حلق مع هدهوديات في الفضاء السيبراني

recent
أخبار ساخنة

كفاح كوكب

 


جالسا في ضوء البدر أتامل الكون الشاسع محلقا في ارجاء فضاء نفسي، تذكرت صدقيا عزيزا علي نفسي خاض معي طفولتي و احلام شبابي و أهداف عمري، هنا أنتشقت السماء فبرز منها ضوء قرمزي جميل الطلعة و يالفرحة عمري جاء يلبي ندائى عزيزي (جرانديزر)، و برز منه (الدوق فليد) محدثاً أياي: 


_الدوق: كيف حالك يا صديقي؟


_ انا: كيف حالك يا مأوى احلام جيل الثمانينات؟ قد أفتقدتك كثيراً يا صديقي. 


_ الدوق: لقد أتفقدت اهل الأرض كثيراً. 


_ انا: نعم يا صديقي لقد جئت الارض منذ اكثر من نصف قرن من الزمان و مازلنا نفتقدك إلي الآن.

_ الدوق: إلي هذا الحد؟ 


_ انا: نعم يا دوق، لقد تابعتك منذ الحلقة الأولى (كوچي كابوتو و دوق فليد) يوم ما تعرفت (كوچي) للمرة الأولى و قاتلت منقذا حياته.


_ الدوق: نعم إن (كوچى) هو رفيق السلاح في (التيفو) و (سپازير المزدوج). 





_ انا: اذكر يا صديقي عندما عرف سرك في الحلقة الثانية و تعجب قائلاً (أمير الكوكب فليد؟؟).


_ الدوق: ههههه انت تذكر جيداً يا صديقي. 


_ انا : بالطبع يا دوق، و اذكر ايضا الحلقة الرابعة (فليسقط جول جول) عندما سقط كوچي في الجزيرة و ذهبت لنجدته ، رأك و قال ( اشكرك كثيراً علي عطفك)، ثم حاربتما سويا ، و كان (جول جول) يحاول جاهداً تحطيم (جرانديزر) و كنت تتحداه قائلا(ستري، ستري)، كان مشهداً عظيماً.


_ الدوق:نعم و لقد تركت جهاز الإرسال لدي (كوچي) كي احدد مكانه. 


_ انا: و في الحلقة السابعة (حتي لو اخسر حياتي) اسمح لي إن اسميها (قصة الاخلاص و الخيانة) ، اتذكر (كابتن جورمان)؟ 




_ الدوق: نعم اذكر (جورمان) ضابط الحرس الخاص الذي دمر فليد. قد كان عدوا شرسا و كاد ان يؤدي بحياتي. 


_ انا: كان وحشه (چين چين) مصنوع من معدن (السوپر فيچانيوم)، و كانت ترتد كل اسلحة (جرانديزر) من علي بدنه، حتي إنه قال لك ( لا قوة لأي سلاح امام أسلحتنا الخارقة) و تعجبت انت قائلاً (ماذا أسمع؟؟) و حاولت جاهداً مطلقا (رعد الفضاء) و ثانياً (رعد الفضاء لا يعمل). 


_ الدوق: نعم انهم من دمروا فليد. 


_ انا: لكن النهاية كانت درساً في الفرق بين الوفاء و الخيانة يا دوق، فلقد حاول (كوچي) القتال امامك عندما أصبت يا صديقي، و قال له (دكتور امون) : (عد يا كوچي لا قدرة لك علي تيفو) فبادره (كوچي) قائلا: (يحلو لي الموت في حماية جرانديزر).
 

_الدوق: نعم كان يقول لي دائما ( إلي القتال يا دوق). 


_ انا: و كانت نهاية الحلقة ملحمية، عندما قفز (جرانديزر) و كنت تقول ( اقفز دايز) ،( إنطلق يا شعاع) ، ( أرعد يا فضاء)،  ( إعصفي يا جاذبية). لكن خيانة (پلاكي) جعلته يصيب (جورمان) خوفاً من أن يفقد منصبه كقائد للعربة الام. 



 
_ الدوق: لقد نسفته هو و العربة الام في الحلقة السابعة و العشرون (هجوم جرانديزر المضاد). 


_ انا: و لا تنسي إصابة حبيبتك (هيكارو) في الحلقة السادسة والعشرين (الهجوم الشامل) حينما قاتلت ثلاثة وحوش ڤيجا.لقد كانت قصة حب مستحيلة. لقد قاتلت معك في (اسپازير البحري).




الدوق: و ايضاً عندما احب (كوچي) اختك ( ماريا) ، قد كانت قصة حب مستحيلة أيضا، اتذكر يا صديقي عندما قابلت( ماريا) في (مركز ابحاث الفضاء) عندما اتلمعت قلادة العرش لدي كلا منكما وتسائل (الدكتور آمون) : (ماذا حدث بين الاثنين)، فأجابه (كوچي): إنه الدوق، لا يمكنني ان اعبر، يمكنك، يمكنك ان تسأل الشمس الغاربة).




الدوق: انت تعرف الكثير عن المركز إذا! 


_ انا: و اعرف طرقك السرية الثمانية، لقد استعملت الطريق رقم ٧ لأول مرة في الحلقة الثامنة عشرة (الطريق السري رقم ٧) قد كان اطول طريق كذلك إذ ينتهي بك عند الشلال، لكنك ابدا لم تستعمل الطرق ١, ٣ و ٦ يا دوق.


الدوق: جرانديزر هيا .



انا: نعم ، انطلق جرانديزر مفتكا بجنود جيش (ڤيجا) باسلحته الفتاكة، مثل (رعد الفضاء) و ( الرزة المزدوجة) ، حتي ان لديك سلاحين لم تقم بإستخدام كل منهما سوي مرتين فقط ، ( صورايخ اليد) و ( أشعة دايزر).


الدوق: ولا تنسي (الصحن الدوار) و (الساحق الخارق). 


انا: ولا (الرشاش الصاهر) و لا ( العاصفة المضادة الجاذبية) و حتي الحرب الإلكترونية مارستها بإستخدام ( معيق الرادار). 




الدوق: ههههه و كيف حفظت كل ذلك؟ 


انا: قد شاهدت حلقات (مغامرات الفضاء، يوفو_ جرانديزر) الإربعة و السبعون و كانت مدة كل حلقة احدي وعشرون دقيقة و سبعة عشرة ثانية، و تمت دبلچة المسلسل من اليابانية عام ١٩٧٥ إلي العربية، الانجليزيه، الفرنسية، الاسبانية و الايطاليه عام ١٩٧٨  و عرض في مصر عام ١٩٨٠. 


_ الدوق: و هل لي محبيين هناك؟ 


_ انا: كثر يا دوق، لقد حقق (جرانديزر) نجاحاً منقطع النظير في العالم العربي اكثر حتي من اليابان  الدولة المنتجة. 


الدوق: لقد احببت مزرعة (الپاتون الابيض) كثيرا، و (دامبي) و (
جورو) و ( باندا) لقد كانوا لطلفا جدآ.


_ انا: لقد تأثرنا كثيرا عندما ماتت حبيبتك (روبينا) يا دوق في الحلقة الثانية و السبعون (مواطن من كوكب بعيد)، ماتت بين يديك ، ماتت بعد ان جائت اليك بعد ثماني سنوات، ماتت بعد ان فدتك بروحها فادية اياك من قذيفة (الوزير زوريل) ماتت بعد ان ارادت ان تكفر عن ذنب ابيها، ماتت و كانت تقول لك ( لن اموت يا دوق فليد، سوف اصبح وردة جورية، ازدهر كل ربيع و اعود إليك).


الدوق: نعم تذكرت الوردة الجورية.




انا: حسنا يا دوق لكن من رغم ان (ڤيجا الكبير) اكبر محتل في الكون فإن له موقفان إنسانيان لا انساها: الاول عندما انفجر كوكبه في الحلقة الثانية و الخمسون و قال ( وداعاً ڤيجا، وداعاً كوكبي العزيز) و في الحلقة الثالثة و السبعون ( إكراماً لهذة الارض الرائعة) عندما جلس يتامل صورة (روبينا) قائلاً: (روبينا لماذا تركتني، من سيخلفني، من سيحكم الكون بعدي).



 
الدوق: كلنا حزناً علي فراق (روبينا). 


انا: و عندما مات ابن ( الوزير زوريل) في حلقة (زوريل في ورطة) ، عندما فدي (زوريل الابن) اباه مضحيا بحياته، اذكر عندما قال ( ڤبجا الكبير) : ( قاتلت جيداً يابن زوريل، يا زوريل لا تدع موت ابنك يذهب سدي) و عندها إنهار (زوريل) باكياً و قال: (لماذا ذهبت يا ولدي؟ لماذا ذهبت؟ لماذا ذهبت قبل ابيك؟).



الدوق: فعلاً لقد خسرنا شابا رائعاً. لكن كيف حفظت كل ذلك يا صديقي؟


انا: كذلك استمع الي موسيقاك التصويرية، التي تؤجج المشاعر و تبكي القلوب، اتعلم انني احكي لاطفالي و لأصدقائى حلقاتك كل يوم؟ لكن لماذا تركت الارض يا دوق في الحلقة الرابعة و السبعون ( اشرقت للأبد أيها النجمان)؟لماذا ؟ فلقد صنعت لنا ملحمة رائعة من الخيال العلمي، التراچيدية، الكوميديا، العلوم،الرومانسية كل ذلك في سياق درامي لا مثيل له ممتزجا بموسيقى تصورية حلقت معها القلوب في الفضاء البعيد.


الدوق: لقد عدت كي اري اصدقائي ثانية.




انا: اخشي انك لن تستطيع فعل ذلك يا دوق. 


الدوق: لماذا يا صديقي؟ قل لي بالله عليك.


انا: اخشي انهم قد رحلوا عن عالمنا، فلقد تأخرت كثيراً يا دوق.
 

الدوق( باكياً): و ماذا عن اهل الارض؟ 


انا: لقد اصبح فيهم العديد و العديد من (ڤيجا الكبير). 


الدوق: ماذا، كيف ذلك؟لقد بعثرته هبائا في الفضاء قبل ان اترك الأرض!!


انا : لقد تحول الكثير من البشر الي (ڤيجا الكبير) يا دوق، حاولوا احتلال مشاعر الأخرين، جاهدوا سلب سعادة الآخرين، ماعنوا تدمير فرحة الآخرين، استداموا سالبين حقوق الآخرين، باتوا خائنين الآخرين، اصبحوا حاسدين الآخرين. 


الدوق: و يلي!!! فقد ذهب كل كفاحي سدي؟؟ اقد ذهب ادراج الرياح ما جئت اجاهد من اعماق الكون من اجله؟؟ اقتلت (ڤيجا) كي يظهر بدلاً منه آلف ( ڤيجا)؟؟؟؟




انا: آسف إن اقول لك هذا ، لكن هل لك ان تاخذني معك؟


الدوق: إلي أين يا صديقي؟ 

انا: إلي اعماق الكون السرمدي اللامتناهي، إلي عوالم اخري، إلي ازمان مختلفة، إلي ابعاد جديدة الي حيث الإنسان مازال انسان. 


الدوق: اخشي اننا سنطوف الكون سويا كثيرا مجاهدين.


انا: فنلنحاول إذا.


الدوق : حسنا، هيا بنا يا صديقي الأرضي، هلم بما إلي (جرانديزر)


انا: انني قادم معك يا دوق فليد...


دوق فليد اين أنت يا دوق فليد؟ 


اين انت يا صديقي؟؟؟


حسنا لقد كان حلماً ، استغرقت فيه و انا انظر الى القمر....


وداعاً يا اعز صديق....







                                                           د. سامح هدهود

google-playkhamsatmostaqltradent