا أدم...أبشر يا صديقى...
أدم: حتى بداخل الثقب الأسود توجد النهاية و إن طالت...ممراً دودياً عبر الفضاء...و الزمن...
نفرع: بالتأكيد فلا شىء يُبلى فى ذلك الكون الرائع...حنى الطاقة تتحول من صورة لأخري، حتى الصوت...الصوت يهيم في الفضاء كطاقة و يمكن إلتقاطه مرة أخرى و لو حتى بعد بلايين السنين (راجع رواية عُمق)..
أدم:و ألأن نحن جزء من طاقة هذه الكون المبدع...هذا رائع...حقاً رائع...
نفرع:لكم أعشق الكون يا أدم، إته لا يتوقف عن إبهارى لو للحظة..أتدرى كم من مسافات رهيبة قد قطعناها خلال...خلال...لا أدرى من من الزمن تحديداً..فكل شىء نسبى الأن...لمكننا قد فعلنا شيئاً مذهلاً...مذهلاً حقاً...
أدم: و على ذكر الوقت أيها القائد...ألا تشعر بالجوع!!!
نفرع: ماذا!!! ها ها ها...أتشعر بالجوع و أنت داخل الثقب ألسود...ها ها ها ...
أدم: أفضل أن اموت مسحوقاً داخل الثقب الأسود و أو محروقاً داخل مقاتلة فضائية تحترق فى مجرة أخرى على الموت جوعاً أيها القائد!!!
نفرع: يا لها من وجهة نظر مروعة!!! حسناً، لكن ليس معنى أنك سوف تأكل أنك قد قمت بإلغاء إحتمالات موتنا الأخرى المريعة التى قد قمت بذكرها يا عزيزي أدم...يا لك من رومانسى...الأن قد عرفت لما قد غادرت روبينا المجرة و أتعجب لو قبلت فى العودة معك مجدداً...ها ها ها...لكن على حق..نحن فى متتصف اللازمكان و لا حيلة لنا سوى الإنتظار...
أدم: الم أقل لك ذلك!!!
نفرع: بلى، لكن أخبرنى يا أدم...هل تفضل حساء الصراصير أم شطائر الدعاسيق!!! فيؤسفنى حقاً أن أبلغك بأن قائمة طعام الأسطول الفضائى محدودة للغاية...
أدم: لا عليك أيها القائد...لا عليك بالمرة...فقد قمت بالإستعداد هذه المرة...
نقرع: كيف!!هل ستقوم بطلب خدمة توصيل الطعام من أحد مطاعم زحل مثلاً!!!
أدم: كلا، فلم يعجبنى طعامهم عندما قمت بطلبه و أنا على المريخ...
نفرع: إذاً!!!
أدم: هاك...تفضل أيها القائد...
نفرع: ماهذا!!!
أدم: شطائر الفول و الفلافل من قلب القاهرة الساحرة أيها القائد...
نقرع: ها ها ها و كيف سمحوا لك بالصعود إلى متن المقاتلة و معك تلك الشطائر!!!
أدم: تسطيع أن تقول بأن لدى نفوذ أيها القائد...و الأن هل تشاركنى أم أنك تشتاق إلى مذاق حساء الصراصير الفضائية!!!
نفرع: تباً لك...ها ها ها... أعطنى ثلاثة شطائر من الفول ة اثنين من الفلافل...
أدم: بل قسمة العدل..اثنين من كل نوع لكل منا...
نفرع: نفذ الأمر يا رجل...أنا أعلى منك رتبة عسكرية... هل لديك بصلاً أخضر...ها ها ها..انه لذيذ...هل تعلم أنك تأكل طعاماً فرعونياً!!!
أدم: يا للهول!!! هل قام ذلك البائع بيبعى طعاماً محنطاً!! الويل له!!!
نفرع: كلمة فول باللغة الهيروغرفية تعنى الطعام القوى...و قمنا بنقش عملية تجفيف الفول و طحنه كى نقم بتحضير الفلافل و التى تعنى بلغتنا ( الطعام الملىء بالفول)، إنكم لم تقوموا بإستخام كلمة طعمية إلا بعد دخول العرب إلى كيميت يا أدم، حيث أطلقوا علي فلافل كلمة طعمية لسببان: الأول لأنها تعنى تصغير طعام بالعربية الفصحة لأانها صغيرة الحجم و السبب الثانى لأنهم قد وجدوها لذيذة ( طًعمة) مشتقة من (طعم بمعنى مذاق)...أعرف تاريخك يا رجل...أين البصل الأخضر..ها هاها...
و أكملت المقاتلة الفرعونية طيبة طريقها عبر الثقب الأسود متجههً صوب الطرف الأخر من الكون..صوب المجهول و على متنها مقاتلين من ذات الجيش...ينتميان لذات الأسطول الفضائى...لذات الوطن..لكن من زمانين مختلفين تفصلهما ثمانة ألاف عام و يجمعهما هدف واحد...و الكثير من شطائرالفول و الفلافل و الذكريات...ذكريات عن مصر,,,عبر العصور...
بعد بضع ساعات...
نفرع: أدم أوشكنا على الوصول...قم بتفعيل الأنظمة...
أدم: عُلٍم أيها القائد..كل شىء جاهز...
نفرع: حسناً، سوف نتبع نظام ( القوى الكاملة ضد المكابح) كما يستخدمه الطياريين حينما يريدوا إقلال المسافة اللازمة لإقلاع الطائرات الحربية فى حال ما تم قصف ممرات اللإقلاع مثلاً، إذ يفعلون أقصي قدرو للمحركات بينما الطائرة فى وضع الثبات على الأرض و يقومون فجأة بإزالة قوى المكابح و تحرير الطائرة و التى تقفز بسرعة نحو السماء مختصرةً مسافة و زمن الإقلاع...أريد قفزة كبيرة عبر الفضاء يا أدم...
أدم: و ماذا عن نفطة الإنطلاق!!!
نفرع: عند حدود الثقب الأبيض...المخرج...
أدم: و بأى نوع من أنواع الطاقة!!!
نفرع: طاقة المادة المضادة ...أريد كماً مرعباً من الطاقة...طاقتنا بالإضافة إلى طاقة الثقب الأبيض الطاردة الرهيبة سوف نخترق الكون ذاته...هيا يا أدم...هيا...
أدم:جاري شحن الطاقة...30%.....75%.....95% ...و الأن تحرير المكابح الفضائية....مهلاً....انها الطاقة الكاملة...إنطلق...أخترق الفضاء...
وقفزت المقاتلة العنيدة طيبة مرة أخري عبر الفضاء...من الثقب الأبيض...متجهةً صوب مجرة انروميدا...صوب الكوكب روبى...على بعد 2.5 مليون سنة ضوئية من كوكب الأرض...
من داخل قمرة قيادة المقاتلة طيبة:
نفرع: أدم...هاك..قم بثبيته داخل أذنك..
أدم: ذلك المترجم الفورى!!
نفرع: إنه هو!!!
أدم: هل كانت تقوم بإستخدامه طوال عقد من الزمان!!!
نفرع: بكل تأكيد و إلا كانت لتتعلم اللغة العربية...و الأن إستعد من أجل الهبوط..الكوكب روبى على مرمى البصر...
أدم: عُلًم، تم تخفيض السرعة..زاوية دخول الغلاف الجوى للكوكب 40 درجة تماماً كزاوية الدخول إلى غلاف الأرض الجوى...إن نسبة الغازات هنا تبدو متطابقة مع الغلاف الجوى للأرض بشكل مبهر...
نفرع: كيف حال الدروع الحرارية!!!
أدم: إنها تعمل بشكل ممتاز...درجة الحرارة حول بدن المركبة تبلغ عدة الأف من الدرجات..لكننا صامدون..
نفرع: حسناً، المقاتلة طيبة التابعة للقوات الفضائية الفرغونية من كوكب الأرض تنادى قيادة القوات المتحلفة للكوكب روبى..أنا القائد نفرع و بصحبتى القائد أدم من القوات الفضائية المصرية الحديثة...نطلب الإذن بالهبوط...
تم منحنك الأذن بالهبوط أيها القائد...توجه إلى القطاع ب-145 ، د-224 ...المهبط العاشر...أكرر..
نفرع: عُلِم، و جارى تنفيذ الأمر...
و حطت طيبة بسلام على سطح الكوكب روبى...
نفرع: أستعد للقائها يا أدم...فهى من ضمن أعضاء الوفد العسكرى المستقبل لنا...هى لا تعلم أنك هنا و أنا أيضاً لم أرد أن أخبرك سوى الأن...حظاً سعيداً يا صديقى...
و ببطء إنفتح باب المقاتلة...و من خلفه برزت مجموعة من الضباط...ضباط الأسطول الفضائى التابع للقوات المتحالفة للكوكب روبى... و من بينهم كانت هى...روبينا...القائدة روبينا...الأميرة روبينا...أميرة الكوكب روبى و وريثة عرشه...روبينا...زوجته...
روبينا بوجهها الذى يشبه وحه دوافين جميل...روبينا بشعرها الأرجوانى الذى يقترب من أن يلامس الأرض...روبينا بعيناها الزرقوان اللتا تشبهان زرقة السماء...لكن ليست كأى سماء...سمائها هى...لكم عشق ذلك الجمال الكونى و فُتن به منذ النظرة الأولى قبل أحد عشر عاماً...عندما ألتقاها لأول مرة عندما ألتقاها فى محطة الفضاء المصرية حورس هناك...على حافة النظام الشمسى للكوكب الأرض..
ألتقت عيناه و عيناها...لما قد توقف الزمن!!!
لما قد توقف الكون ذاته عن التمدد!!!
لما يسمع بكاء القمر!!!
لما يدرك أنىشودة قطيع من الحيتان قى عمق أحدى المحيطات السحيقة فى كوكباً ما هناك!!!
كل خلية من خلاياه تنادى بإسمها...
كل ذرة هواء فى رئتيه تشتاق إلى أنفاسها...
كل قطرة دم فى عروقه تفقد سيرانها...
لم يدرى إذا ما كان يبكى أم لا...
فقد تحولت دموعه إالى شىء غامض...شيئاً غامض لا يدرى كنهه...حنى الكون ذاته لا يدرى...
إن عقله يقوم بإصدار إشارات كهربائية غريبة لم يألفها جسده قبلاً لم يألفها أبداً...أبداً...
قلبه قد وقع فى حيرة بالغة...لقد نسى كيفما كان يقوم بتوزيع الدماء ما بين حجراته الأربع...بل و حتى ما بين الدم الوارد إليه و الصادر منه...
تنتابه حالة من إنعدام الوزن و هو ليس فى الفضاء...
فلتنم على السرير الذى صنعته لنفسك يا أدم...قالتها حين تركته...
أسمى هو القائدة روبينا...قالتها حينما رفضته على سطح المريخ...
سأكون لك دوماً يا أدم...لكن ليس فى ذلك العالم يا أدم...ليس فى ذلك العالم...سأكون لك فى عالم أفضل يا أدم...قالتها و هى تندفع عبر الفضاء بمقاتلتها في طريقها إلى عملية إنتحارية مفتديةً إياه بروحها...
آه لو تعلم يا حبيبي...كانت العبارة الأخيرة التى نطقتها قبل ذلك الإنفجار المروع...تلك العبارة التى ظلت تتردد فى الفضاء الصامت إلى ألأبد...
تلك العبارة الوحيدة من بين كل تلك العبارات التى قد سرت من أعماقه مغادرةً شفتاه...
آه لو تعلم يا حبيبي...
آه لو تعلم يا حبيبي...
أنه...أنه يسمعها مرة أخرى...
ليست صدى صوت...ليست وهم...ليست قادمة من الفضاء...
لقد أتت منها...من شفتيها...من روبينا...
أدم: روبينا...روبينا...أنا
روبينا: أنت ماذا يا صغيرى!!!
أدم: جئت من أجلك...أخترقت الكون كله من أجلك...من أجلك أنت...
روبينا: قد جرحتنى جرحاً غائراً فى الماضى يا أدم...
أدم: كنت قد أشتقت اليكِ و أنت معى...سامحينى...
روبينا: أكنت تتركنى لأجلى يا أدم!!! كنت ستترك دانا لأجل روبينا!!!
أدم: لم أحب أحداً في حياتى مثل ما عشقت روبينا....روبينا بصورتها الأصلية...بشكلها الحقيقى...كما هى...روبينا التى فضلتها و إختارتها من بين كل فتيات الكون...عشقتها بجنون...عشقت الحب المستحيل...
روبينا: و هل قامت دانا بالتقصير يوماً تجاهك طوال عشر سنوات كاملة يا أدم!!!
أدم:كلا و رب السماوات...لقد كانت خير الزوجة و السند و الرفيقة و الحبيبة...كانت جميلة مثلك...كانت أنتِ و أنا لم أكن لأتخيل لحظة أنكِ أنتِ هى أنتِ...سامحينى...فما قد مررت به لم يمر به بشر قط...
روبينا: أدم، أنت تعلم كم ضحيت من أجلك...من أجل أن أكون لك...بعرشى بملكى بل بذاتى نفسها...و فى النهاية أنك قد...
أدم: لا تقوليها يا روبينا..لا تقوليها رجاءً...أبداً...فأنا لم أخنك لو للحظة..لو في خيالى...لقد أشتقت اليكِ...لجئت إليكً منكِ..سامحى ضعفى البشرى...
روبينا: كنت أعلم أنك سوف تأتى..كنت متأكدة..لم أكن أعلم متى...لكنى كنت متأكدة إنك سوف تأتى إلى...
أدم: روبينا...هلا تقبلين إعتذارى...أريدك أنت...كما أنت...
روبينا: أدم...
أدم: روبينا...أنا مستعد لفعل أى شىء من أجلك...إنظري..لقد جلبت لك شيئاً تحبيه على كوكب الأرض...شيئاً قد قمنا بإقتسامه دوماً سوياً مع فجر كل يوم جديد...أنظرى...
روبينا: ما هذا...ما هذا يا أدم...شطيرة فول...ايها البخيل...تبغى مصالحة زوجتك...الأميرة روبينا...أميرة الكوكب روبى...بشيطرة فول...
أدم: نعم...و سوف نقوم بإقتسامها سوياً...
روبينا: أدم...أحبك...أحبك كما أنت...كما أنت يا أدم..
أدم: أحبك كما أنت...كما أنت يا روبينا...كما أنت...أنت و من دونك الكون كله...
العاشقان روميو و جولييت بالنسخة الفضائية...أعتذر عن الإزعاج...لكننى هنا يا سادة..كان هذا هو نفرع...
أدم: روبينا...نسيت أن أقدم لك القائد نفرع...أنه يدعى أنه لأحد أجدادى الفراعنة...ها ها ها
روبينا: مرحبا بك يا مولاى الفرعون على كوكب روبى..أغفر له فأنه أحياناً لا يعى ما يقول...هو صغيرى و أنا اعرفه جيداً
نفرع: لا عليكى يا مولاتى...و لكم أشفق عليك منه يا أميرة الكوكب...أدم يا لك من وغد محظوظ يا رجل...ها ها ها...و الأن ماذا قررتما بشأن موعد عودة الأميرة روبينا معنا إلى كوكب الأرض!!!
تبادل أدم و روبينا نظرة لم يفهما فى الكون سواهما...قبل ان يخاطب أدم نفرع قائلاً:
أيها القائد، هل لك أن تخبر القائد عز إن تلك كانت رحلتى الأخيرة على متن الأسطول الفضائى...رحلة التقاعد...هنيئاً لكم المادة المضادة...هنيئا لكم الكون بأسره...فلا أريد سواها..هى كونى الجديد...كونى وحدى...سابقى هنا....مع روبينا...
أدم: ماذا ماذا ماذا!!! كيف ستعيش هنا!!! كيف!!! بما سأخبر قادة الأسطول!!! بما سأخبر سكان ذلك الكوكب البائس المسمى بكوكب الأرض!!!
روبينا:أخبرهم...أخبرهم أن ينتظروا... حب عبر المجرة 4.
د/ سامح هدهود...