لا ادرى ماذا اقول لك...
لكن اعلمي صغيرتي...
إنه منذ ان اشرق ذهني علي نور هواك...
و منذ ان سمعت اذني نغم حبك....
و منذ ان رأت عيني ضي عشقك...
و منذ ان تعلقت روحي بروحك....
علمت ان كل ذلك ابدا لم يكن محض صدفة...
بل كان من تقدير الخالق العليم....
الذي جمعنا بقدر مكتوب....
في اللوح المحفوظ....
و طالما اردت ان لا يكون حلما جميلا افيق منه ...
لكن شيء ما بداخلي يحدثني انك انت لي ...
لست اتحدث عن وثيقة تربطني بك....
او مكان في العالم يجمعنا....
بل اقصد تلاقى روحانا في كل مكان و زمان....
أعلمي صغيرتي....
انني كانت ضائعا في بيد لا تنتهي قبل لقائك....
و انني اسير في جنان عدن بعد لقائك...
أعلمي صغيرتي...
انني قد استرقت السمع طيلة عمري ابغي سماع همسك....
و انني قد حدقت بصري في السماء محاولا ايجاد وجهك....
و انني حدثت البحر عنك فبكي.....
قلت، لما تبكي؟
قال، ابكي قلبين غدرت بهما الايام و كاد أن يفارقهما الزمان....
قلت، لن يفرقنا زمان و لا ايام يا بحر الاشجان....
قال، قد فارقت قلوب كثيرة عبر الزمان....
قلت، لكنك علي قلبينا غير ذي سلطان...
قال، و هل تجد لقلبها موضعاً بين الشطئان....
قلت، و ربي لأوجدن لها موضعاً غير شاطئ الاحزان...
قال، هذا ليس بيسير عليك يا إنسان...
قلت، بل و لأصنعن لها عقد من فيروز الشطئان....
قال، الا يكفيك فيروز الخلجان....
قلت، و لا يكفيني فيها فيروز الاكوان....
قال، واهم انت يا ولهان....
قلت، اكيد انا يا بحر الايام....
قال، قد غلبتني قولا فلم اعد استطع لك ذكران...
قلت، الم تتحدث معك يوما من الايام...
قال، بلي حدثتني عن حلمها الذي طالما لم تجده في اي مكان...
قلت، و ماذا احل بقلبها الحائر في طي الزمان...
قال، لطالما عاني كثيرا باحثا عن الامان...
قلت، لم لا تريد مجابهتي يا بحر الاشجان...
قال، لم اعهد مثلك حبيبا منذ زمان....
قلت، لانك لم تعهد مثلها حتي قبل خلق الاكوان.....
قال، قد عجزت عن معرفتها حق يقين...
قلت، و ماذا عن روح قلبها الظمآن...
قال، يبغي إن يرشف حلاوة الايام...
قلت، لكنك ترجعه ظمآن....
قال، هاك هو بحر العاشقان...
قلت، لسوف اوجد لها موضعاً بين الشطئان....
قال، ليس لي شطئان....
قلت، و لربي لأصنعن لها شطئان....
قال، لكنها ليست في ذات المكان....
قلت، لكننا معا في ذات الزمان، و سوف يأتي يوم يجمعنا ذات المكان....
قال، و هل اثر فيك هواها من قبل ان تراها ايها الانسان...
قلت، رأتها روحي قبل إيجاد الزمان...
قال، و هل تدرك لها مسكن الآن....
قلت، تتسع ضلوعي لروحها إلي اخر الزمان....
قال، لكن روحها اسمي من كل مكان...
قلت، بل يسعها الكون كله و انا لها ظمآن...
قال، لم تستطع امواجي لها شكران...
قلت، مالي بأمواجك؟ إن امواج عيناي لها ناظران...
قال، الا يسعك إن تنساها عبر الزمان...
قلت، لن انساها حتي بعد انتهاء الزمان...
قال،و ماذا انت فاعل الان....
قلت، من اجلها سأركب حتي امواج الطوفان...
قال، لكنه ليس له امان....
قلت، و لا امان لي دون وجهها الذي خلقه الله امان....
قال،و لطالما سال دمع عيناها مغرقا الوديان...
قلت، و لسوف يفيض دوماً مشرقاً الاركان...
قال، الا يكفيك ما حل بها من احزان...
قلت، إن دمع فرحها هو طموحي بلا خذلان....
قال، ابشر ايها العاشق الولهان فهي معك طوال الزمان لكنها لم تجد لك يوماً مكان...
قلت، اليوم أجدها في ابهى فجر قد داعبت نسماته فرح انسان...
قل لها يا بحر...
قل لها انني وجدتها، و لطالما كانت جواري و لم اراها إلا الآن لكنني يا بحر آت اليها لطالما خلد الزمان....
قل لها يا بحر...
احببتك يا سائرة في الظلام فمحي نورك ظل الغمام ...
قل لها يا بحر....
لطالما احاول عن اعبر لك عن ما في نفسي التي ظلت طوال عمري تبحث عنك بين مشارق الأرض و مغاربها، لكني اعدك يا صغيرتي ان احارب من اجلك في كل زمان و مكان...
قل لها يا بحر....
انني منذ ان عرفتها لم اعد اقول انني احببت بل صرت ادرك ان قلبا عظيماً يحبني...
قل لها يا بحر...
انني منذ ان عرفتها لم اعد اقول انني احببت بل صرت ادرك ان قلبا عظيماً يحبني....
فقط قل لها يا بحر...
د. سامح هدهود